أحمد قاسم: ليس في المنطقة عقلاء

Share Button

عجباً, أن ما حدث في المنطقة العربية يذهل المرء على أنا أمام ما تحدث من مآسي والحروب المدمرة ليس هناك تدبير إحترازي 13178648_911830938925336_528599995496787648_nفاعل لتوقيف هذه الحالة المتدهورة, ” لا من الشعوب, ولا من الأنظمة ” والكل ينظر بعين الشك على دور روسيا وأمريكا مع التوكل عليهما للترحم على المنطقة وشعوبها بعين العطف والرحمة.
الصراع في المنطقة لم يتوقف يوماً, من دون أن نرى أن هناك عقلاء يبحثون عن الحل.. الصراع العربي الإسرائيلي, إلى جانب وجود عدم الإستقرار على المساحة العربية من المحيط إلى الخليج, كون تلك المنطقة تركت كساحة للصراع بين مصالح الدول الكبرى الصناعية منذ إنهيار الدولة العثمانية, وتنصيب حكومات مشوهة بعيدة عن روح مفعم بالمسؤولية تجاه شعوبها, وبالتالي كانت وما زالت تلك الحكومات عبئاً ثقيلاً على شعوبها, عوضاً عن أنها تمتلك كامل أوصاف الإستبداد وخنق الآخر, وخصوصاً الذين يفكرون في دست الحكم قبل القدوم لعمل من أجل أي تغيير تجاه تحقيق مصالح الشعوب.
إضافة إلى ذلك, وجود شعوب تتعايش مع الأنظمة كالعبيد, كون المنطقة برمتها تخضع لعقلية تكاد تكون شبه إستنساخ عن بعضها البعض في الممارسة وثقافة الحكم المطلق ( على أن يكون الحاكم عربي مسلم سني” ويكون نسبته تعود إلى عدنان أو قحطان” من دون البحث عن ثقافاته وأخلاقياته ومدى إمكانياته لقيادة الدولة ). وذلك يكون قد أبعدت كل المكونات الأخرى القومية كانت أو طائفية أو مذهبية.. إضافة إلى جعل تلك المكونات رعية وأحياناً كالعبيد.. من دون أن يدرك ذاك العربي ” الأصيل ” أنه يدفع المنطقة نحو الإنفجار.. كون تلك المكونات لا يمكن أن تسكت عن ما تحل بها من مآسي على يد تلك الأنظمة, وأن سكوتها لا يعني على أنها قبلت التدجين, بل تنتظر الفرصة السانحة لقلب العرش, حتى وإن أدت إلى زلزال كارثي.. خصوصاً عندما يحين الوقت لتغضب عليها أسيادها من قادة الدول الكبرى, والتي هي من تركت المنطقة لهذه الحالة بغية الحصول على ما تطمح إليها من إمتيازات في المنطقة, وذلك توافقاً مع كل مرحلة من مراحل التاريخ وإنقلاباتها “المفاجئة”.
وللأسف الشديد, مع ظهور ملامح التغيير في سياسة الدول وإستراتيجياتها بعد إنتهاء مرحلة الحرب الباردة وانهيار الإتحاد السوفيتي, ظلت تلك الأنظمة على حالها بل إزدادت من شدتها وخنق شعوبها خوفاً من أي تغيير مفاجيء بشكل ثوري.. جعلت من أولوياتها قتل العقلاء بشتى الطرق خوفاً من دورها في أي منعطف تاريخي.. وزرع الرعب في قلب المواطنين, إضافة إلى التأكيد على ممارسة سياسة القمع والإضطهاد العنصري ضد المكونات الأخرى من شعوبها.. ظناً منها على أنها ستخدع شعوبها بالأخطار التي تشكل تلك المكونات على أمنهم القومي والوطني.. لإستمرارية اللعبة الخبيثة التي كانت تمارسها بين الشعوب, وحرمانهم من الإنسجام والتعايش المشترك, أو التضامن ضد الظلم والإستبداد..
إن تلك السياسات التي تبدو على أنها ستستمر مع إستمرارية الحكام بنفس العقلية والثقافة المشوهة والمفسدة تجاه الشعوب, هي التي ستدفع المنطقة نحو الإنفجار الهائل, الذي قد تخلف دماراً ومآسي لا تنتهي عقوداً, وقد تكون أكثر دماراً وخسارة من تلك التي حصلت نتيجة لحربين عالميتين.. مع بقاء إيرا على نهجها المخيف والمرعب, وجهالة العرب وغبائهم كيف يجب التعامل مع المرحلة, إضافة إلى الدور التركي المتردد تجاه ما يحدث في المنطقة.. ليبقى دور الدول الكبرى الذي لا يمكن أن ينزاح أمام فقدان الدور العربي المتهالك والمتوكل على الآخر.
وأمام صراع دولي على المنطقة, والذي أخذ طابعاً متزايداً يأخذ في الصعود, تتصاعد أطماع إيران وتركيا, إلى جانب الدور الإسرائيلي الذي يتحرك في الخفاء, وكأن الذي يحصل في المنطقة لا يعنيها.. تتجه المنطقة نحو المزيد من التأزم والشدة. وأن منطق العقل يقول ” إن ما يحصل وكأنه يشبه في حقيقة أمره حالة المخاض الخطير – المدمي النازف – لتضع المنطقة جنينها وتموت ” عندها سيكون ولا من بد أن يكون هناك من سيتدبر الجنين ويرعاه.. فمن سيكون الدابر والراعي؟ إنه سؤال كبير, فلا يمكن الإجابة عليه إلا بعد أن يصرخ الجنين مع الطلقة بين النزيف.
—————————————
أحمــــــــــد قاســـــــــــم
23\5\2016

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...