نشرت الولايات المتحدة بطارية مدفعية لمشاة البحرية في سورية دعماً للهجوم على معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في الرقة، بحسب ما أعلن مسؤول أميركي أمس (الأربعاء)، تزامناً مع تشديد سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة على ضرورة إخراج إيران وميليشياتها من سورية.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي إن بلادها تدعم محادثات السلام السورية التي تقودها المنظمة الدولية، موضحةً أنه من الممكن أن لا تبقى سورية «ملاذاً آمناً للإرهابيين». وأضافت: «من المهم إخراج إيران وميليشياتها». وتابعت: «الولايات المتحدة تدعم تماماً ستيفان دي ميستورا والعمل الذي يقوم به ونحن ندعم عملية الأمم المتحدة وندعم المحادثات في جنيف ونرغب في استمرارها».
وأضافت: «الأمر يتعلق كثيراً بحل سياسي الآن… سورية يمكن أن لا تظل ملاذاً آمناً للإرهابيين… علينا أن نعمل على إخراج إيران وميليشياتها»، مؤكدةً «كلما أحرزنا تقدماً فإننا نؤمن الحدود لحلفائنا أيضاً». ولم تجب هايلي عندما سُئلت عن إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أن من الضروري تنحي الرئيس السوري بشار الأسد.
يأتي ذلك بعد إعلان وسيط الأمم المتحدة لدى سورية ستيفان دي ميستورا مجلس الأمن في جلسة مغلقة نيته الدعوة إلى عقد جولة أخرى من محادثات السلام في 23 آذار (مارس).
وعلى صعيد محاربة «داعش»، أوضح مسؤولون أميركيون أن جنوداً من الوحدة 11 لمشاة البحرية نشرت بطارية «هاوتزرز» من عيار 155 ملم في أحد المراكز الأمامية في سورية. وأوضح أحد المسؤولين أن مشاة البحرية «مستعدة للقيام بمهمتها» في دعم هجوم الرقة، مؤكداً بذلك ما نشرته صحيفة «واشنطن بوست».
ووفقاً لـ«واشنطن بوست»، فإن نشر المدفعية كان في طور النقاش لبعض الوقت، وليس جزءاً من طلب الرئيس دونالد ترامب وضع خطة جديدة لتكثيف القتال ضد «داعش».
وتدرس إدارة الرئيس دونالد ترامب نشر ما يصل إلى 1000 جندي أميركي في الكويت كقوة احتياطية في الحرب على «داعش» مع تسارع وتيرتها، وبحسب ما قال مسؤولون يؤيدون نشر جنود فإن هذا الإجراء يتيح للقادة الأميركيين على الأرض قدراً أكبر من المرونة للاستجابة بسرعة للفرص التي قد تسنح فجأة والتحديات الطارئة في ساحة المعركة ضد التنظيم في سورية والعراق. وأفاد أحد المسؤولين الأميركيين شريطة الحفاظ على سرية هويته «هذا الأمر يتعلق بإتاحة خيارات».
وتمثل هذه العملية خطوة مهمة للقوات الأميركية في سورية. وتنتشر قوات أميركية، قوامها حوالى 500 جندي من العمليات الخاصة في سورية لتقديم المشورة للقوات التي تقاتل «داعش»، وخصوصاً «قوات سورية الديموقراطية»، وهو تحالف عربي-كردي.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون» أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الجاري نشر عسكريين أميركيين في سورية قرب مدينة منبج رافعين العلم الأميركي على آلياتهم تفادياً لوقوع معارك بين مختلف القوات الموجودة في المنطقة.
ميدانياً، قُتل أمس ثلاثة مدنيين على الأقل وأصيب العشرات بجروح من جراء غارات استهدفت أبرز معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق، بعد أقل من 24 ساعة من إعلان روسيا وقفاً لإطلاق النار في المنطقة. وفي شمال سورية، تواصل قوات النظام السوري بدعم روسي تقدمها في ريف حلب الشرقي حيث باتت على أطراف مطار عسكري يسيطر عليه المتطرفين منذ العام 2014، تزامناً مع استمرار عمليات نزوح المدنيين خوفاً من شدة القصف.