ما حصل منذ أيام في مدينة قامشلو من صدامات مسلحة بين الأسايش من جهة والقوات الموالية للنظام البعثي , وهي نسخة جديدة لأحداث 2004 ، عندما قام النظام بإشعال فتنة بين القوميتين الكردية و العربية في الجزيرة ولكن بإختلاف الظروف الذاتية والموضوعية في المرحلة الحالية وهنا كان لابد للنوايا الحسنة و الحريصة على التعايش السلمي و الحفاظ على ما تبقى من بلدنا سوريا وعدم الإنجرار وراء المخططات البعثية . حيث ناشد الأستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا جميع ممثلي و مكونات شعبنا في الجزيرة الحريصين على التآخي و العيش المشترك لنبذ العنف و البدء بالحوار الذي لابد منه وهو الباب الأمثل لحل الخلافات و المشاكل العالقة بينهم و إعادة الآمان و الهدوء لمدينة قامشلو التي يجب ان نحافظ عليها كرمز للتآخي و المحبة و العيش المشترك . كما هو معلوم و معروف لدى جميع المهتمين بالشأن الكردي مناشدة الأستاذ عبد الحميد و لمرات عديدة بالاسراع الى انشاء مرجعية سياسية للحركة الكردية في سوريا و عقد مؤتمر وطني كردستاني ، لأنه كان يعلم جيداً وحسب تجربته الطويلة و خبرته السياسية الطويلة تنبأ بوجود خطر و لن يسلم منه أحد ، و هو يعلم جيداً في نفس الوقت ما يحصل على الساحة السورية و خاصة على ارض الواقع ، و التقدم الملحوظ للقوات الكردية في سوريا و الدعم الغير المسبوق لهذه القوات من قوات التحالف الدولي . وكما هو معلوم بأن هذه الانتصارات لن ترضي أطراف عدة و منها النظام الذي لن يبقى مكتوف الأيدي من هذا التقدم لأنه في الأخير سيفشل مشروعه مع داعش . وما قاله الأستاذ أحمد قاسم في إحدى مقالاته كان عين الموضوع ، بأن اشتعال هذه الفتنة من قبل النظام ليس إلا من اجل إجهاط العملية السلمية في سوريا على الأقل ، و ذلك من خلال إشغال قوات حماية الشعب بهذه الحرب ، و يجب ان لا نستبعد في الوقت نفسه اللقاء الأخير بين تركيا وآيران أن يكون وراءه غموض سياسي له علاقة بالتطورات الأخيرة التي حصلت في المنطقة بتدخل ميليشيات الدفاع الوطني في مدينة القامشلي و الحشد الشعبي في مدينة خورماتو في نفس التوقيت . ولذلك اليوم نحن بحاجة ماسة إلى شخصية وطنية له خبرة سياسية و تجربة طويلة في مثل هذا المجال و المعروف أن الاستاذ عبد الحميد درويش صاحب تجربة نضالية على الساحتين الوطنية و القومية و يمتلك الحكمة و الحنكة السياسية و هو الذي يستطيع ان يعبر بشعبه الى بر الأمان و ان يعيد الهدوء و الأمان للمنطقة . وتجربة 2004 خير دليل على ذلك , حيث كان له الدور الأكبر في افشال المخطط الشوفيني ، وايضاً خلاف على خلفية ما وقع بين مجموعة من الشباب الكرد و المسيحين في مدينة ديرك و كادت ان تكون نتائجها مأساوية على الجميع . ونحن الشعب الكردي في سوريا علينا ان نستفيد من التجارب السابقة و التاريخية و ايضاً نستفيد من نصائح الشخصيات الكردية التي لديها مخزون كبير من التجارب السياسية و التاريخية . والأستاذ حميد كان من أوائل الشخصيات الكردية التي دقت ناقوس الخطر وخطورة داعش قبل دخولها الى المناطق الكردية ، و عندها طلب الإسراع الى عقد مؤتمر وطني و تنبه الى ما سيحصل في المنطقة و للأسف لم يتم الإصغاء لما ناشدَ لأجله الأستاذ حميد من قبل بعض الأطراف الكردية وكلنا شاهدً على ما جرى في مدينتي شنكال و كوباني، و حتى الأمور السياسية المتعلقة بالمحافل الدولية منها ما حصل في جنيف عندما طلب الأستاذ درويش بسحب المجلس من الوفد المعارض لأنه كان يعلم جيداً مايحصل وراء الكواليس من مخططات بعض الشوفينين من أمثال الزعبي في إقصاء حقوق الكرد في تلك المحافل . كما ناشدَ في نفس الوقت القوى و الأحزاب الكردية لتشكيل وفد مستقل يمثل الكرد للإستفادة من هذه الفرصة التاريخية التي هي الأولى من نوعها منذ تاريخ الحركة الكردية من حيث الدعم الغير المسبوق من دول العالم للكرد في محاربتها ضد الأرهاب و ان كانت تنقص بعض ضمانات السياسية. و لذلك نحن اليوم بحاجة الى خبرة و وتجربة سياسية لكي نعبر من خلاله الى بر الأمان و حميد درويش غنيٌ عن التعريف فله تجربة نضالية طويلة على صعيد القومي و الوطني فهو من الأوائل الشخصيات الكردية التي طالبت بانشاء اول مؤتمر وطني كردستاني عام 1977في بيروت.
آري ميرعلي – كركي لكي