أحمد سليمان: اتفاقية هولير ساهمت في تجاوز مخاطر الصراع الكوردي الكوردي

Share Button

123

لتسليط الضوء على آخر التطورات السياسية المتسارعة على الساحة الكوردية والسورية، ولإيضاح بعض المواقف السياسية من ما يجري، إلتقينا في موقع الحزب الديمقراطي الكوردستاني KDP.infoمع أحمد سليمان، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردي التقدمي والناطق باسم الهيئة الكوردية العليا، وأجرينا معه الحوار التالي:

–          كيف تقرؤون مسار الحركة السياسية الكوردية ضمن السياق العام للثورة السورية، والعلاقة بين المجلسين الكورديين في إطار الهيئة الكوردية العليا؟

جاءت الثورة السورية تعبيرا عن رغبة السوريين في إحداث تغيير يشمل جميع مناحي الحياة من سياسية واقتصادية واجتماعية وحتى الخدمية منها، ووجد الكورد في الثورة فرصة كبيرة لنيل حقوقها القومية المشروعة، وكذلك كجميع السوريين في إحداث تغيير نحو سوريا ديمقراطية تعددية برلمانية، لذا كان الكورد من الذين شاركوا في الثور ة، وساهم شبابنا بفعالية في المظاهرات وفي مختلف المناطق، وكذلك الأحزاب والفعاليات المختلفة، ولكن الحركة الكوردية، كانت لها رؤيتها تجاه الثورة السورية بأن تحافظ على سلميتها لأن “عسكرة الثورة” ورغم أن مسؤولية ذلك بالمقام الأول يتحمله النظام الذي وجد في أن الحسم يكمن في الحل العسكري، وبعض القوى في المعارضة كانت تعتقد أن المواجهة المسلحة هي التي تسقط النظام، وساهمت قوى إقليمية ودولية إلى حد كبير في توجه الثورة السلمية نحو العسكرة .

وقال: أما  بخصوص العلاقة بين المجلسين في إطار الهيئة الكوردية العليا، جاء بناء على اتفاقية هولير، والتي تمت برعاية الرئيس مسعود بارزاني، ولا شك أن الاتفاقية ساهمت في توحيد الصف الكوردي، وعززت من دور الكورد قوميا ووطنيا، وحتى على الصعيد الدولي، ومن أهم نتائج اتفاقية هولير كان تجاوز مخاطر الصراع الكوردي الكوردي، وبكل أسف ولأسباب داخلية متعلقة بالمجلسين، وخارجية وجدت في الاتفاقية والهيئة العليا خطراً على مصالحها فقد تعطل العمل في الهيئة الكوردية العليا، والآن تعيش الحركة الكوردية أضعف حالاتها في إطار التفاهم والتنسيق أساس نجاح الحركة الكوردية في مهامها.

–          ما هو رأيكم بدخول المجلس الوطني الكوردي إلى الائتلاف الوطني السوري، وبقاء مجلس غرب كوردستان خارجه؟

منذ تأسيس الائتلاف الوطني السوري، شارك الكورد في الإعداد له، وكذلك في مؤتمره التأسيسي، ولكن سبب عدم انضمامهم كان في أن الائتلاف لم يوافق على مطاليب الكورد ولم يعترف بأية حقوق مشروعة تخص الشعب الكوردي والهيئة الكوردية، وجدت في تشكيل الائتلاف خطوة ايجابية على طريق توحيد صفوف المعارضة، ولكنها اعترضت على الانضمام طالما لا يتم الاعتراف بحقوق ومطاليب الشعب الكوردي، وفي الآونة الأخيرة وافق الائتلاف على وثيقة رغم وجود ملاحظات عليها، ولكنها خطوة متقدمة وتتضمن الحقوق الأساسية للشعب الكوردي، لهذا وافق المجلس الوطني الكوردي على الانضمام، ولكن ما يخص (مجلس الشعب لغربي كوردستان) لديهم تحفظ على الانضمام للائتلاف في هذه المرحلة، وهذا من حقهم، ولكنني مع ذلك أجد من المفيد والمهم مواصلة التنسيق والتفاهم بين المجلسين، وعدم تأثر ذلك بالعلاقة بين أي مجلس مع قوى المعارضة، وكان من الأفضل أن تكون العلاقة مع المعارضة بموقف موحد وبكل أسف مناخ العلاقة بين المجلسين في هذه المرحلة لا يساعد على ذلك

