في منطقة آليان وتحديدا قرية حلاق التي كانت عرين سكرتير حزبنا (عبد الحميد درويش) أيام الملاحقات الأمنية كان لنا لقاء مع الرفيق أكرم سليمان(أبو أحمد) لتسليط الأضواء على جوانب هامة من حياته والتي أمضى جلها في السياسة والتربية ,لقد بكر في الانضمام إلى صفوف الحزب عندما رأى المظالم والقيود التي تحد من حريته وحرية شعبه المثقل بمشاريع غاية في العنصرية لم يكن مبال قط بالأمن وقبضته الفولاذية والتي كانت مسلطا على رقاب الكرد فكان ديدنه الوحيد هموم شعبه.
1-حبذا لو تعرف قراءنا الكرام بشخصكم .
انا من مواليد (1956) من قرية حلاق ,درست الابتدائية في مسقط رأسي ثم أكملت دراستي الاعدادية والثانوية في مدينة دير الزور، وحصلت على شهادة الثانوية الشرعية ومن ثم انتقلت إلى دمشق والتحقت بجامعتها حيث درست في كلية الأداب (قسم الفلسفة) ولم أكمل دراستي لاسباب خاصة ومن ثم عملت في حقل التعليم كمعلم وكيل الى أن تم تثبيتي.
2-كيف انتسبت للحزب ولمن اعطيت طلب انتسابك؟
لقد انتسبت للحزب في وقت كانت قرية حلاق تعج بالمناضلين أمثال الاستاذ عبد الحميد درويش وغيره ومن جهة ثانية جاء انتسابي للحزب في ظروف صعبة حيث كثرة الملاحقات الامنية بالاضافة الى الضربة القاضية التي وجهها الانعزالية الكردية والشوفينية العربية وبعض من كانوا مصابين بداء العظمة من داخل صفوف الحزب ان كل هذه النقاط السوداوية وقعت في قرية جمعاية بالكونفراس الانشقاقي والتي حدث عام 1965م.
حيث اصطف جميع الملالي والمريدين والاقطاع تحت اسم سماها هم باليسار واطلقو على حزبنا اسم اليمين.في وقت كان لا يوجد في القرى من يجيد القراءة الا الملالي ,في هذه المرحلة الحساسة انتسبت الى الحزب وحيث رفع طلب انتسابي الرفيق عضو اللجنة المحلية انذاك (خالد عبدالله) عام 1967م ,حيث كنت في الصف السادس انذاك واعمل مع عضو اللجنة المحلية خالد وكثيرا ماكنا نخرج الى القرى التابعة له حيث عقدنا اول اجتماع في قرية قرغو.وفي هذا الوقت كانت اللجنة المحلية لمنطقتنا امية واسماؤهم(مراد لوند من كري بري-عبد الجبار من كري ديرا-خالد من حلاق-علي سلو من علوانك- محمود سلو من كهني كرك).
3-من هم الرفاق الذين عملت معهم في بداياتك.
في القرية اذكر الرفاق (خالد عبد الله- ومحمد عثمان- نجم الدين خلف- حجي نايف – عبدي علو- محمود نايف-شكري نايف ),واما رفاقي عندما كنت ادرس في دير الزور(محمد سعيد-عبداللطيف-نجم الدين- عبد العزيز)ومن الجدير ذكره هنا انه عندما كنا في دير الزور نذهب كثيرا الى المدافن (القبور) في جبل البشري لعقد اجتماعاتنا لكي لا نقع في قبضة الأمن.
4-ماهي المناصب التي تقلدها في الحزب.
عضو هيئة الفرع.
5-ماذا تحدثنا عن طريقة عملكم من حيث عقد الاجتماعات وطريقة التواصل وعن نضال الحزب في فترة السبعينات والثمانينات.
