أحمد قاسم عبـــــــــدالحمـــــــيد درويــــــــش… في مواجهة ” الحدث “

Share Button

( أستاذ عبدالحميد درويش ) يتجاوز حدود قيادته لحزبه كونه ” سكرتيراً عاماً للحزب ” بعد أن استحال عليه ehmed-qتحقيق مشروعه الهادف إلى تأطير الحالة الكوردية المتشرزمة والمشتتة بين محاور لا تخدم قضية شعبه الكوردي في إطار الحد الأدنى من الإتفاق على تشكيل وفد يمثل إرادة الشعب الكوردي إلى جنيف. ولطالما أنه من بقي من مؤسسي الحركة السياسية الكوردية منذ عام 1957 تاريخ تأسيس أول حزب سياسي كوردي في سوريا, يرى في نفسه إلتزاماً ( أدبياً و أخلاقياً وقومياً وطنياً سياسياً ) أن لا يكون سبباً من أسباب بقاء هذا التشتت والتشرذم في مرحلة قد تكون أصعب وأخطر المراحل التي يمر بها شعبنا.. حمل نفسه لينتقل من كوردستان الجنوبية ( من مدينة سليمانية, عاصمة الثقافة والمقاومة ) متجهاً إلى عاصمة السلام والمحبة والتعايش, قد تسعفه وتلبي رغباته في تحقيق ما يصبو إليه من العمل الجماعي بعيداً عن التفرد والإستفراد بالقرار الكوردي من هذه الجهة أو من ذاك.. يحمل معه آمال رفاقه الأوائل الذين تحملوا مشاق الحياة السياسية والإجتماعية في ظل حكومات الإستبداد مواكبين مرحلة وحدة عبدالناصر ودكتاتوريته إلى مرحلة إستبداد البعث الذي خطف بالبلاد إلى زوايا مظلمة في هذا العالم.. آمال رفاقه الذين كانوا أكثر وفاءً وصدقاً وبراءة مع قضية شعبهم, وفي مقدمتهم المرحوم الدكتور نورالدين زازا و المرحوم جكرخوين وكل الرفاق الذين غادروا الحياة وبقي في قلوبهم حسرة كانوا يتأملون على أنهم سيجلبون الحرية لشعبهم المقهور.. رحلوا مع إيمانهم الراسخ على أن هذا الشعب سينتصر في نضالاته ضد الطغيان والمستبدين, وسيتحرروا من الظلمات, وسيتمتعون بشروق شمس جديدة على وطنهم كما كان شاعرنا الكبير جكرخوين يؤكد عليها مراراً وتكراراً إلى أن أصبحت أغنية على لسان كل كبير وصغير من شعبنا الكوردي في أجزاء وطنه الأربعة.. هذا ما يحمله أستاذ عبدالحميد درويش في كينونته, إنه أمانة في رقبته لطالما لم تسنح الظروف لرفاقه تحقيق ذلك.. وهو بتحمله تلك المسؤولية التاريخية يخاطب شعبه بصدق وشغف لتحقيق آمال من كانوا معه صادقين في أيام الظلمات. نعم, أقول وقلبي يتعصر من آلام التشتت, وكأنني أحس بأحاسيس هذا الشيخ الذي يمثل أكبر مرجعية تاريخية وسياسية لشعبنا, وهو لا يطبق له جفن إلا و يتعصر قلبه على شعبه في هذه الظروف الصعبة والخطيرة, والتي تؤكد كل الوقائع على أنها فرصة قد لا تتكرر, فرصة يمكن من خلالها تحقيق آمال شعبنا إن وظفناها وتعاملنا معها بحكمة واقتدار من دون الإلتفات إلى منازعات حزبية.. تابعت أخباره من بعد وهو يلتقي بكل ألوان وأطياف وطبقات إجتماعية وثقافية وإقتصادية وفكرية ومذهبية ودينية, إلى جانب كل الأحزاب بدون إستثناء, ليؤكد للجميع على أنه جدي وصادق, يوفي عهده ووصايا رفاقه الذين حملوه رسائلهم من أجل الحرية, وذلك كونه مؤسس هذه الحركة السياسية, يؤدي آداء الأب تجاه أبنائه ليحملهم بدوره تلك الوصايا الصادقة, ومسؤولية شعبهم تجاه هذه المرحلة التاريخية بعيداً عن خصوصيات حزبه الذي ما زال يترأسه, بعيداً عن المحاصصات الحزبية.. يبحث عن توافق بين الأفرقاء بعيداً عن المحاور.. ( عبدالحميد درويش ) هذا العلم يحاول أن يستفيد من كل لحظة من حياته ليضعها في خدمة قضية شعبه لطالما آمن بها ورسخ كامل حياته للنضال من أجل الحرية والديمقراطية من خلال ترأسه للحزب مع الإستفادة من مكانته الإجتماعية ومكانة عائلته التي كانت دافعاً قوياً لإستمراريته في النضال.. لذلك كان هدفاً لكل من آزر أعداء شعبنا من أجل النيل منه و إبعاده عن طريق النضال.. وهاهو اليوم يرسخ كامل طاقاته, ويلملم كل تجاربه السياسية ومعارفه الإجتماعية لوضعها أمام هذه الحالة المعانياتية المؤسفة من أجل إقناع أطراف الحركة السياسية وكذلك الأطياف الإجتماعية والثقافية بالمشروع الذي يلبي طموحات شعبنا في الحرية وتقرير المصير… فهل سينتج هذه المرة ويفلح في بناء ما يسمى بمرجعية كوردية تمثل إرادة شعبنا الكوردي وعنواناً يهتدى إليه كل من يتجه نحو الكورد؟ ———————— أحمــــــــــد قاســــــــــــم 15\5\2016

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...