مع تباطؤ وتيرة الضربات الجوية الأمريكية ضد المتطرفين في العراق, ينظر الرئيس أوباما في توسيع هذا التحرك عبر الحدود العراقية إلى أجزاء من سوريا, حيث يتحرك مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام بحرية مطلقة. ولكن هناك الكثير من الأسئلة العالقة أمام اتخاذ قرار الآن كما أن هناك القليل من النقاش العام بحيث لا يمكن أن يتوقع أوباما وجود حشد أمريكي خلف ما يمكن أن يكون التزام عسكري مكلف.
خلال عطلة نهاية الأسبوع, سمح الرئيس أوباما للبنتاغون بإرسال طائرات استطلاع فوق سوريا لجمع معلومات استخبارية حول الدولة الإسلامية. هذا الأسبوع, أوردت تقارير صحيفة بأن رتم العملية يسير بسرعة كبيرة بحيث يمكن أن يسمح أوباما بضربات جوية, على الرغم من أن المسئولين أخبروا صحيفة التايمز يوم الأربعاء أن مثل هذا القرار لا يمكن توقعه حتى سبتمبر, وذلك بعد قمة الناتو الأسبوع القادم ومشاورات أخرى.
إذا سعى السيد أوباما إلى أي تصعيد آخر للعمل العسكري, فإن عليه أن يوضح كيف يمكن أن تخدم الضربات الموجهة ضد الدولة الإسلامية الاستراتيجية الأكبر, وكيف يمكن أن يقاس نجاحها, وما الذي يعنيه النجاح وكيف يمكن أن تشن الضربات دون أن تصب في مصلحة طاغية سوريا بشار الأسد, ومن سوف يتعرض للهجوم من قبل الدولة الإسلامية والجماعات السنية الأخرى.
إحدى المشاكل هي نقص معلومات الإدارة حول الدولة الإسلامية, وعددها وتنظيمها. هذا الأمر مقلق بالنظر إلى المليارات التي أنفقت منذ أحداث 11 سبتمبر 2001, في تطوير تقنيات واستراتيجيات لكشف وتقييم المخاطر الإرهابية.
على الرغم من أن الدولة الإسلامية بدأت كفرع للقاعدة تقاتل الأمريكان في العراق في منتصف العقد الماضي, إلا أن المسئولين الأمريكان والعراقيين تفاجؤا عندما تحولت الدولة الإسلامية بسرعة كبيرة بداية هذا العام من محاولة الإطاحة بالأسد إلى السيطرة على أراض في شمال العراق.
تفرض الجماعة خطرا واضحا على كردستان, المنطقة شبه المستقلة شمال العراق وللأيزيديين وللأقليات الأخرى التي تتعرض للاضطهاد , وللحكومة العراقية أيضا. وقد ثبتت تصرفاتها الوحشية هذا الشهر وذلك من خلال قتل الصحفي الأمريكي جايمس فولي.
أبعد من ذلك, ينقسم المسئولون والخبراء حول الخطر الذي تفرضه الدولة الإسلامية على الولايات المتحدة. وصف وزير الدفاع الأمريكي تشيك هيغل الأسبوع الماضي الدولة الإسلامية على أنها “تهديد مباشر للمصالح الأمريكية جميعها بحيث إنها تتجاوز كل خطر آخر عرفناه”. و لكن السكرتير الصحفي للبنتاغون قال إن وزارة الدفاع لا تعتقد أن لدى الدولة الإسلامية القدرة حاليا على شن هجوم كبير على الأراضي الأمريكية”. مسئولون وخبراء آخرون ليسوا مقتنعين بأن الدولة الإسلامية, على الأقل الآن, تتجاوز أن تكون أكبر من مشكلة إقليمية, على الرغم من أنها مشكلة حقيقية.
دون تقييم دقيق لهذا التهديد, فإنه من المستحيل تحديد الهدف المنشود. إضعاف المتطرفين, كما فعلت الولايات المتحدة تجاه القاعدة أمر, وهزيمتهم أمر آخر مختلف تماما. قال وزير الخارجية كيري إنه “يجب تدمير الدولة الإسلامية”. إذا كان هذا هو الهدف, فما الذي علينا اتخاذه؟
حتى هذه اللحظة تبدو إدارة أوباما حذرة فيما يتعلق بحملتها في العراق, التي كانت بغداد طالبت بها من قبل. حيث وجهت ضربات لأهداف الدولة الإسلامية في الوقت الذي شنت فيه قوات الأمن العراقية وقوات البشمركة عمليات برية. كما أن المستشارين الأمريكان في البلاد للمساعدة في تحديد الأهداف وتقديم المشورة للقادة العراقيين.
ولكن الولايات المتحدة لم تدع إلى سوريا, كما أن إدارة أوباما لم تضغ أي مبرر قانوني لعبور الحدود. ولا السيد أوباما وضح كيف يمكن أن يعزز موقف المعارضة السورية المناهضة للأسد خلال ضرب الدولة الإسلامية.
كما حصل في العراق, العمل العسكري لوحده ليس كافيا لهزيمة المتطرفين الذين يكسبون أتباعا لهم من خلال استغلال الظلم الذي يتعرض له السنة. المسئولون الأمريكان يعملون على تنظيم ائتلاف دولي من الحلفاء لمواجهة الدولة الإسلامية. على سبيل المثال, تركيا وبعض دول الخليج سمحوا باستخدام قواعدهم العسكرية لشن الضربات الجوية, كما أن الدول الأوروبية تسلح الأكراد.
ولكن ليس هناك استراتيجية شاملة لحد الآن. ودون ذلك, فإنه من غير الحكمة توسيع المهمة التي اعترف الرئيس أوباما أنها “لن تكون سهلة ولن تكون سريعة كذلك”.