اجاب ابو احمد بالنسبة لعقد الاجتماعات واجهنا ظروف صعبة جدا حيث كنا نجتمع سرا خوفا من الامن كما عانينا في تواصلنا بسبب القرى المتناثرة عن بعضها البعض وقلة وسائط النقل انذاك, وعن نضال الحزب اجاب ابو احمد في تلك الفترة وبعد انهيار الثورة الكردية في سورية بشكل شبه كامل وبذهول وملل من العمل الحزبي وردا على هذا الواقع حافظت قيادة حزبنا على نفسها وقررت العودة الى النضال المباشر بين الجماهير لكي لا ينام شعبنا من تأثير انهيار الثورة.ومن المهم ذكره هنا أنه في عام 1985م اجتمعنا في كركي لكي في بيت الرفيق عادل ابو نسيم مع الرفيق تمر أبو سالار الذي جاء سرا لإحصاء عدد الرفاق في منظمة كركي لكي حيث كان يمتد مجال عملها من روباريا الى قرية كركي خلو حيث بلغ عددنا أنذاك (65)عضوا لا غير.
6-هل واجهت مضايقات من الأمن خلال عملك الحزبي.
نعم في مجال العمل الحزبي كان من الطبيعي أن نتعرض لمضايقات حيث لم يبقى مفرزة في محافظة الحسكة الا وكان لنا لقاء معهم وبالأخص فرع الأمن السياسي بالحسكة حيث لاقينا الكثير من أشكال التعذيب النفسي.
7-كيف كنتم تحتفلون بعيد النوروز قديما.
كان الاحتفال بعيد النوروز يتم بسرية تامة حيث نجتمع في احد البيوت بعد ان نكون نظمنا نوبات الحراسة حول القرية وفي أغلب الاحيان يبدأ الاحتفال بتلاوة سور من القرأن الكريم ثم قراءة كلمة الحزب وبعض القصائد الشعرية التي تصف النوروز وتمجد الكرد وكردستان ثم ينتهي الاحتفال بالعيد بتوزيع الحلوى.
8-كما نعرف أقام الاستاذ عبد الحميد درويش كثيرا في قرية حلاق ماذا تحدثنا عن تلك الأقامة.
نعم أقام الاستاذ عبد الحميد درويش في حلاق وخاصة اثناء الملاحقات الأمنية حيث كان في غاية السرور لانه كان يعيش بين أهله رغم وضعه الصحي ووضع الناس البسطاء واذكر هنا رجل يدعى يوسف عمر كان كثيرا يذهب ألى القامشلي ويأتي بالدواء للاستاذ حميد الذي كان في أغلب الأحيان يقيم في بيت حجي مراد.ومن المواقف الذي اذكرها للأستاذ حميد كان يذهب الى بساتين القرية لكي يغسل ثيابه وينشرها تحت أشعة الشمس على الأحجار والأغصان هكذا كان حياة المناضل العتيد.
9-كيف رأيتم قرارات حزبنا الاخيرة بخصوص الانسحاب من المجلس الوطني من جهة وطريقة عمل الحزب ضمن منظمات من جهة ثانية؟ أجاب ابو أحمد بخصوص الانسحاب من المجلس الوطني كنت اتمنى ان يقدم حزبنا شروط بقاءه في المجلس الوطني الى راعي المجلس ومن ثم عقد اجتماع موسع مع المثقفين والمهتمين بالقضية الكردية لشرح موقف حزبنا ومن ثم الانسحاب لان المجلس بهذا الشكل لا يمثل مصلحة الشعب الكردي السوري.أما بالنسبة لطريقة عمل الحزب في منظمات اجاب ابو احمد نحن نقول في انفسنا ان المنظمة سوف تعمل خلية نحل ولكن على ارض الواقع هي الموت البطيء للعمل التنظيمي وأطالب بالعودة الى النظام القديم.
10-لقد بذل الاستاذ عبد الحميد درويش جهدا كبيرا لكي يشارك الأكرد بوفد موحد في لقاءات جنيف ولكن لم يكلل جهوده بالنجاح الى الأن لماذا؟ من جهة يعرف العدو قبل الصديق الاستاذ حميد ومن جهة ثانية عندما تستقيم العملية السياسية تستفيق كافة أعداء حزبنا كما قلت سابقا الأنعزالية الكردية والشوفينية العربية وزاد عليهم الان الدول الأقليمية وبعض الأطراف الكردستانية