وصلت الدفعة الاولى من عملية الاجلاء من آخر جيب في مدينة حلب تسيطر عليه المعارضة الى ريف حلب الغربي الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة الخميس، وفق ما اكد مصدر طبي في المكان والمرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال أحمد الدبيس، المسؤول عن وحدة من الاطباء والمتطوعين تنسق عمليات الاجلاء، والموجود قرب بلدة خان العسل في الريف الغربي لفرانس برس، “وصلت سيارات الهلال الاحمر والحمد الله، والان سيتم نقل الجرحى الى سيارات خاصة بالمعارضة لنقلهم الى المشافي القريبة”.
واكد المرصد السوري وصول القافلة الى منطقة الراشدين الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الغربي. وافاد مراسل فرانس برس في بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي أن عشرات سيارات الاسعاف تنتظر في المكان لاستقبال الدفعة الاولى من الجرحى.
وخرج في الدفعة الاولى، وفق ما قال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس، “951 شخصًا بينهم اكثر من 200 مسلح و108 جرحى بينهم ايضًا مسلحون”.
وكانت أولى الحافلات وسيارات الاسعاف التي تقل جرحى ومدنيين قد غادرت من آخر جيب في شرق حلب تسيطر عليه الفصائل المعارضة في المدينة، ما يمهد لبسط سيطرة قوات النظام السوري على كامل مدينة حلب بعد اكثر من اربع سنوات من المعارك الدامية.
وكانت سيارات الاسعاف تقل الجرحى وخلفها الحافلات الخضراء اللون، وعلى متنها مدنيون، تتحرك من منطقة العامرية في جنوب شرق حلب لتعبر منطقة الراموسة باتجاه مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الغربي.
وتقود القافلة سيارات تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري.
وقالت المتحدثة باسم الصليب الاحمر الدولي في سوريا انجي صدقي لفرانس برس إن “13 سيارة اسعاف و20 حافلة تقل جرحى ومدنيين قطعت خطوط التماس وهي متجهة حاليًا الى ريف حلب الغربي”.
وافادت بانه “يتوقع خروج حوالى مئتي جريح مدني اليوم على دفعات”. وتنتظر عشرات سيارات الاسعاف في المكان لاستقبال الدفعة الاولى من الجرحى.
وافاد مراسل آخر لفرانس برس في منطقة تجمع المغادرين في العامرية ان الحافلات كانت مليئة بالناس، حتى ان هناك اشخاصًا جلسوا على ارض الباصات وآخرين وقفوا داخلها نتيجة الزحمة الكبيرة. واشار الى ان اعدادًا هائلة لا تزال تنتظر دورها.
وذكر ان بعض المدنيين كانوا يبكون، فيما مقاتلون يودعون افراد عائلاتهم المغادرين في الدفعة الاولى. وبدا آخرون فرحين بالمغادرة بعد حصار طويل ارهقهم، في حين وقف اشخاص مترددين بالصعود الى الحافلات خوفًا من اعتقالهم او اجبارهم على الالتحاق بالخدمة العسكرية.
وتأتي هذه العملية في اطار اتفاق تم التوصل اليه برعاية تركية روسية لاجلاء مقاتلي المعارضة ومدنيين من آخر المناطق التي تسيطر عليها الفصائل في شرق حلب، اثر هجوم واسع لقوات النظام السوري ضد الاحياء الشرقية استمر شهرًا.
وقال متحدث باسم خدمة الدفاع المدني في مناطق المعارضة في شرق حلب لوكالة رويترز إن مقاتلين موالين للنظام السوري فتحوا النار على قافلة كانت تستعد للمغادرة اليوم الخميس، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل. وأضاف المتحدث قائلاً: “إن مقاتلين موالين للحكومة أطلقوا النار علينا وعلى سيارات الإسعاف وعلى أشخاص يقومون بفتح الطريق.”
وأفاد رئيس خدمة الإسعاف في مناطق المعارضة في حلب، في وقت سابق الخميس أن 3 أشخاص أصيبوا عندما أطلقت قوات موالية للأسد النار على القافلة المغادرة لشرق حلب، وأكد مسؤول بالمعارضة أنه بعد خروج أولى عربات الإسعاف من شرق حلب أطلق مقاتلون موالون للأسد النار عليها.
وستتيح مغادرة الفصائل المعارضة لمدينة حلب للجيش السوري بسط سيطرته بالكامل على المدينة في انتصار يعد الاكبر له منذ بدء النزاع في سوريا قبل حوالى ست سنوات.
وأعلنت كل من دمشق وموسكو صباح اليوم عن التوصل الى اتفاق جديد لاجلاء المقاتلين والمدنيين من شرق حلب، بعد فشل تنفيذ اتفاق أول الاربعاء.
واعلن الجيش الروسي في بيان “سيتم اخراج المسلحين في عشرين حافلة وعشر سيارات إسعاف ستسلك ممراً خاصاً باتجاه ادلب” في شمال غرب البلاد التي تسيطر عليها فصائل معارضة.
واكد الجيش ان “السلطات السورية ستضمن سلامة كافة المقاتلين الذين يقررون ترك احياء حلب الشرقية”.
وقال مصدر قريب من السلطات في دمشق إن المفاوضات حول ترتيبات الإجلاء انتهت الساعة الثالثة فجر الخميس (1,00 ت غ)، مشيرًا الى انه سيتم أولاً إجلاء الجرحى وعائلاتهم و”250 ناشطاً” ضد النظام غير مسلحين.