أحمد قاسم: ” الطريق إلى الحل.. “

كل من أولي أمره إلى الخارج بقصد دعم الثورة السورية ضد النظام, أسقط رهانه وفشل. لأن مصلحة الشعب السوري في نيل حريته تضاربت مع المصالح الدولية والإقليمية على جميع الأصعدة, وكذلك تعارضت مع بقاء النظام بعد كل هذه الجرائم التي إرتكبها بحق الشعب السوري. فكان من الطبيعي أن تدخل الثورة في مأزق خانق مع ” معارضة سياسية يقودها تجار الحروب, وعلى الأرض تسيطر على المشهد قوى وتنظيمات إرهابية مسلحة تابعة لأجندة النظام ومن تدعمه من القوى الدولية والإقليمية, مع العمل على إضعاف (الجيش الحر) من قبل تلك الدول الداعمة للشعب السوري وثورته بقصد إستمرار الأزمة وإدامة الحرب تحقيقاً لمصالحها وليست من أجل إنتصار الثورة “.

وما الحل قد يسأل السائل؟ الحل يكمن في وحدة وتوحيد إرادة الشعب السوري بجميع مكوناته العرقية والمذهبية, مع الإبتعاد كل البعد عن تلك الشعارات القومية والدينية ( أي العروبة والإسلام ), والإبتعاد عن الدعم المشبوه, من خلال عقد مؤتمر وطني جامع, لكل مكون فيه ممثله الشرعي والحقيقي, مع إبعاد المستثمرين من التجار الذين تاجروا حتى بالمواد الإغاثية ( وهم معروفين بالإسم ).. مؤتمر يصاغ فيه عقد إجتماعي ومشروع وطني. الكل مشارك فيه ويتحمل مسؤولياته الوطنية مع الحفاظ على الحقوق, ( الحقوق وكل الحقوق التي تحافظ على شخصية الإنسان السوري الفردية والمجتمعية.. القومية والدينية, وذلك بعيداً عن ربط سوريا عضوياً بمحيطه القومي والجغرافي, ولتكون جزءٍ مكوناً ومؤسساً لكل حضارة تخدم الإنسان والإنسانية.. ).

نعم, أكثر من خمسة سنوات من القتل والتدمير والتهجير والإعتقال الجماعي, من خلال حرب ليست للسوريين أية مصلحة فيها, وإدارة دولية وإقليمية هادفة إلى تحقيق ما توصلت إليها سوريا وشعبها.. بلد تدمرت بنيتها التحتية, وشعب مرعب ومزعور بين آلة القتل وغياهب المعتقلات و الضياع بين أزقة دول ومدن اللجوء متسولين على أبواب المعونات التي تنهي كرامة هذا الشعب التي بقيت له من الكرامات, وكل ذلك مع فقدان الأمل والأفق المسدود للحل. فليس من المعقول أن يتوقف العقلاء من السوريين في مفترق تعجز عن إطلاق رؤية تجمع قوى والفعاليات المتبقية من الشعب السوري لإنقاذ الموقف. أعتقد أنه آن الأوان لأن تخطو خطوة تاريخية من قبل ممثلي مكونات الشعب السوري بعد أن أثبتت تلك القوى ( الداعية للإسلام والتي تدعو إلى القومجية البعثية ) فشلها, وهي تشارك النظام في كل الإجرام التي ارتكبت بحق شعبنا ووطننا سوريا. ———————– أحمـــــــد قاســــــــم 4\10\2016