يستخدم مصطلح اليمين واليسار كوسيلة مختصرة لوصف الافكار والمعتقدات السياسية والمواقف الايديولوجية للسياسين والاحزاب والحركات السياسية المختلفة ، يرجع اصل المصطلح الى زمن الثورة الفرنسية عام 1789م حيث الذين كان يجلسون في يمين البرلمان وبدورهم كانوا موالين للملكية أم المعارضون للملكية فكانوا يجلسون الى يسار في البرلمان الفرنسي.
وبوصفهما يعبران عن قطبين او لونين رئيسين للطيف السياسي ففي مجال الاجتماعي والاقتصادي كان اليمينيون يؤمنون بالتفاوت بين البشر ، ليس المقصود بالتفاوات بالقدرات ولكن التفاوات الاقتصادي والاجتماعي. ويقولون أن هذا التفاوات هو شي طبيعي وإنه حتى الاديان السماوية تؤمن بالتفاوات الطبقي حيث كانوا يدعون بأن هناك طبقة غنية وطبقة فقيرة، و يبررون ذلك بالتفاوات بأن ذوي القدرات المتميزة يصبحون اغنياء. أما ذوي القدرات المحدودة يصبحون فقراء، ويقولون أن الفقر يكون حافزا لكي تصبح غنيا. وبهذا التبرير يؤكدون نظريتهم.
أما اليساريين كما يدعون انفسهم فكانوا يمثلون تيارا فكريا وسياسيا يسعى لتغير المجتمع الى حالة أكثر مساواة بين افراده، حيث يدعون الى تغير الذي تحقق الثورة الفرنسية الى نظام جمهوري وعلمانية .وبمرور الوقت تشعب استعمال مصطلح اليساري حيث أصبح يغطي طيفا واسعا من اﻷراء لوصف التيارات المختلفة والمجتمعة تحت مظلة اليسارية. ففي الغرب تشير الى اﻷشتراكية أو الديمقراطية اﻷشتراكية أو لليبرالية الاجتماعية ، وفي الولايات المتحدة يدخل مصطلح اليسارية حركة يطلق عليها للاسلطوية والتي يمكن اعتبارها بأقصى اليسار أو اليسار الرديكالي ونتيجة هذا التنوع في استخدام مصطلح هناك اختلاف بين اليساريين أنفسهم حول من يشمله للفظ اليساري فمثلا يؤكد الليبراليون الاجتماعيون على الحريات . والديمقراطيون الاشتراكيون على التزامهم بالديمقراطية ورفض الثورة الشيوعية الذين كانوا بدورهم يريدون الاشتراكية الثورية حيث كانوا يرفضون الملكية الخاصة لوسائل الانتاج والممثل الحقيقي لليسار وبصورة عامة يختلف اليسار السياسي عن اليمين بتنيه العدالة الاجتماعية والعلمانية وفي معظم الدول الشرق الاوسطي تأتي اليسارية مرادفة للعلمانية علما بأن بعض الحركات اليسارية التاريخية كانت تتبنى المعتقدات الدينية ومن أبرزها حركة انهاء التمييز العنصرية في الولايات المتحدة على يد القس مارتن لوثركينغ .
أما بالنسبة للمجال السياسي من اليمين الى اليسار أحد اكثر التطبيقات انتشارا لمفهومي اليمين واليسار حين يقع اقص اليمين بالخط المتصل بالفاشية والايديولوجية المحافظة أما اليسار فيكون حيث تقع الاشتراكية والشيوعية، إلا أنه يجب أدراك عدم وجود معنى محدد لمفهومي اليمين واليسار. فالطيف السياسي في معناه الضيق يلخص التوجيهات المختلفة تجاه الاقتصاد ودور الدولة وتؤكد الرؤية اليسارية تدخل في شؤون الدولة بين تفضل الرؤية اليمينية آليات والمذاهب الفردية وفي عالمنا اليوم في الغالب تحكمها قوى من اليسار الوسط او اليمين الوسط ويندر كثيرا في وصول اليسار المتطرف او اليمين المتطرف الى السلطة في ظل الانظمة الديمقراطية المستمرة ونرى تضاءل الفوارق بين برامج الاحزاب اليمين الوسط ومثل من اليسار الى حد كبير .