هافنغتون بوست :ستانلي وايس: حان الوقت لطرد تركيا من حلف الناتو والبديل هم الكورد !

Share Button

ستانلي وايس (المؤسس التنفيذ لمؤسسة الأمن القومي – واشنطن) معرفة أن أحد الدبلوماسيين 'High Level Partnership Forum focusing on progress in Somalia' in Istanbulالأمريكيين شارك وبقوة في تشكيل معاهدة حلف شمال الأطلسي كانت وعلى الدوام مسألة فضول تاريخي.

بعد الحرب العالمية الثانية عُيّن تيودور أخيل، رئيساً لمكتب وزارة الخارجية للشؤون الأوروبية الغربية، وفي نهاية المطاف أصبحَ نائب مندوب الولايات المتحدة الأمريكية لدى حلف شمال الأطلسي، استطاع تيودور أن يلعب دوراً قياديا في صياغة معاهدة الحلف لردع توسع الاتحاد السوفيتي ومنعه من الانخراط في هجوم عسكري ضد أوروبا الغربية. شاركت إحدى عشرة دولة أوروبية مع الولايات المتحدة الأمريكية كأعضاء مؤسسين للحلف عام 1949، ازداد التحالف قوة بسرعة وانضمت دولتان أضافيتان لاحقان وهما – تركيا واليونان – وذلك خلال عام 1952- أما اليوم يشمل الحلف 28 دولة.

انعكاسا لمدى صعوبة تصور إمكانية قيام أي عضو بخيانة باقي أعضاء التحالف المستمر حتى الآن، لا يملك حلف شمال الأطلسي (الناتو) أي آلية رسمية لنزع العضوية عن أي دولة في حال اتخاذها موقف سيئ أو حتى في تعريف ما يعنيه “الموقف السيئ.” ومع ذلك، وبعد ما يقارب من ثلاثة عقود على انهيار الاتحاد السوفيتي، لا يزال أعضاء الناتو يتعهدون بشروط الوقوف مع بعضهم البعض، فيما يعرف بالمادة الخامسة، والتي وضعت عند تأسيس الحلف عام 1949: “أي هجوم ضد أي دولة عضو سيعتبر هجوماً على كافة الدول الأعضاء، وسيؤدي إلى رد مشترك ومباشر من كافة الأعضاء”.

لما يقارب سبعة عقود، بقي مزج العوامل هذا خطأ تيودور أخيل للناتو: في أحد الأيام، سيُستدعى أعضاء الحلف للدفاع عن أفعال وتصرفات عضو مُضر لم يعد يشارك الأعضاء الآخرين قيم التحالف كما وتدفع تصرفاته (العضو) الحلفاء إلى الخطر ويخلق سيناريو يعتبر كابوساً للعالم. بعد 67 عاماً، جاء اليوم:

تركيا، التي كانت لمدة نصف قرن حليف مُخلص وبقوة في الشرق الأوسط واستطاعت أن تثبت أن أمة بغالبية مسلمة تستطيع أن تكون كلاهما (عِلمانية وديمقراطية) ولكنها ابتعدت كثيراً عن حلفائها في الناتو وبات من المعروف وعلى نطاق واسع أن أنقرة تدعم تنظيم “داعش” في سوريا في حربه (التنظيم) ضد الغرب.

منذُ أن وصلَ الإسلامي القوي رجب طيب أردوغان إلى السلطة عام 2003، اتخذت تركيا منعطفا تسلطياً حاداً، من خلال احتضان الإرهابيين الإسلاميين من كافة المشارب ودخوله في معارك لا يمكن إنهائها في المنطقة – ومن ضمنها تصعيد الحرب ضد 25 مليون كردي – والدخول في حرب باردة مع روسيا، والتي أسُقطت طائرتها من قبل تركيا في خطوة متهورة خلال شهر تشرين الثاني\نوفمبر 2015.

وفيما ترتد هذه الحروب عكسيا على تركيا – فيما يشبه القنابل الموقوتة التي من الممكن أن تنفجر داخل مدن تركيا وعلى حدودها مع أعدائها – يطالب القادة الأتراك الآن بدعم غير مشروط من حلف الناتو، حيثُ صرحَّ رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو قبل أيام إنهُ يتوقع “أن تقوم حليفتنا أمريكا بدعم تركيا دون وجود شروط أو تحفظات”.

