كشف السيناتور الأمريكي بوب كوركر عن ان الجيش الأمريكي استعد بالفعل لإطلاق عملية عسكرية مكثفة وسريعة ضد الحكومة السورية بسبب استخدامها الأسلحة الكيميائية، قبل دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لوقف الهجوم في اللحظات الأخيرة.
وقال كوركر ممثل ولاية تينسي إن هذه الساعات كانت اسوأ لحظة في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية حيث كان الجيش يستعد لعملية مدتها 10 ساعات، بعد اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة وكان الجميع على أهبة الاستعداد، ولم يكن أي أحد منهم يعلم شيئا عن قرار أوباما إلا عندما شاهدوه على قناة «سي.أن.أن».
وتسلّط هذه التصريحات ضوءا جديدا على المدى الذي وصلت إليه مخططات الجيش الأمريكي للقيام بالهجوم بعد ان تجاوز الرئيس السوري بشار الأسد «الخطوط الحمراء» التي تحدث عنها أوباما بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الجماعات المتمردة في الحرب الأهلية بالبلاد.
وأضاف كوركر في كلمة ألقاها بمنتدى مبادرة السياسة الخارجية في واشنطن العاصمة أن العملية كانت على وشك ان تكون «مختصرة جدا ومركزة للغاية وكنا نأمل ان يكون لها تأثير كبير».
وقد أمر أوباما الجيش بالتحضير من أجل شن ضربات موجهة ضد نظام الأسد، ولكنه غير رأيه في الليلة التي سبقت توقيت العملية. وردد بعض التقارير ان القرار جاء مباشرة بعد التشاور مع المستشار دينيس مأكدونو واتخاذ قرار للحصول على موافقة الكونغرس أولا.
وقال مراقبون ان قرار أوباما أضعف مصداقية الولايات المتحدة في العالم، وأدى إلى التوصل لاتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتخليص سوريامن الأسلحة الكيميائية.
جاء ذلك فيما سارع مشرعون أمريكيون، في خطوة مفاجئة، إلى إدخال تعديلات جذرية على مشروع قانون السياسة الدفاعية لعام 2015 من شأنها تجريد الأحكام التي تجيز برنامج تدريب وتجهيز قوات المعارضة السورية المعتدلة للقتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» وحظر استخدام القوات الأمريكية في القتال البري في العراق أو سوريا.
وقدم الاقتراح الأول النائب فان هولن ممثل ولاية ميريلاند والنائب تشارلي دنت ممثل ولاية بنسلفانيا، ويتضمن إخراج الأحكام المنصوص عليها في مشروع قانون الدفاع التي تأذن بخطة أمريكية لتدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة لمحاربة «داعش» لمدة عامين، وتكلف هذه الخطة 500 مليون دولار من أجل تدريب ما يصل إلى خمسة آلاف مقاتل، أما التعديل الثاني الذي اقترحه النائب جيم ماكمفرن ممثل ولاية ماساشوستس والنائب والتر جونز ممثل ولاية نورث كارولينا، فهو يتضمن حظر استخدام القوات الأمريكية العسكرية في القتال البري في العراق أو سوريا باستثناء القيام بعمليات الإنقاذ.
وقال النائب الديمقراطي فان هولن إنه يدعم تدريب وتجهيز القوات العراقية لمحاربة «داعش» في العراق، ولكنه يعتقد بأن تدريب المعارضة السورية المعتدلة سيسحب الولايات المتحدة بشكل عميق إلى حرب أهلية مع الرئيس السوري بشار الاسد، مؤكدا ان تدريب المعارضة سيجلب عواقب سلبية غير مقصودة.