–         يجري العمل من قبل الدول الغربية والإقليمية على عقد مؤتمر (جنيف2 ) للسلام في سوريا، كيف تنظرون إليه من المنظور الكوردي كاستحقاق وطني، وضرورة مشاركة الكورد فيه، وما شكل هذه المشاركة؟

في اجتماع اللجنة المركزية لحزبنا (الحزب الديمقراطي الكوردي التقدمي) مؤخراً في السليمانية، أكد على أن الحسم العسكري مستحيل في إطار الصراع الدائر بين المعارضة والنظام، وأن السبيل الوحيد يكمن في الحل السياسي، وفي هذا المجال يأتي أهمية عقد مؤتمر (جنيف 2 ) كضرورة لإخراج سوريا من هذه الأزمة، ومن المهم أن تعمل جميع الأطراف على توفير عوامل النجاح له، ومن الضرورة أن يشارك الكورد في هذا المؤتمر، وهذه المشاركة من الأفضل أن يكون عبر وفد كوردي مستقل وموحد، وفي حال تعذر ذلك يجب العمل على ضرورة مشاركة الكرد من خلال وفد المعارضة وفي هذا السياق لا بد من التنسيق والتفاهم بين المجلسين بما يخدم مصلحة شعبنا الكردي وبلدنا سوريا

–         تعرضت هولير عاصمة إقليم كوردستان العراق لاعتداءات إرهابية، استهدفت مقرات الأمن العام “الأسايش” واستشهد على أثرها 7 عناصر أمنية وجرح 62 آخرين، وعلى الفور، دولة العراق والشام الاسلامية (داعش) تبنت تفجيرات هولير ردا لدعم الرئيس مسعود بارزاني للكرد في حربهم ضدها، كيف تقرؤون هذا الحدث، وتبني الأخيرة للتفجيرات؟

أولاً، إن الاستهداف الإرهابي لهولير عاصمة إقليم كوردستان مدانة وبكل المقاييس، وأتوجه بالتعزيه لذوي الشهداء مع تمنياتي للجرحى بالشفاء، وثانيا، اعتقد بأن الرسائل كانت متعددة منها استهداف الاستقرار الأمني في كوردستان والازدهار الاقتصادي الذي يشهده الإقليم، كما أن لموقف إقليم كوردستان ورئيس الإقليم مسعود بارزاني تجاه الجماعات المتطرفة في المنطقة عموماً، وسوريا خصوصاً، دافعاً إضافياً لتلك العمليات الإجرامية، كما أن تطورات الأحداث في سوريا، وخاصة ما يتعلق بموقف الكورد وبالتنسيق مع إقليم كوردستان علاقة بتلك التفجيرات، وهذا يدعو إلى المزيد من الحذر، وخاصة هناك حركة حدودية رسمية وغير رسمية تشهد أحياناً فوضى يمكن استغلالها لضرب الاستقرار الأمني في إقليم كوردستان

–         يرى ناشطو الثورة السورية في “داعش” ذراعًا سرّية لبشار الأسد في المناطق المحررة، مشيرين إلى عدم قصف طيران النظام لمقارها الملاصقة لمقار الجيش الحر، التي يسويها الطيران مع الأرض، وإلى عدم تحريرهم أي أرض من الجيش النظامي، هل تؤيدون هذه الادعاءات؟

اعتقد أن النظام السوري من أكثر المتحكمين للأمور في إطار الصراع المسلح الدائر حاليا في سوريا، كما أن الأمور تحتمل أوجه مختلفة ومتناقضة في كثير من الأحيان، لهذا ليس من السهل نفي أو إثبات هذه الحالة أو تلك، ولكن ما استطيع قوله “أن كل الاحتمالات ممكنة في سوريا في ظل الفوضى القائمة”.