لكنهُ قليل جداً، ومتأخر جداً. على حلف الناتو أن لا يساند تركيا – بدلاً من ذلك، عليه أن يبدأ بالإجراءات القانونية مباشرة لتحديد إذا ما كانت القائمة الطويلة والمتزايدة من الانتهاكات والتجاوزات التركية ضد الغرب، ومن ضمنها دعم أنقرة للإرهابيين الإسلاميين، إذا كانت قد فعلت، وهي في الغالب فعلت معظم ذلك، كافية ويستطيع من خلالها مركز القرار الأعلى في حلف الناتو اتخاذ قرار رسمي بطرد تركيا من الحلف إلى الأبد قبل أن تتمكن أنقرة من خلال نزعتها العسكرية وعدوانيتها من جر المجتمع الدولي إلى حرب عالمية ثالثة.

هذا الأمر يعتبر استحقاقاً متأخراً جداً. كما جادلتُ قبل خمس سنين من الآن، “أردوغان، الإسلامي المتشدد، والذي أعلنها مرة وبشكل علني قائلاً: “الجوامع هي ثكناتنا العسكرية، قبب الجوامع هي خوذات جنودنا، المنارات هي حِرابنا، أيماننا هم جنودنا” – يبدو أنهُ يرى نفسه القائد الإسلامي للعالم الإسلامي بعد الربيع العربي. “استخدمَ ثلاثة عشر سنة من الحكم لتفكيك وتخريب كل جزء جعل من المجتمع التركي عِلمانياً وديمقراطياً، مجدداً صياغة الحكم في تركيا إلى حالة هجينة شبيهة بـ أوتوقراطية فلاديمير بوتين وثيوقراطية إيران.” وذلك وفقاّ لما كتبت كارولين جليك مرة لمركز السياسة الأمنية.

أخر سقطة له (أردوغان) كانت عندما ذهب بعيداً بتصريحاته ووصلت به أن يشيد بالسلطة التنفيذية التي مُنِحَتْ لـ أدولف هتلر. تحت قيادة أردوغان، اعتقلت تركيا، حليفتنا في الناتو، صحفيين تجاوز عددهم عدد الذين اعتقلتهم الصين، وسُجنَ الآلاف من الطلاب بجريمة “حرية التعبير”، واستبدل المدارس العِلمانية بالمدارس والكتاتيب المختصة بالشؤون الدينية.

وتفاخرَ رجب طيب أردوغان علنياً بدعمه لحركة حماس وجماعة الأخوان المسلمين في حين اتهم حليفتنا إسرائيل (تحالف ذو أمد طويل) بارتكابها “جرائم ضد الإنسانية”، وانتهكت أنقرة حظر الأسلحة إلى غزة، واشترت نظام دفاع جوي (والصواريخ) من الصين متحدية بذلك حلف الناتو، ومنعت واشنطن من استخدام قاعدتها الجوية لتنفيذ الضربات خلال الحرب على العراق ولاحقاً ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا.

فيما كافحت الدول الغربية للمساعدة في صد هجوم مقاتلي تنظيم “داعش” على مدينة كوباني، غرب سوريا قبل عامين من الآن، كانت الدبابات التركية تقف بهدوء على الحدود السورية. في الحقيقة توجد أدلة قوية (جمعتها جامعة كولومبيا الأمريكية) تفيد أن تركيا تدعم وتزود بشكل تكتيكي آلة الحرب المسماة تنظيم “داعش”.

“هنالك أدلة تظهر تركيا، كما توقع مركز سياسات الشرق الأدنى مؤخراً، سماح أنقرة “لمجموعات كبيرة من الجهاديين من مختلف أنحاء العالم بالتدفق إلى سوريا عِبرَ حدودها” وأن تركيا، كما كتب الصحفي غالن كاربنتر “سمحت لتنظيم داعش أن يشحن ويبيع النفط من شمال سوريا إلى داخل تركيا للبيع في الأسواق العالمية ; وأن أبن أردوغان تعاون مع “داعش” في بيع النفط الذي يمثل شريان الحياة بالنسبة للتنظيم، كما وسُمِحَ لشاحنات الإمدادات بالدخول بكل حرية إلى سوريا وإيصالها إلى مقاتلي تنظيم “داعش”.

