احمد قاسم – ” مرة أخرى حول نداء الأستاذ عبد الحميد درويش “

Share Button

أعزائي وأصدقائي.. أخواتي المهتمين بالشأن السوري العام والكوردي الخاص….
أنا أبديت وجهة نظري تجاه مبادرة أستاذ عبدالحميد درويش وندائه… ومن حقي أولاً أن أدافع عن هذا النداء كونه صادر من 12735883_859050150870082_1665491322_nسكرتير حزب وأنا عضو فيه. إلا أن الحق يقال وبكل حيادية وتجرد, ومن دون الرجوع إلى الخلفية الحزبية التي أعتبرها بالأساس أنها أداة للعمل من أجل الدفاع عن قضية آمنت بها طوال خمسة عقود ولا زلت.. وأن الحزب ليس غاية بل وسيلة للنضال كما قلت. فإن شعباً بهذا الحجم, وقضية قومية ناضل أبناء هذا الشعب طوال ستة عقود وواجه أشرس أنواع الإضطهاد العرقي وثقافة إلغاء الآخر, لا يمكن أن ننظر إليها بهذه البساطة, على أننا سنحقق من خلال مشاركة ممثلين عن المجلس الوطني الكوردي ضمن معارضة ” أنا لا أثق بها على أنها ستكون صادقة تجاه حقوق الكورد ” ولذلك مشاركة الكورد بهذا الشكل الهزيل ومن دون ضغط جماهيري وتحريك الشارع باتجاه دعم حضور قضيتنا إلى المحفل الدولي سنكون قد خدعنا أنفسنا أولاً, وأقزمنا حجم قضيتنا ( لنقول حسبنا الله ونعم الوكيل ).. هناك من يقول أن النداء جاء متأخراً, وأن ما رُسم لسوريا من قبل القوى الكبرى لا يمكن تغييره.. وهناك من يقول أن النداء لا يهدف إلا لإخراج الكورد من دائرة التفاوض (إضافة إلى تهم) أعتقد أنها تُصْدر من عقلية غير مسؤولة ولا تهمها القضية…. أعتقد أن عجز الحركة عن إقامة توافق فيما بينها يتطلب عملاً جاداً بحيث تُفرض على قيادة هذه الحركة التمسك بثوابت للدفاع عن القضية.. فلولا محاولة أمريكا إقامة توافق و إتفاق بين طرفي الحركة الكوردستانية في عام 1998 لكان الإقتتال بين الأخوة طالت سنين أخرى.. إنها تجربة لا يمكن أن ننساها حيث راحت ضحيتها أكثر من خمسة آلاف شهيد من الطرفين.. والثابت الذي أعرفه حسب تجربتي مع حركتنا السياسية هو أن هذه الحركة لا يمكن أن تتوحد بمحض إرادتها, ولا يمكن أن تقدم لهذا الشعب ما يستحق لو تُرِكَ تتخبط في سياساتها التي تنتج مزيداً من التشتت وتزيد من صراعات بينية ” لاأقولها بدافع من هذا الطرف الدولي أو ذاك ” فهذا واضح وضوح الشمس.. ولطالما لم يوجد هناك دولة مثل أمريكا لتفرض علينا ما هو المطلوب من أجل تحقيق مصالح الكورد, لم يبقى غير شعبنا وقوانا الكوردستانية لدينا لكي نلتجيء إليها وتشكيل ضغط على هذه الحركة من أجل التوافق والإلتفاف حول قضية شعبنا من خلال إرسال وفد يمثل كامل إرادة شعبنا. وإلا, فإن الإكتفاء بما هو موجود يعني ذلك, أننا نرسل ممثلينا ( د. عبدالحكيم بشار و الأستاذ فؤاد عليكو ) إلى عملية خاسرة لأنهما ليسا مساندين ومدعومين من قبل شعبهما, وبالنتيجة إنهما يمثلان المجلس الكوردي وليس إرادة شعب بأكمله كما تُرَوَج لهما.. وهذا ما تدركه المعارضة جيداً.. وإلا كان المجتمع الدولي مكتفياً بوفد من الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة وما إلتجأ إلى عقد مؤتمر رياض من أجل تشكيل وفد يمثل أوسع قطاع من المعارضة.. إذاً, وكيف نحن سنكتفي بهكذا تمثيل لشعبنا ( وأنني أشعر بأنهما كأيتام ) بين وفد المعارضة التي تشكلت من مشارب مختلفة… يترأسها شخص يحمل في داخله السم تجاه الكورد. هل يمكن أن نثق بأن من أمثاله سيتركون للكورد مجالاً للحوار؟
أعتقد أننا أمام محنة تاريخية صعبة.. ونحن من نتحمل المسؤولية.. أدعو السيدين فؤاد عليكو وعبدالحكيم بشار لعقد مؤتمر صحفي لشرح معاناتهم ضمن وفد المعارضة وعجزهم عن تقديم شيء لقضيتنا… وأن ما طرحه السيد ديمستورا لطرفي التفاوض واضح وجلي, يأمرنا أن نقبل بذلك.. وهو إعتبار الكورد من بقايا شعوب قابلة للإنقراض يجب الحفاظ عليه لإعتبارات إنسانية وسيكلف الأمم المتحدة نفسه لتلك الرعاية… غريب هذا الأمر الذي نراه من الموفد الدولي.. وأن تكون الدولة لامركزية إدارية, وتداول الحكم عليها عن طريق إنتخابات حرة.. أية إنتخابات ستحقق حقوق الكورد لطالما الغالبية بالتصويت ستحكم, والأقلية ستخضع؟
أرجو أن لا نكون ساذجين في مواجهة أخطار قد تقضي على مستقبل شعبنا بعد نضال مرير..
أستاذ عبد الحميد لا يحتاج إلى نيشان من سُذَج من هذه الحركة السياسية العاجزة ولا من مثقفين أصابهم ألف عاهة وعاهة.. وأنا أقول وبمسؤولية: إذهبوا ولبوا النداء وشكلوا الوفد كما يجب, فليكن الأستاذ عبد الحميد خارج ذلك الوفد.. أعتقد أن هناك رخصاء كثر يحاولون التقليل من قيمة قضيتنا القومية التي ضحينا من أجلها عمراً ومالاً وكل سبل الراحة.
وفي الختام.. الأيتام لا يمثل الكورد لطالما ليس للكورد إرادة في إختياره.. والتاريخ أمامنا جميعاً, والمسؤولية كبيرة.. أما الذين لا يهمهم التاريخ فليذهبوا إلى جهنم وبئس المصير.
خادم قومه:
أحمـــــــد قاســـــــم

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...