صرح يشار ياكيش اول وزير للخارجية في حكومة حزب العدالة والتنمية التركي بضرورة تحسين علاقات تركيا مع الكرد في سوريا، مضيفاً” علينا أن نقبل بمشروعية الحلم الكردي لبناء الدولة المستقلة”.
جاء ذلك في الحوار الذي أجراه الصحفي (توغبا تكراك) في صحيفة طرف التركية، في عددها الصادر اليوم الأثنين 29/7/2013، وفيما يلي نص اللقاء:
سؤال: هل الخطوات الهادفة لتأسيس إدارة كوردية في سوريا كانت مفاجئة لكم؟
يشار ياكيش: لا لم تكن هذه الخطوة مفاجئة لنا، فالكورد هم من أكبر الشعوب التي لا تملك دولة خاصة بهم، فتعدادهم حوالي 40 مليون نسمة منقسمون بين أربعة دول، وأعتقد بأن الكورد يتجهون الى بناء كوردستان المستقلة حتى وإن تأخر الوقت، الخطوة الاولى كانت في العراق، حيث استفاد الكورد من الفوضى التي حدثت في العراق وتمكنوا من تأسيس حكم ذاتي خاص بهم، وهذا الأمر نفسه يحدث الآن في سوريا، أولاً: من حظ الكورد بأن البلاد اتجهت نحو الفوضى، ثانياً: إنقطاع العلاقات بين تركيا ونظام الأسد كانت خطوة جيدة ولمصلحة الكورد، وإن لم تقطع تركيا هذه الجسور لكانت ذو تاثير أكبر في التكوين الجديد في شمال سوريا وإعطائه الشكل الذي ترغب به.
سؤال: كيف يجب ان يكون الموقف التركي حيال التكوين الكوردي في شمال سوريا ؟
يشارياكيش: إذا نجحت عملية الإنفتاح والحل في تركيا سيكون له تأثير ايجابي على الوضع في سوريا، لإن حزب الاتحاد الديمقراطي على علاقة جيدة مع حزب العمال الكوردستاني، وبهذا المعنى نجاح عملية الحل السلمي للقضية الكوردية ستكون بحد ذاتها عملية تغيير قواعد اللعبة ليس بالنسبة لتركيا او سوريا فقط، فهي ستشمل المنطقة ككل.
سؤال: وإن لم تنجح العملية السلمية ؟
يشار ياكيش: في هذه الحالة،كما قلنا قبل سنوات ان العراقيين سيقررون ما يريده الكورد في العراق، علينا ان نقول ذات القول للسوريين، وان نخاطب الكورد السوريين في شمال سوريا بانه ليست لنا مشاكل معكم، لكن في حال تحول مناطقكم مرتعا لمن يريدون تقسيم تركيا، حينها لن تكون الأمور جيدة بيننا، كما علينا حينها القول لهم افعلوا ما ترغبون به، الامر يخص السوريين والمنطقة التي انتم فيها خارج نطاق اهتماماتنا. علينا بناء علاقات جيدة مع الكورد السوريين، وفي العام 2000 نصحت السيد عبد الله غول ببناء علاقات جيدة مع اقليم كوردستان، العلاقة التي تطورت الان، لحد اننا وجدنا الولايات المتحدة الأمريكية غير راضية عن تطور علاقاتنا مع اقليم كوردستان، أقول نفس الشىء بالنسبة الى شمال سوريا: “ما سيحدث في سوريا سيقرره السوريون ولهذا يجب ان تكون علاقاتنا جيدة مع الكورد هناك”.
سؤال: كيف سيكون الوضع الكوردي بالنسبة لكم في المنطقة، هل سيتجه الكورد نحو بناء دولة مستقلة ،أو بناء كونفدرالية ؟
يشار ياكيش: شعب بهذا الحجم له حق حلم إقامة دولة مستقلة، هذا حلم مشروع، وعلينا القبول بهذا الامر، لكن كيف سيكون ذلك ، فالامر متروك للظروف، في العراق االكورد لهم منطقة الحكم الذاتي، وفي سوريا لن يتراجع الكورد عن ما حققوه، وحتى إن انتصر نظام الأسد فلن يكون بمقدره استعادة السيطرة كما كانت على المناطق الكوردية، وإن سألتموني متى ستتحقق كوردستان المستقلة ؟سأقول: ، خطوة بخطوة ستستمر هذه المرحلة.
سؤال: تقول إن خياحلم الكورد أمر مشروع ،يعني سيتحقق ذلك ؟
يشار ياكيش: حينما كنت رئيس لجنة الإتحاد الأوربي في البرلمان التركي، حينها زارنا وفد عراقي، هناك مقولة مأثورة في العراق: الشيعة يضربون أنفسهم بالسلاسل، الكورد يحلمون والسنة يحكومون، لكن تلك الايام تغيرت، أجل، الكورد ما زالوا يحلمون لكنهم لا يركضون وراء الاحلام التي لا تتحقق.
سؤال: من الممكن ان نكون جيران لدولة علوية و أخرى كوردية ، وإذا تم تقسيم سوريا، كيف سيكون المشهد ؟
يشار ياكيش: ببساطة، الكورد سيكونوا القوة الفعلية من هذا التقسيم، وسيجد العلويين الذي هم السبب الاول للوضع الحالي في سوريا انفسهم محصورين في حدود دولة الحكم الذاتي التي اسسها الفرنسيون في سوريا أثناء حكمهم لها بعد خروج العثمانيين منها في العام 1920، فمن المعروف أن فرنسا قسمت سوريا إلى عدة دويلات( دولة الشام، حلب، الدرزية، اسكندرونة وجبل العلويين) وبهذه الحال إن استمرت الفوضى على هذا المنوال فمن المحتمل أن ينسحب العلويون إلى دويلتهم السابقة في جبل العلويين واللاذقية بشكل حكم ذاتي أو دولة مستقلة، إذاً من الممكن أن نشاهد على حدودنا دولة كوردية مقربة من حزب العمال الكوردستاني وفي الزاوية الجنوبية الغربية دولة علوية طالما عقمنا بمعاداتهما واختلفنا معها كثيرًا، فحينها ستكون عملية إعادة بناء العلاقات معهم تحتاج إلى جهدٍ كبير، و لكي نتجه نحو الشرق الأوسط وسورية السنية سيكون علينا العبور عبر هاتين الدولتين.
PUKmedia