أحمد قاسم: من وحي فكر ( التقدمي Pêşverû )

Share Button

“… إن كوردستان بأجزائها الأربعة المقسمة بين ( سوريا وتركيا وإيران والعراق ) تشكل الوطن التاريخي للشعب الكوردي, وأن احمد قاسمالتقسيمات التي طالتها نتيجة إتفاقية سايكس بيكو وملحقاتها قبل مائة عام, فرضت على شعبها العديد من الخصوصيات التي أدت إلى إلتزام كل جزء من أجزائها بتلك الخصوصيات التي تختلف في كل جزء عن الجزء الآخر عبر المراحل التاريخية وذلك إلتزاماً بالقانون والشكل المتبع للحكومات التي إختلفت هي الآخر عن بعضها البعض, تتبعاً لحتمية العيش المشترك مع الآخر المشترك في البلد الواحد .. كل ذلك أدى إلى فرض خصوصيات إجتماعية وثقافية واقتصادية وسبل الحياة اختلفت من جزء لآخر, إضافة إلى العلاقات السياسية من دولة إلى أخرى. كل ذلك تم أخذها بعين الإعتبار عند رسم سياسة الحزب عند التفكير بتأسيسه عام 1956 وتم تثبيتها في منهاج الحزب عند إعلان تأسيسه في 14\6\1957.
وبالتالي, كان إلتزام الحزب بشكل النضال السلمي من أجل الديمقراطية لسوريا وتحقيق الحقوق القومية للشعب الكوردي نابعاً من تلك الخصوصيات التي تميز بها هذا الجزء من كوردستان, كون الشعب الكوردي في كوردستان سوريا إرتبط إرتباطاً عضوياً ببقية مكونات الشعب السوري توافقاً مع القوانين والشرائع الدولية التي فرضت على سوريا منذ تأسيسها إسوة بالدول الأخرى في هذا العالم لتكون جزءً من مجموعة الدول في إطار الأمم المتحدة.. ولطالما أن الشعب الكوردي في سوريا أصبح في عداد المواطنين السوريين فكان له ما له من واجبات وحقوق إسوة بالمكون الحاكم الذي سمحت له الظروف أن يحكم.
ونتيجة لتلك الظروف الموضوعية والذاتية حدد الحزب علاقاته الداخلية مع القوى الديمقراطية في البلاد والتي من المفروض أن يشاركها في الحكم وتقرير مصير البلاد, لذلك ناضل بإخلاص إلى جانب المعارضة الديمقراطية في البلاد طوال عقود, وفي العديد من المراحل كان في مقدمة القوى الديمقراطية وخاصة في مرحلة تأسيس إعلان دمشق عام 2005 والذي تم إنتخاب سكرتير الحزب نائباً لإعلان دمشق… أما العلاقات الكوردستانية, حدد الحزب الموقف بشكل متزن ومتوازن على أن تبنى العلاقات على أساس قومي توافقاً مع الظروف وأخذ خصوصية كل جزء بعين الإعتبار, فعلى الأجزاء دعم حركة الجزء الآخر من دون التدخل في شأنه الداخلي بأي شكل من الأشكال, والعمل على جعل كل جزء العمق الإستراتيجي للجزء الآخر في مجال الدعم والمساندة من أجل تحرير كل جزء على حدى.. أما العلاقة مع الدول التي تقتسم كوردستان فيما بينها, فإن أية علاقة مع أية دولة من هذه الدول يجب أن لا تبنى على حساب ذلك الجزء من كوردستان, لكي لا تستغل الحكومات نضالات شعبنا وجعل حركتنا ورقة تستعمل في التناقضات بين تلك الدول. حيث رأينا وحتى اليوم كيف أصبحت القوى الكوردستانية ورقة تستعملها هذه الدول ضد بعضها البعض مع أنها تتوافق فيما بينها على إضطهاد الكورد..
وانطلاقاً من هذه التمايزات والخصوصيات والإعتبارات لشروط ظرفية ومكانية, كانت الأولى بنا أن نناضل في الداخل السوري مع المعارضة الديمقراطية التي تؤمن بحقوق شعبنا في التشاركية في حكم البلاد إنطلاقاً من أننا شركاء في الشعب والوطن, مع الإبقاء على علاقاتنا الكوردستانية بعيداً عن التدخل في شؤونها الداخلية لكل جزء, وذلك تبتعدنا من الخلافات البينية لكل جزء لنكون دائماً عامل توافق بين أطراف كوردستانية عند الخلاف ولسنا عامل تشحين وتعميق الخلاف من خلال الوقوف إلى جانب طرف ضد طرف آخر.
هذا جزء من جوهر فكر حزبنا نؤسس عليه سياساتنا الداخلية والخارجية.
——————————
أحمد قاسم
26\9\2016

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...