ولات احمه: الأغاني الفلكلورية الكردية صــور إيروتيكية في وصف الأنثى

Share Button

imagesاستطاعت الحنجرة الفلكلورية الكردية، عبر جملة من القامات والطاقات الفنية في الحفاظ على التراث والفلكلور الكردي من الِاندثار والتلاشي، وواظبت تلك الحناجر عبر حبالها الصوتية في جعل نفسها شواهد ومدوناتٍ تاريخية في سبيل الحفاظ على تاريخ وجغرافية شعب، إلى جانب مقدرتها في نقل القصص والميثولوجيا الكردية، والبطولات والبسالة في الحروب بشكل تراتبي زمني من جيل إلى آخــر.

لم يتوان معظم الفنانين في نقل ليالي الأنس والهيام في قصص الحب التي واكبت مسيرة تاريخ الشعب الكردي، لتبدع حناجرهم الفلكلورية في نقل المادة التاريخية بشكل سلس ومفردات عذبة عبر صندوق الحنجرة بكل جمالية وإبداع، ليشد المتلقي من ذاكرته نحو الوراء ليعيش تلك القصص والملاحم بكل تفاصيلها ويومياتها. سلكت تلك الحناجرفي مداعبة الجسد الأنثوي لغوياً عبر مجموعة من الأغاني بكل دقة، وساهمت في تقديم وجبة نصية ممتعة، لتكون مصدراً ومرجعاً إيروتيكياً كردياً، دون الوقوع في أحبولة استثارة المكبوت.

الأغاني الفلكلورية الكردية صــور إيروتيكية مشبعة بالرسومات الدقيقة واللوحات التصويرية في وصف جســد الأنثى وتمــرير الحـروف على زواياها، للخروج بأغاني ممتلئة بالجسد اللغوي والافتتان والتوق الجارف في وصف أعضاء الجسد الأنثوي والسلوك الجنسي بمتعة نصية من مخزون الذاكرة الذكورية بأسلوب من الأدب الإيروتيكي، بعيدآ عن البورنوغرافيا والفوضى التعبيرية للغريزة الحيوانية الشبقة.

شكلت تلك الأغاني نمطاً إيروتيكياً دقيقاً، حاضراً وملازماً للعديد من الأغاني التي رتلت بحناجر ومفردات إيروسية في الإمسيات والمجالس الشعبية، وخلقت لوحات تعبيرية غنية بالصور بكل ترفل، لتخلق سيالة نابعة من الإحساس المرهف، والتلذذ في الغوص بملاحم الهيام والترابط الجنسي السليم بعيداً عن ترهات المفردات العارية، ودون الإساءة لجمالية الوصف ورسم الجسد الأنثوي بسلوك غريزي، إباحي مضطرب. لتؤكد بذلك ثرائها الأدبي، وأسلوبها الراقي، وتميزها في الاستمرارية.

جاهدت قامات فنية كردية لدرجة جيدة بأرشفة تلك الأسماء والحناجر في الواقع الحاضر، لكن هذا لم يمنع مغادرة هذا النوع والنمط من الغناء البيت الموسيقي الكردي لدرجة ما، رغم المحاولة الجادة من بعض الفنانين الكرد في الحفاظ على هذا النمط الغنائي وأرشفته في المكتبة الموسيقية الكردية، رغم ضعف الإمكانات، وإملاقهم لمراكز ومعاهد موسيقية علمية، وقلة عدد الأكاديميين المختصين في البحث والدراسات، نظراً لطبيعية سلوك الأنظمة القائمة، التي كانت السبب الرئيس في محاولاتهم الجادة لطمس وتذويب الفلكلور والتراث الكردي، عبر مجموعة من الأساليب والأدوات اتبعت في عموم المدن والمنطقة بشكل ممنهج، تميزت برائحة الصهر القومي .

 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 87 من جريدة التقدمي

صدر العدد (87) من جريدة التقدمي الشهرية الصادرة عن مكتب الثقافة و الاعلام في منظمة ...