أحمد قاسم: الحقيقة تقول

Share Button

الحقيقة تقول:
أن المعارضة العربية السورية تقرأ المشهد السوري بعيون وعقل غيرها, وبالتالي تتجه نحو التأزيم الوضع وتضيف أزمة على أزمة.. فهي تنظر إلى الكرد بعين الجيران, وتسعى أن ترضي الجيران على حساب الكرد ( الذي من المفروض أن يكون شريكاً لبناء سوريا المستقبل ).. وفي المقابل, الكرد وبردود الفعل الغير عقلاني يذهب باتجاه التصعيد في الخلافات مع المعارضة العربية السورية, وكأنه يريد في خطابه التصعيدي الإنتقام ( وفش الخلق ) وهذا ما يستفيد منه النظام الإستبدادي الذي سعي لتفعيل هكذا صراع بين الكرد والعرب وبقية مكونات الشعب السوري.
للتأكيد على الشراكة بين مكونات الشعب السوري أقول: ليس للسوريين إلا السوريون. لا الجيران ولا الآخرون يريدون للسوريين خيراً فهم يسعون إلى تحقيق مصالحهم, ولقد شرعت لهم قواعد التعامل للمنظومة الدولية.. ولكن نحن السوريون علينا أن لانقذف بعضنا البعض سموم من لايرضى لنا خيراً.. خلاص سوريا يكمن في توافقاتنا وليس في خلافاتنا على مصالح الغير.. فلا تنعهم سوريا بأبنائها بدون الكرد وتثبيت حرياته في الدستور, ولا للكرد حرية بدون التوافق والتفاهم مع المكون الآخر وخاصة العربي, التفاهم الذي يخدم مصلحة جميع السوريين بدون إستثناء.
بقي شيء يجب قوله: كانت المعارضة ومنذ بداية الأزمة في سوريا وإندلاع ثورتها تتجه نحو الخارج للإستثمار وليس من أجل دعم الثورة في الشارع.. أذكر جيداً ” كان هناك من المعارضين ينتظرون سيلان دماء الشباب السوري في شوارع المدن من أجل تحريك مجلس الأمن, من دون أن يراعي أو يقرأ النتائج التي ستنتجها هذه الدماء. فكان يدعم كل من يحمل السلاح في وجه النظام حتى الفاسدين منهم واللصوص وقطاع الطرق والمجرمين, بما فيهم جبهة النصرة الإرهابي والدواعش.. فقط لأنهم يقاتلون النظام, وأخيراً تبين بأن كل هؤلاء كانوا من صنيعة النظام “. وهذا كان الفرق في الرؤية بين الحركة السياسية الكردية ورؤية المعارضة العربية السورية للمشهد السوري, وكان سبباً رئيسياً لتحفظات الكرد تجاه المعارضة وسيرها نحو هاوية الإرهاب أو القضاء على الثورة في أحسن أحوالها.
نتيجة لما آلت إليها المشهد السوري من تدهور على جميع الصعد.. فلقد قُتِلَ مئات الآلاف وجرح أضعافهم ( العشرات الآلاف منهم مُقْعَدين عُجّزْ ) مع تدمير أحياء كاملة من المدن.. لايمكن إستعادة سوريا عافيتها قبل عشرين أو ثلاثين عاماً من اليوم, والمهجرين بالملايين.. ومنذ جنيف الأول والمعارضات بكافة فئاتها وأشكالها تتقزم كونها ليست ( هي المعارضات الأصيلة, بل كانت ولا زالت مستثمرين لدماء السوريين في غياب النخبة والمعارضة الحقيقية من كل مكونات الشعب السوري ).
سوريا تلتقط أنفاسها الأخيرة ” بين أن تتعافى, أو تلتقطها أهل المصالح من الدول وتنهشها وتجعل منها ( الدولة اللادولة كالعراق ولبنان ), تبقى هذا البلد في حضرة أبنائها الغافلين ونخبها من الوطنيين والديمقراطيين عليهم أن ينهضوا لإنقاذ ما بقيت من سوريا.. النظام لايفكر إلا ببقائه اليوم والإنتقام من ما بقي من السوريين غداً.. والمعارضات التي نتابعها على الشاشات لاتهمها إلا إستثماراتها وإطالة عمر الأزمة لتكسب المزيد في ظل إنهزاماتها المتتالية, والتغيرات على الأرض تفزعها في حقيقة الأمر.
لم يبقى إلا أن تتكاتف النخبة السورية وتنهض بمشروع وطني وديمقراطي, أعتقد أن الكرد سيكون في المقدمة وسيكون الرافع الأول لهكذا مشروع خدمة لقضيته ولوطنه سوريا, وهو يدرك بأن مكان حريته وتحقيق حقوقه هو دمشق العاصمة الجامعة لكل السوريين خارج سيطرة الإستبداد والعروبة والجهاد المنافق.

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...