أحمد قاسم: ” على خلفية التدخل التركي… “

Share Button

أتذكر جيداً في بداية عام 2012, حيث كان المجلس الوطني الكوردي قائم, ومقابله تم تشكيل حركة المجتمع الديمقراطي التي احمد قاسمأسست إلى شرخ وتقسيم الكورد بين محورين. عندها كنت أنا والسيد آلدار خليل على قناة KNN الكوردية في سليمانية ( إقليم كوردستان العراق ). قلت له حينها: أتمنى أن لا تتعاملوا مع الحدث في سوريا بمنظار قيادة PKK ولا تنقلوا المشهد بين تركيا والحزب العمال الكوردستاني إلى الداخل السوري.. وقلت أيضاً: عليكم أن تدركوا معنى عضوية تركيا في ناتو, ولها حدود مع تركيا بـ 800 كم, فلها الحق إستناداً إلى المعاهدات والمواثيق الدولية التدخل في شأن سوريا عند إشاعة الفوضى ونشوب حروب أهلية, وذلك بحجة الدفاع عن أمنها الوطني على طول الحدود.. أرجو أن لا تنوبوا عن PKK في حربه ضد النظام في تركيا, لأننا لا يمكن أن نواجه تركيا في حال حصولها على موافقة دولية بالتدخل, وعندها سنكون أول الخاسرين, وسنرى أنفسنا في منطقة عازلة من دون أن يدافع عننا أحد.. قلنا ونقول للمرة الألف, لكل جزء من كوردستان خصوصيته يجب إحترام تلك الخصوصية, وأخذها بعين الإعتبار عند إتخاذ أي قرار.
قطعاً لا أتأمن على مواقف الدول تجاه قضيتنا, فإن تلك المواقف تُبْنى وفقاً للمصالح, وأعلم جيداً ووفق تجربتي السياسية مع المواقف الإقليمية والدولية تجاه حركتنا, أستنتج بأن لا موقف إستراتيجي ثابت تجاهنا من قبل أية دولة.. أما المواقف الدولية تجاه إقليم كوردستان لا تنسحب أبداً على قضيتنا في سوريا, كون سوريا لها خصوصية تختلف عن العراق كما قلت. ولكي نكسب العطف والتأييد من قبل الغير علينا أن نتوحد كما توحدت القوى في كوردستان العراق عام 1998 على يد أمريكا, وتجوباً مع تحقيق المصالح الأمريكية وحتى اللحظة.
فلا يمكن أن نكسب إحترام وتأييد الغير ونحن على هذه الحالة.. ( PYD ) له القوة الكافية من أجل السيطرة على الأرض ويفرض نفسه على أن الحاكم بمنطق القوة والسلاح, ويتهم كل من لا يخضع لإرادته بالخونة, وخصوصاً المجلس الوطني الكوردي بكافة أحزابه.. ومن جهته المجلس يتهم ( PYD ) بممارسة الإستبداد من خلال حكمه ضد الحراك السياسي المخالف, وذلك يستمد قوته من النظام الذي وكله على أن يحكم كوردستان سوريا بالتوافق بين الطرفين ( النظام و PYD ).. ومع محاولات حثيثة لتوحيد أو التقريب بين وجهات النظر الطرفين من خلال إتفاقية هولير1و2 ومن ثم دهوك, فلم نفلح.. وإذاء هذا المشهد المؤسف ماذا تتوقعون أن تكون مواقف الدول تجاهنا غير تلك التي ترونها, والتي تتلخص في جعلنا أدوات لإدارة الأزمة في سوريا بعيداً عن إحترام خصوصيتنا كقومية عانت منذ تأسيس سوريا كل سياسات التطهير العرقي من قبل الأنظمة الحاكمة.
اليوم, أرى أن شبابنا الكورد وكأنهم تفاجأوا مع التدخل التركي في جرابلس.. خمسة دول تتصارع على سوريا, وتركيا الأقرب جغرافية من سوريا, وهي من الدول الكبرى في الإقليم, فكان من المتوقع أن تتدخل في أية لحظة.. لماذا لم تتفاجأوا بتدخل إيراني بعشرات الآلاف من قواته العسكرية وعشرات الآلاف من مؤديها, إلى جانب روسيا وأمريكا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا.. فلم تبقى إلا ( جزر القمر ) أن تتدخل..
أنا لا أعير أي إهتمام لتدخل تركيا العسكري, لطالما هناك الجزء الأكبر من كوردستان, والقسم الأكبر من شعبنا تحت نير الحكومة التركية.. فلا يمكن أن نحرر هذا الجزء من خلال معارضتنا في تدخلها في الشأن السوري عسكرياً, فإنها لا أعتقد تشكل خطراً على مستقبل سوريا وحقوق الكورد أكثر من الخطر الذي نحن نشكل على قضيتنا القومية من خلال تشتيت حركتنا السياسية وتمزيق موقفنا الذي يجب أن يكون موحداً.. فالذي حظرت منه قبل أربع سنوات ونصف السيد آلدار خليل يحصل اليوم مع التدخل التركي وبموافقة أمريكا بشكل واضح وموافقة روسيا المبطن وكذلك موافقة إيران أيضاً.. فهل يمكننا أن نواجه هذا التدخل؟ أعتقد يجب أن يكون هذا التدخل بمثابة صحوة لنراجع مواقفنا تجاه بعضنا البعض, ونقف على خصوصية قضيتنا في كوردستان سوريا وإبعادها عن المؤثرات الخارجية, ونؤمن بأن الحلول لا يمكن إلا بتوافق وطني بين السوريين بعيداً عن أجندات ( PKK و PDK ) والتحرر من المحورين المتناقضين الذان لا يمكن أن يلتقيان في الأمد المنظور.. وبالتالي لا يريدان أن نتوافق بعيداً عنهما.. فهل إتفق (YNK و PDK ) عام 1998 بمشورتنا ؟ طبعاً لا.. علماً بأننا أيدنا وصفقنا لهما. فلماذا نحن عند أي شاردة وواردة مفروض علينا أن نراجع (PKK وPDK ) ؟ مع إحترامي لهما.. وبصريح العبارة أقول, ونحن إن بقينا على ما نحن عليه لا يمكن أن يحترمنا أحد من الدول, وكل التواصل والعلاقات القائمة مع هذا الطرف أو ذاك لا تتجاوز حدود التكتيك والعلاقات المؤقتة خدمة لسياساتهم, وعند إكتمال الحاجة سيهملوننا بكل سهولة.. حقاً إنني توترت مع تصريحات جون بايدن في تركيا مع إنني كنت قد توقعت ذلك منه, لأن أمريكا لا يمكن أن تترك تركيا وتتمسك بوحدات حماية الشعب بهذه السهولة والسذاجة..!! وكل من كان يتكهن ذلك كان محط سخرية, كونه لا يعرف يقرأ التاريخ والمشهد والمصالح.
من أجل مجابهة المخاطر أكرر, لا يمكن إلا أن نكون موحدين.
———————-
أحمـــــــد قاســــــــم
25\8\2016

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...