أحمد قاسم: ” قامشلي.. بداية لن تنتهي “.

Share Button

قامشلي مدينة التآخي والعيش المشترك, وكأنها سوريا الصغيرة التي تعيش فيها العديد من المكونات العرقيةehmed q والدينية, إضافة على أنها كوردستانية فهي عزيزة على قلب كل من يعيش فيها لحضنها الدفيء. لذلك حافظت المكونات على هدوئها واستقرارها طوال خمسة سنوات ماضية من الثورة السورية والحرب الدائرة على غالبية الرقع من جغرافيا الوطن.

لقد حافظ النظام على مواقعه الأمنية والإدارية في المدينة من دون التدخل في شؤون المواطنين بشكل صارخ خلافاً على ما كان عليه قبل الثورة, وترك إدارة الأمن والخدمات إلى قوات الأسايش التابعة لحزب الإتحاد الديمقراطي إلى جانب دعمه ووقوفه إلى جانب محمد الفارس في تشكيل ميليشيات مسلحة بما سميت ( بقوات الدفاع الوطني ) لتكون أداة لإشعال فتيل فتنة في أي وقت يرى فيه النظام طريقه لإشعالها.. وضرب المكونات ببعضها البعض, وهو يدرك جيداً بأن لهيب نيران الفتنة إن إشتعلت ستغطي كل مساحة الجزيرة إلى أن تتجاوز لتشمل سوريا بكاملها لأهميتها الديمغرافية التي تمثل روح سوريا.

أما الذي نراه اليوم من إشعال حرب بين القوتين المتواجدتين على الأرض, من أسايش وميليشيات محمد الفارس بإدارة النظام وبشكل مباشر, تنبئنا على أن النظام يبدو وكأنه يسعى إلى تغيير اللعبة من خلال البدء بمرحلة جديدة بعد فشله في تقديم رؤية مقبولة للموفد الدولي في جنيف لحل الأزمة في البلاد وتحويل الحرب إلى السلام وفقاً لمقررات مجلس الأمن.

ويعتمد في تغيير المرحلة على توسيع رقعة الحرب من خلال ضرب المكونات ببعضها البعض بدءاً من القامشلي لأسباب عديدة, وأهمها: 1ـ كون المدينة حاضنة للعديد من المكونات كما أسلفت, وفيها ما تم التحضير لهكذا فتنة من خلال تسليح العديد من الكتائب إضافة إلى ميليشيات محمد الفارس وكتائب السوتارو, وكذلك الكتائب المشكلة من المكونات الأخرى وخاصة العربية منها والموالية للنظام التي تم الإنضمام إلى الأسايش و وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الإتحاد الديمقراطية وسميت ( بقوات سوريا الديمقراطية ) تمهيداً وتحضيراً لتفجير المنطقة عندما يحتاج إلى ذلك. 2ـ مع بدء التحضير لتحرير رقة ومنبج من قوات “داعش” في سوريا وكذلك هناك تحضيرات لتحرير موصل بدأت هذه الحرب لإجهاض العملية في سوريا على الأقل, وذلك من خلال إشغال قوات حماية الشعب بهذه الحرب ” وهي القوات الرئيسية على الأرض يُعتمد عليها في محاربة داعش وبدعم التحالف الدولي من الجو “, وهذا ما يؤكد مدى العلاقة بين النظام و “داعش” في إستخدامها كأداة لإدارة الأزمة والحرب في سوريا. 3ـ تشكيل ضغط إضافي على المجتمع الدولي والراعيين الدوليين أمريكا وروسيا لقبول الورقة المقدمة من وفد النظام لديميستورا ” جوهرها تشكيل حكومة وطنية موسعة من النظام والمعارضة برئاسة بشار الأسد ” لطالما أفلح في لقاء جنيف2 في فرض محاربة الإرهاب أولاً ومن ثم الإنتقال إلى تشكيل حكومة إنتقالية كاملة الصلاحيات, وهو يعلم ويدرك جيداً أنه لا يمكن القضاء على الإرهاب ( وهو الداعم والمنتج للإرهاب ) كاستراتيجية للبقاء, وكونه يدرك أن القضاء على الإرهاب يعني سقوط النظام بدون أي شك. 4ـ مع بدء الحرب بين المكونات العرقية إضافة للمكونين المذهبي ( العلوي والسني ) بدعم إيراني وحزب الله يدفع المشهد نحو إنتاج حالة جديدة لسوريا من العداء والثأر بين المكونات تسهل للنظام طرح مشروع كان مؤجلاً لحينه وهو مشروع الكونفدرالية التي تحافظ على أمن وسلامة العلويين في الساحل… أعتقد أنها الورقة الأخيرة وسترى دعماً لا محدوداً من إيران وروسيا.. وأعتقد كذلك ستقبلها الولايات المتحدة الأمريكية بموافقة إسرائلية.

إذاً, أعتقد أن مرحلة جديدة من الحرب بدأ بها النظام إنطلاقاً من القامشلي.. فهل يمكن النخبة الممثلة لتلك المكونات مواجهة هذه الفتنة والمؤامرة ووأدها من أجل إفشال إستراتيجية النظام خدمة للأمن والإستقرار في الجزيرة؟ وهذا يتطلب التحرك الفوري من قبل النخبة والقوى السياسية الأصيلة لتلك المكونات وشخصياتها الإجتماعية للتلاقي والتحاور والتباحث لإنقاذ الجزيرة وبالتالي إنقاذ سوريا من المجهول. ————- أحمــــــد قاســــــــم 22\4\2016

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...