في بداية الصراع المسلح في سوريا بين قوات النظام والمجموعات المسلحة المختلفة تبنت المعارضة السورية التي رفعت شعار إسقاط النظام تلك المجموعات المسلحة على أنها الجناح العسكري للمعارضة ضد الإستبداد وخاصة جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” الإرهابيتين عند أو ظهورهما, وبالتالي, وقعت المعارضة في مصيدة النظام وتم إتهامها بأنها معارضة إرهابية لطالما تدعم الإرهابيين مادياً وتدافع عنها إعلامياً… وبالتالي, فإن المعارضة السورية وفي مقدمة تلك المعارضات ( حزب الإخوان المسلمين ) تتحمل نتائج تلك المواقف الغير مسؤولة في دعمها وتبنيها لتلك المجموعات الإرهابية والتي أدت إلى فرض النظام على المجموعة الدولية الداعمة للشعب السوري مبدأ ( محاربة الإرهاب أولاً ) وذلك في أول لقاء بين المعارضة السياسية والنظام في جنيف عام 2012, ومنذ ذلك اللقاء لم يتخلى النظام عن هذا المبدأ والذي ساعدته كثيراً تلك المجموعات الإرهابية ( داعش وجبهة النصرة ) في ارتكابهما الكثير من المجازر البشعة بحق المدنيين من دون الإصطدام مع قوات النظام, واللتان تم تصنيفهما على قائمة الإرهاب الدولية توجبت محاربتهما.. مع كل ذلك لم تتراجع المعارضة السياسية عن موقفها الداعم للمجموعات الإرهابية وخاصة (جبهة النصرة التابعة لمنظمات القاعدة الإرهابية عالمياً) وخصوصاً الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الذي تم تبنيه دولياً على أنه الممثل الشرعي للمعارضة السورية. وبناءً عليه يتهم النظام المعارضة التي تصر على إسقاط النظام (الإئتلاف) على أنها معارضة إرهابية ولا يمكن الجلوس معها بشكل مباشر إلا إذا تخلت عن دعمها لتلك المجموعات المسلحة الإرهابية ” بنظر النظام ” وتخلت عن شعار إسقاط النظام في وقت يعاني النظام والشعب السوري من حروب تشنها المجموعات الإرهابية ضد النظام والشعب السوري معاً حسب وصف النظام.
اليوم, يتم الكشف عن المخاطر التي تتعرض لها محافظة أدلب بعد تجميع أغلبية مجموعات مسلحة ومن ضمنها ( جبهة النصرة ) التي تسيطر في حقيقة الأمر على المنطقة التي يسكنها حوالي ثلاثة ملايين من المواطنين.. الخوف كل الخوف على مصير هؤلاء المواطنين الذين في غالبيتهم تم تهجيرهم بالأساس من العديد من المناطق السورية وإسكانهم في المخيمات أو في القرى في الريف الأدلبي حيث الآن محاصرين بين عبثية الإرهاب المسيطر على مصيرهم وحصارهم من قبل قوات النظام التي تتهيأ للبدء بالهجوم على المنطقة بذريعة محاربة الإرهاب كما حصل في الجزء الشرقي من مدينة حلب والغوطة الشرقية وغيرها من المناطق… أما الغريب والعجيب حتى اللحظة لم تتخلى المعارضة السياسية عن دعمها ( لجبهة النصرة ) ولو تخلت عن “داعش” بعد فضائحها البشعة ضد الإنسان والإنسانية.
فهل ستوضح المعارضة السياسية عن موقفها وتعلن عن مشروعها للشعب السوري بدون لبس؟ إما أن تحارب الإرهاب بكل تصنيفاته أو تبقى في مصيدة النظام إلى أن تُدَمَّر ما بقيت من سوريا؟