–         معارك طاحنة تجري في غرب كوردستان بين قوات الحماية الشعبية الكوردية (YPG)وبين جبهة النصرة من جهة، وعناصر دولة الإسلام في العراق والشام (داعش) من جهة ثانية، كيف تنظرون إلى هذه المعارك، ولمصلحة من تصب؟

ان استهداف المناطق الكوردية، ومن أواخر 2012 ولتاريخه، يقف وراءه جهات مختلفة ومتعددة منها داخلية ومنها خارجية وحتى النظام، وكل حسب مصالحه، ورغم التضحيات الكبيرة من قبل الكورد، ولكنني لا اعتقد أن استمرار المعارك يمكن فيه القضاء هل تلك القوى المتطرفة، خاصة وأنها كالأشباح حيث لا هدف لها غير القتل والخطف، والمتابعة في القتل إلى ما شاء الله، لهذا اعتقد بأن مواجهة هذه القوى المتطرفة غير ممكنة إلا من خلال توافق جمع المكونات في المنطقة على مواجهتهم، لأن تلك القوى غريبة بمفاهيمها وثقافتها عن المجتمع السوري عموماً والمناطق الكوردية خصوصاً، وبذلك فقط يمكن صد تلك القوى وإبعادها عن مناطقنا، كما يجب التنبه إلى عدم تحول الصراع، وتحت أي مبرر كان إلى صراع كوردي عربي، لأن في ذلك بالغ الضرر على مناطقنا ومصالح أبنائها

–         يجري الحديث هذه الأيام حول تشكيل حزب سياسي موحد بين أحزاب كوردية تحت مسمى “الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا” ويكون الاتحاد السياسي الديمقارطي نواته الأساسية، أنتم كيف تقيمون هذه الخطوة التوحيدية، وأهمية وجود أحزاب كبيرة على الساحة السياسية الكوردية، وهل تعتقدون بأنها ستكون بديلاً لكيانات سياسية سابقة؟

الخطوة كما قلنا عنها ومنذ البداية، اذا كان الهدف منها وحدة تنظيمية فهو مرحب به، وسنكون من الداعمين له، ومن المهم التوصل إلى صيغ توحيدية بين تلك القوى المنسجمة فكريا وسياسيا، الأمر الذي يساهم في لملمة الصف الكوردي، والحد من ظاهرة الانشقاقات السيئة الصيت، أما اذا استمرت العلاقة في إطار “اتحاد سياسي” فإنني لا اعتقد بأنه سينجح، كما أنني لا اعتقد بأنه سيشكل بديلاً لأي كيان سياسي، وخاصة المجلس الوطني الكوردي.

–         كثرتشكيل الكيانات الإعلامية في غرب كوردستان (نقابة صحفيي كوردستان- سوريا، اتحاد الصحفيين الكرد، اتحاد الإعلام الحر، اتحاد الكتاب والصحفيين السوريين…) والكل يتخذ من نفسه مرجعية وحيدة للإعلام الموردي في غرب كوردستان- بحسب الأجندة السياسية المهيمنة عليه- كيف تصنفون الإعلام الكوردي إزاء وجود هذا الكم الهائل من الكيانات الإعلامية، وما هو الحل؟

الإعلام الكوردي والذي هو انعكاس طبيعي لواقع الشعب الكوردي في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها، والذي لا يزال غير قادر على تحديد ملامح مستقبله، وكذلك بناء مؤسساته، وأجد هذا الأمر طبيعي، وهذه الكيانات انعكاس لتعدد الكيانات السياسية وتوجهاتها المختلفة، و تعثرها في توحيد طاقتها، ومن تلك الطاقات الإعلام ومع ذلك هناك حضور إعلامي نشيط ومهم على الساحة في المناطق الكوردية في سوريا، وكذلك حماس كبير من قبل الشباب في الوسط الإعلامي، والذي سيساهم مستقبلا في خلق كيانات إعلامية مستقلة ومهنية وموحدة.

وختاماً: شكراً لاتاحتكم لنا هذه الفرصة لإبداء رأينا حول ما يجري في سوريا عامة، وما يتعلق منها بشعبنا الكوردي خاصة، مع تقديري لكم شخصياً على اهتمامكم و لمؤسستكم الإعلامة ايضاً مع تمنياتي لكم بالموفقية والنجاح خدمة لحرية التعبير والرأي.

 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد 646 من جريدة الديمقراطي

صدر العدد الجديد 646 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ...