يصادف اليوم الذكرى المئة والسابعة عشرة لإحياء ذكرى صدور (جريدة كردستان)، حيثُ ظهر الشعور القومي الكردي في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، مع بداية ظهور الصحافة الكردية، وكان أول هذه الصحف جريدة كردستان التي صُدر العدد الأول منها في 22 نيسان عام 1898 م باللغة الكردية والعثمانية ومع ملحق بصفحة واحدة باللغة الفرنسية في القاهرة على يد مقداد مدحت بدرخان.
وأدت ظهور الصحافة الكردية إلى حدوث تطورات في مجال الفكر السياسي والإجتماعي، وظهور نخبة من المثقفين الكرد، وكان من أهم هذه التطورات مساهمة المرأة الكردية في مجال الصحافة، حتى و أن كان هذا الظهور قليلاً مقارنة بالرجل.
عُرفت المرأة الكردية منذ التاريخ بدورها الفعال والمؤثر في كافة المجالات، فلم تكن ربة منزل فقط بل ذهبت أبعد من ذلك لأمتلاكها روح التضحية والنضال، فكانت الأم والأخت والحبيبة والصديقة والمناضلة التي ساهمت جنباً إلى جنب مع حركات التحرر الوطنية الكردية، ووقفت مع الرجل وقفة عز وشموخ، فحملت معه القلم والسلاح .
ولقد لعبت دوراً كبيراً في الإعلام إلى جانب الرجل، فكانت المذيعة و الكاتبة و الصحفية.
فـكانت السيدة روشن بدرخان قلماً نسوياً كردياً رائداً، كتبت ونشرت في زمان سادت فيه الأمية. حيثُ كان لها دور فعال في عدة جرائد ومجلات مثل (هاوار – روناهي – روجا نو)، وكتبت أيضاً في الصحف العربية ومن هذه الصحف (جريدة الحرية ومجلة منيرفا اللبنانية…)، وألفت السيدة روشن بدرخان عدة كتب ومنها( ﻣﺬﻛﺮﺍﺕ ﺍﻣﺮﺃﺓ ” ﺝ :″1 ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1951 ﻡ – ﻏﺮﺍﻣﻲ ﻭﺁﻻﻣﻲ : ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1953 ﻡ -ﻣﺬﻛﺮﺍﺕ ﻣﻌﻠﻤﺔ ( ﺛﻼﺛﺔ ﺍﺟﺰﺍﺀ ) ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1954 ﻡ – ﺻﻔﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ 1954- ﻡ -ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ( ﺷﻌﺮ -ﻛﻮﺭﺍﻥ ) ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ .1954- مذكراتي : ﺻﺎﻟﺢ ﺑﺪﺭﺧﺎﻥ، ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ .1991- ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻰ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻛﻤﺎﻝ ﺑﺎﺷﺎ، ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ .1990 – ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻮﺳﻤﻮﺑﻮﻟﻴﺘﻴﺔ ( ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺷﻨﻴﻮﻱ ) ، ﺗﺮﺟﻤﺔ –ﻣﺬﻛﺮﺍﺕ ﺍﻣﺮﺃﺓ” ﺝ :″2 ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ).
والسيدة حفصة خانم كانت وزيرة التربية في حكومة محمود الحفيد في السليمانية عام 1920، التي كانت تنشر مقالات في عدة الجرائد والمجالات ومن هذه الجرائد والمجلات ( بانك كردستان – بانك حق – روز كردستان).
وأيضاً الدور البارز للشاعرة مهربان خاتونا برواري وإسهاماتها الأدبية في المجلات الكردية.
وفي ستينيات القرن المنصرم كان هناك سيدات كرديات من أكراد أرمينيا وجورجيا، مثل (سيفازا عبدو – أزنيفا رشيد – كُلزار جاسم من عائلة جليلي – زينى صنم) ، كن يُقدمن برامج إذاعية في إذاعة يريفان الأرمنية القسم الكردي ذاك الوقت، وكن ينشرن مقالتهن في جريدة (ريا تَزَ -Riya Teze )،و التي كانت تصدر منذ عام 1930 م وحتى وقت قريب في أرمينيا.
وفي الوقت الحاضر تشارك المرأة الكردية في الصحافة الكردية والإعلام بشكل مؤثر وكبير.
هذا هو الوجه الحقيقي للمرأة الكردية ماضياً و حاضراً، فعلينا أن نفتخر بنضالها عبر التاريخ فهي قادرة على إثبات وجودها في كافة المجالات.
22 / 4 / 2015
الحسكة