في الذكرى السنوية الـ 50 لميلاد الحزب ،وبعد أيام من الاحتفال المركزي في القامشلي دعا الراحل الأستاذ حميد درويش عدداً من الشخصيات السياسية إلى حفل صغير في كافتيريا في منطقة الجسر الأبيض في دمشق ، وحضر الحفل الراحل يوسف فيصل الأمين العام للحزب الشيوعي ، والذي رد على أحد الحضور بإنه حضر حفل لميلاد حزب معارض وبوجود اغلب رموز المعارضة وهو من أحزاب الجبهة الوطنية الحاكمة قائلاً:
( دعاني صديقي عبد الحميد درويش والذي تربطني به علاقة نضالية تمتد لأكثر من 50 عاماً ، وأنا لا أستطيع رد دعوته أين ما كان ، وأضاف عبد الحميد استطاع أن يجمع المعارضة والموالاة في ميلاد حزبه ، وهذا عمل كبير تعجز عنه كل القوى الوطنية في سوريا اليوم وبكل أسف ) .
ومن الحضور أتذكر الراحل حسين العودات الذي قال للمحتفلين في كلمة مقتضبة ( أنا أمر بوضع صحي متعب في هذه الأيام ، وكنت بالفراش ولكن دعوة الأستاذ حميد لم أستطع أن أردها ، وقالت لي زوجتي وهي صديقة للكرد وشجعتني على الحضور ، قائلةً ( انها دعوة الأستاذ حميد ) ، وأنا سعيد ونسيت آلامي بين هذا الجمع الوطني المشجع ) ، وتحدث آخرون الأستاذ جاد جباعي وحسن عبد العظيم والمرحوم عبد المجيد منجونة و ……… الخ .
هكذا كان الراحل وحزبنا الديمقراطي التقدمي الذي عمل على إن هذا الوطن لن يبنى على الإقصاء والتمييز ، وما يبنيه هو الشراكة الحقيقية بين أبنائه ومن مختلف الطيف السياسي والقومي والاجتماعي في البلد ، وكان الأستاذ حميد درويش رحمه الله ملتقى للجميع ، وقد انتقده البعض على ذلك ، ولكن الحياة تؤكد على إن من أصعب الأمور هي أن تنال ثقة المختلفين والمتفقين معك على حد سواء ، واليوم نشاهد ان الكرد والسوريين عامة يدفعون ثمناً باهظاً نتيجة عدم القدرة على توفير عوامل التلاقي والحوار .