نشرت وكالة فارس الإيرانية تفاصيل المبادرة الإيرانية التي قالت انها تتعلق بخصوص سوريا، ويتضمن البند الأول الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا، ويدعو البند الثاني إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.
أما البند الثالث فيتضمن إعادة تعديل الدستور السوري بما يتوافق وطمأنة المجموعات الإثنية والطائفية في سوريا، كما يدعو البند الرابع إلى إجراء انتخابات بإشراف مراقبين دوليين.
وأشار المسؤول الإيراني الرفيع والذي نشرت وكالة فارس تصريحاته نقلا عن قناة الميادين، إلى أن “المبادرة جرى تقديمها والتشاور بشأنها مع تركيا وقطر ومصر ودول أعضاء في مجلس الأمن“.
وأضاف المصدر على أن إيران “تصر على أن أي تحالف ضد داعش يجب أن يهدف لمساعدة شعب وحكومة العراق وسوريا بإشراف أممي”، معتبرا أن “الطريقة الوحيدة لإخضاع داعش وغيرها، يتم عبر وقف تدفق المال والسلاح والمقاتلين إلى المنطقة، وأن “القوى الدولية ارتكبت أخطاء استراتجية في حربها ضد الإرهاب منذ 11 أيلول/سبتمبر“.
بدوره قال مساعد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان أن إيران تعد مقترحات لحل الأزمة السورية، وأنها تعد مبادرات لإعادة العلاقات بينها وبين دول المنطقة، خاصة السعودية، إلى مجاريها الطبيعية، وفق ما نقله موقع قناة العالم الإيرانية.
وأضاف في مقابلة مع قناة العالم الإيرانية، إن إيران وضعت مقترحا لحل الأزمة السورية، ضمن مبادرتها لتحسين العلاقة مع دول المنطقة.
وأوضح أن المقترح الإيراني لحل الأزمة السورية يتضمن أربعة بنود، وضعها وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، “وهو من أفضل المقترحات، وأكثرها جدية وواقعية”.
بوغدانوف بحث المبادرة في طهران
وقالت وكالة أنباء “إيسنا” الإيرانية إن المبعوث الروسي للشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف اجتمع، يوم أمس الثلاثاء، مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، في طهران، لبحث تفاصيل المبادرة، وكشف عبد اللهيان عن إجراء تعديلات في المبادرة التي ستطرح بشكل جدي في المستقبل القريب إقليمياً ودولياً، وقال ان التعديلات على المبادرة جاءت لتنسجم مع التطورات الراهنة في سورية. فيما قالت وكالة أنباء فارس ان وزير خارجية النظام وليد المعلم سيجري خلال زيارة له الثلاثاء الى طهران، محادثات مع كبار المسؤولين الايرانيين ومن ضمنهم نظيره الايراني محمد جواد ظريف، للبحث حول اخر تطورات الاوضاع في سوريا والمنطقة.
تأتي تلك التطورات بعيد عقد اجتماعات يوم الاثنين في الدوحة مع وزير خارجية أميركا جون كيري، وروسيا سيرغي لافروف، فضلاً عن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، حيث كشف مصدر من داخل الاجتماع لصحيفة ”العرب” أن لافروف سعى لإقناع نظرائه بأن يقبلوا العمل مع نظام الأسد لمحاربة الإرهاب، بينما يقبل الأسد بدوره الدخول في مرحلة انتقالية تتضمن تشكيل حكومة توافقية برئاسة شخصية من المعارضة وتؤدي في النهاية إلى رحيل الأسد وبدء انتخابات برلمانية ورئاسية، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل الدول الخليجية.
وأعلنت إيران يوم الأحد، الثاني من شهر آب-أغسطس، عن اطلاق ما أسمتها بـ “مبادرة معدلة” خاصة لحل الأوضاع في سوريا-على حد وصفها، وذكر مسؤولون إيرانيون، ان طهران تستعد لعرض مبادرتها على العالم لتكون موضعاً للنقاش اقليميا ودوليا. وذكر مساعد وزير الخارجية الإيراني “حسين أمير عبداللهيان”، في تصريح خاص لقناة “العالم” الإيرانية الناطقة باللغة العربية، إن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا “ميخائيل بوغدانوف”، ووزير خارجية الاسد وليد المعلم سيزوران طهران قريبا لبحث المبادرة.
رفض خليجي للاقتراح الروسي والإيراني
وطرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في الاجتماع الذي عق في الدوحة لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بحضور وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي تدعو إلى تشكيل حلف إقليمي يجمع دول الخليج وتركيا مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة المجموعات المتشددة وعلى رأسها تنظيم داعش. وسعى لافروف سعى لإقناع نظرائه بأن يقبلوا العمل مع نظام الأسد لمحاربة الإرهاب، بينما يقبل الأسد بدوره الدخول في مرحلة انتقالية تتضمن تشكيل حكومة توافقية برئاسة شخصية من المعارضة وتؤدي في النهاية إلى رحيل الأسد وبدء انتخابات برلمانية ورئاسية.
وذكر مصدر معارض لـ”كلنا شركاء” أن الدول الخليجية لم تبدي اي مؤشرات لقبول مبادرة موسكو، مرجحاً رفض الدول الخليجية ايضا لأي مبادرة إيرانية على الشكل الذي طرحت به، فيما أكد رفض المعارضة السورية لأي مشروع حل سياسي بوجود بشار الأسد، وهذا ما تمسكت به الشخصيات المعارضة في قطر أيضاً.
بشار الأسد وقطع العلاقات مع إيران
وذكر مصدر لصحيفة العرب أن موسكو جاهدة لإيجاد بدائل للشرط السعودي الصارم بأن يقطع الأسد علاقاته الوثيقة مع إيران أولا، قبل الموافقة على إعادة تأهيله عربيا. ولن يرتبط هذا التأهيل، طبقا لمصادر سعودية، بشخص الأسد بقدر ما يهدف إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة والنظام الحاكم بمفهومه الواسع.
وبحسب المصدر، لا تفضل الرياض، التي تحمل الكثير من الشكوك حول نوايا طهران، التوصل إلى تفاهمات مباشرة مع إيران في هذه المرحلة، وبدلا من ذلك، يريد السعوديون المساهمة في صياغة معادلة توازن للقوى في مواجهة إيران.
وينفي الموقف السعودي المزاعم التي انتشرت مؤخرا حول فتح قنوات اتصال مباشرة بين الجانبين، عبر زيارة قام بها الجنرال علي مملوك، رئيس مكتب الأمن القومي السوري إلى الرياض في أعقاب زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي إلى موسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي تركيا، تتطابق وجهات النظر مع الرياض. ولا تبدو أنقرة مستعدة في الوقت الحالي للدخول في أيّ تفاهمات مع إيران حول مصير الأسد.
وعلى العكس من ذلك، تعمل تركيا من جانبها على منح المعارضة المسلحة دورا أكبر في محاصرة النظام السوري وتقليص إمكانياته العسكرية التي يحتاجها للتقدم على الأرض.
وجاءت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتجه إلى “التخلي” عن الأسد لتؤكد أنه من غير المتوقع قبول أنقرة بإعادة تأهيل الرئيس السوري، فضلا عن التشكيك في صلابة الرأي الذي يقول إن روسيا لن تتخلى عن حليفها في دمشق.