الاستاذ عبد الحميد درويش يلقي كلمة في مؤتمر الاشتراكية الدولية

شارك الاستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا في مؤتمر الاشتراكية الدولية المنعقد في جنيف وألقى كلمة في الجلسة الافتتاحية بتاريخ 1 – 7 – 2016 هذا نصها:

السيد لويس ايالا السكرتير العام للاشتراكية الدولية

السيدات والسادة الحضور المحترمين

لكم جميعا تحية حارة

في أثناء الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي التي امتدت لعدة عقود لعبت الاشتراكية الدولية دورا مميزا في تخفيف آلام الناس والبشر في العالم، في آسياوافريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث وقفت بشجاعة تستنكر المظالم الاجتماعية والقومية التي كانت تمارس من قبل دول في هذا المعسكر أو ذاك، ضد الشعوب في العالم والتي كانت تناضل من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعيةومن أجل رفع الظلم القومي عن كاهلها ونيل حقوقها القومية.
وبعد انتهاء الحرب الباردة ظلت المظالم والاضطهاد يمارس في بقاع عديدة من العالم وبشكل خاص في الشرق الأوسط، حيث تعيش هذه المنطقة الحساسة من العالم وضعا يشبه شريعة الغاب. فالأوساط الإسلامية المتطرفة والشوفينية القومية في بلدان المنطقة تمارس سياسة تهدف إلى القضاء على المعالم القومية للشعب الكردي الذي يعيش في تركيا – سوريا – العراق – إيران، كما وتهدف من جهة أخرى إلى إفراغ الشرق الأوسط من العنصر الغير إسلامي مثل المسيحيين والأيزيديين ، وهذا التوجه يشكل خطرا على المجتمع المتحضر في العالم والتعايش بين شعوب المنطقة.
وعندما نقول بأن الشرق الأوسط يعيش وضعا يشبه شريعة الغاب، فإننا لا نبالغ ولا نغالي، فكلكم سمع كيف يذبحون البشر بسكين الجزارين، وكيف يحرقون الناس وهم أحياء، وكيف تباع النساء وتغتصب البنات ويعتدى على شرفهن وتنهب أموال الناس… وغيرها الكثير من الأعمال البشعة والبربرية التي يقوم بها المتطرفون الإسلاميون.
وإزاء هذه الأوضاع فإننا ندعو منظمة الاشتراكية الدولية أن تنهض بواجبها كما كان شأنها في الماضي، وإن ضعف دورها السياسي ينعكس سلبا على الشعوب المناضلة من أجل الحرية والديمقراطية والمناهضة للظلم القومي والاجتماعي، وقهر الدكتاتورية والطغيان في هذا العالم.
وبهذا الصدد فإننا نهيب بكم أن تقفوا إلى جانب الشعب الكردي في نضاله من أجل رفع الظلم القومي عن كاهله ونيل حقوقه القومية المشروعة، وكذلك الوقوف إلى جانب الشعب السرياني لرفع الظلم المزدوج الديني والقومي عن كاهله.
وقبل أن أنهي كلمتي يهمني أن أذكركم بأن بلادي سوريا تحترق جراء الحرب الأهلية المجنونة التي اندلعت فيها منذ أربعة أعوام، وأنتم انطلاقا من واجبكم الإنساني مدعوون للسعي لإيجاد حل سلمي لهذه الحرب لحقن الدماء التي تراق في كل زاوية من بلادي، وحل يحقق للشعب السوري الحرية والديمقراطية وإنهاءحكم الحزب الواحد والدكتاتورية.
وفي الختام نحيي من أعماقنا اجتماعكم هذا، ونتمنى له الموفقية والنجاح في سبيل خير الإنسانية جمعاء.
ودمتم بخير
عبد الحميد درويش
سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا

dimoqrati.info

1 – 7 – 2016