أحمد قاسم: أدلب المرحلة الحرجة في الصراع على سوريا

Share Button

بعد ستة سنوات من الحرب المدمرة, والصراع لايال في أوجه بين القوى المتحكمة بمصير سوريا. فمن جهة, أن الولايات المتحدة الأمريكية, وبعكس ما كان ينظر إليها المحللون السياسيون على أنها ” أنآى بنفسها من التدخل العسكري في الداخل السوري ” فإنها اليوم موجودة بقوة في الشمال الشرقي من سوريا, وهي تقيم مطارات عسكرية لتكثيف تواجدها العسكري.. وليس للمرة أعلنت على أن مناطق تواجدها تُعْتَبَرُ محمية أمريكية ” وأن أية قوة أخرى تقترب من تلك المناطق ستكون هدفاً لها.. ” مما يعني أن المحافظات الثلاث ( رقة وديرالزور والحسكة ) ستكون بمثابة إقليم وستدار من قبل الولايات المتحدة. هذا ما يبدو في الوقت الراهن حسب المعطيات التي تشير إلى ذلك بقوة.. وستساعدها في ذلك قوات السورية الديمقراطية التي تشكل الحليف الإستراتيجي في حقيقة الأمر لبينتاغون الأمريكي من أجل تحرير هذه المحافظات من قوات الدولة الإسلامية ” داعش “..
في مقابل ذلك, تسيطر المعارضة المسلحة التي تشكل ما يسمى بـ( درع الفرات والتي تدعمها تركيا ) على مناطق الريف الشمالي لمحافظة حلب, وهي تنحصر ما بين جرابلس وإعزاز. ويقال, أن أمريكا وعدت تركيا إدبان زيارة أردوغان الأخيرة إلى أمريكا بالتمدد نحو الريف الغربي والشمالي لمحافظة أدلب, لكن ذلك غير مؤكدة من طرف الروسي الأقل, و الذي من الضروري أن يكون بموافقتها, لذلك تبقى تلك التسريبات في طي التكهنات الغير مؤكدة.. وهناك مشاورات وحوارات بين أمريكا وروسيا بالتنسيق مع الأردن لإقامة منطقة آمنة في الجنوب على الحدود الأردنية والإسرائيلية تديرها قوات أردنية وقد تشاركها المملكة السعودية حسب “التسريبات”. مما يعني بأن سوريا بدأت تتقسم بين نفوذ تلك الدول المتحكمة بالأزمة السورية, وذلك من دون إعطاء أي إعتبار ما يفكر به الشعب السوري, وبالتالي, فإن ما تتداولها الوسائط الإعلامية على أن مرحلة تقسيم سوريا قد بدأت ملامحها قد تكون صحيحة.
لو اعتبرنا أن ما أشرنا إليه من حيث تحديد النفوذ للولايات المتحدة وتركيا, وبما فيهما الأردن والسعودية, يعني ذلك المناطق المتبقية ستكون تحت النفوذ الروسي وبموافقة النظام في دمشق والإيرانيين وهي ( السورية المفيدة ) التي كانت تطلق عليها طهران.. لكن, ومع تدفق اللاجئين من المعارضة إلى ريف إدلب بهذه الكثافة من مناطق ريف دمشق وضواحيها وكذلك حمص, قد يكون مؤشراً على أن هناك ( وبعد تحديد المناطق الآمنة الأربعة التي أشارت إليها منتجات لقاء آسيتانة مؤخراً ) مرحلة أخرى وهي أكثر ” خطورة ” قد تمر بها سوريا.. والمؤشرات في هذه الأوقات تدل على ذلك مع تكثيف القصف الجوي للنظام والقوات الروسية معاً على مناطق ريف أدلب بحجة محاربة الإرهاب ( ويقصدون بها تواجد جبهة النصرة في تلك المناطق ), وهذا يدل على أن محافظة أدلب ( أي المناطق الخاضعة لقوات المعارضة المسلحة ) ستبقى مكشوفة لضربات النظام والروسية معاً لحين استسلام المعارضة, وهذا قد يشكل أكبر كارثة في تاريخ الثورة السورية مع إطفاء آخر شمعة للثورة وإدخال سوريا كلية في مرحلة إنتداب للنفوذ الخارجي.. بعد ذلك ستبدأ مرحلة العمل السياسي لفرض صيغة الحلول على الشعب السوري, وأعتقد الأقل ضرراً منها هي ( صيغة الفيدرالية الجغرافية تديرها حكومة لامركزية ) لكنها قد تكون دُفِع ثمنها باهظاً.
وهنا من حقنا أن نتسائل, حتى وإن تم تسوية بين الدول المتحكمة بالأزمة السورية, فماذا سيكون موقف المعارضة التي تتجول في عواصم العالم وتتظاهر على أنها تعمل دبلوماسياً إلى جانب العمل العسكري من كل هذه التقسيمات؟ فهي, وعند كل بداية من لقاء جنيف ونهايته تصر على أنها لن تتنازل عن أهداف الثورة في الحرية والكرامة.. لكنها لاتستطيع أن تُقَيِمَ في حقيقة الأمر كل هذه التحركات الدولية بمعزل عن ( جنيف وآسيتانة ).. فتحرير رقة وديرالزور من ” داعش ” وضمها إلى منطقة النفوذ الأمريكي, وكذلك تحديد المنطقة الآمنة في الجنوب لتكون منتدبة من الأردن والسعودية, والمناطق الشمالية لمحافظة حلب وقسم من أدلب تحت الإنتداب التركي, وترك أدلب مكشوفة لضربات النظام والروس وهي أصبحت مجمعاً للاجئين من المعارضة المسلحة.. كل ذلك أمام أعين المعارضة السياسية وهي على أساس أنها مصرة على عدم التنازل عند أهداف الثورة في ( الحرية والكرامة ), أعتقد أن في ذلك ما يحق لنا أن نشك بمصداقية هذه المعارضة التي لاتملك أية إرادة في مواجهة مخطط دولي أتٍ ولاريب فيه, وتدعي أنها سوف لن تسمح بإقامة نظامة ” فيدرالي ” وذلك خوفاً على وحدة تراب سوريا.
أحمـــــد قاســــــــم
31\5\2017

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...