هنالك أدلة أيضاً “على المساعدة المباشرة من قبل تركيا” كما ذكرت مجلة فوربس الأمريكية “تزويد التنظيم بالمعدات، جوازات السفر، التدريب، الرعاية الصحية، وربما المزيد إلى متطرفي داعش”، هذا وعملت حكومة أردوغان مباشرة مع جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا وفقاً لسفير أمريكي سابق. في حين تتظاهر أنقرة بأنها تستهدف تنظيم “داعش”، ومع نظرتها المهووسة بإفراط تجاه الكرد، انخرطت تركيا في سلسلة قاسية من القصف المدفعي ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية YPG، التي تسحق تنظيم “داعش” شمال سوريا.

الكرد هم ثاني أكبر مجموعة عرقية في العالم لا تملك دولة مستقلة، 25 مليون كردي سني يعيشون في المنطقة التي تتقابل فيها أربع دول متجاورة هي (تركيا – العراق – إيران – سوريا). شنّت تركيا حرب أهلية دموية لثلاث عقود ضد 14 مليون كردي في تركيا – ويمثلهم حزب العمال الكردستاني PKK – راح ضحية الحرب أكثر من 40 ألف شخص.

كما وفشلت عملية السلام التي كانت قيد العمل مؤخراً عندما استأنفت تركيا الحرب واستهدفت مواقع حزب العمال، وأدخلت جنوب شرق البلاد في الحرب مجدداً، في حين يتخوف أردوغان ويزداد قلقه من إمكانية قيام القوات الكردية في سوريا وتركيا بتوحيد نفسها عبر الحدود بين البلدين. الكرد هم مثل الأتراك، في بعض الأحيان تتم رؤيتهم من خلال العدسات كما هو مألوف سابقاً، وليس كما هم في الواقع الآن.

في عام 1997 أقنعت تركيا الولايات المتحدة الأمريكية أن تضع حزب العمال الكردستاني على لائحة المنظمات الإرهابية، ويزعم رجب طيب أردوغان أن الكرد السوريين مُذنبون من خلال الارتباط مع الحزب. ولكن في الحقيقة، عملت وحدات حماية الشعب بشكل وثيق مع واشنطن ضد الإرهابيين الإسلاميين، ووصفتهم صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية بـ “قوات وكيلة عن الولايات المتحدة الأمريكية”.

الكرد سواء في سوريا، العراق، أو تركيا، بكل المقاييس، هم المقاتلون الأقوى والأكثر شجاعة في الحرب ضد تنظيم “داعش” على الأرض في كليهما سوريا والعراق. والأكثر من ذلك، هو أن هذه المجموعة تمثل البديل الأقوى والأكثر فعالية من الجهاديين الإسلاميين ذوي التوجهات الرهيبة والمرعبة، وتتجسد فعاليتهم من خلال ما تم وصفه بـ “مستوى المساواة بين الجنسين، احترام العِلمانية والأقليات، والمفهوم الحديث، المعتدل، والعالمي للإسلام والذي على الأقل يعتبر نادراً في منطقة الشرق الأوسط”. حاولت الحكومة التركية أن تضع اللوم في التفجيرات التي ضربت أنقرة مؤخراً، على عاتق وحدات حماية الشعب في محاولة للتأثير على واشنطن وإقناعها بمعارضة الكرد.

رجب طيب أردوغان الغاضب والمُتذمر حول ولاء الغرب له، اتهم الولايات المتحدة الأمريكية بتحويل المنطقة إلى “بحر من الدماء” من خلال دعمها للكرد، ووجه إنذاراً:

“حان الوقت لواشنطن كي تختار بين تركيا أو الكرد”. لا استطيع أن أوافق أكثر من ذلك: حان الوقت للولايات المتحدة الأمريكية كي تختار الكرد بديلاً عن تركيا الأردوغانية. ويقول منتقدون إنّ الكرد غير مستعدين لقتال تنظيم “داعش” خارج حدودهم، ولكن في الحقيقة هذا الأمر يمثل فرصة للولايات المتحدة الأمريكية.

ففي مقابل محاربة تنظيم “داعش” في المنطقة يمكن للتحالف الدولي أن يساعد الكرد في تحقيق طموحهم بإنشاء دولة مستقلة خاصة بهم. الدولة الكردية ستكون حليفاً إقليمياً بالغ الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وستلعب تلك الدولة دوراً لا يُقَدر بثمن في ملئ الفراغ الذي ظهرَ في الشرق الأوسط.

بمساعدة واشنطن، يمكن للدولة الكردية أن تساعد أيضاً في احتواء اللاجئين السوريين الذين أربكوا أنظمة الهجرة واللجوء في تركيا والاتحاد الأوروبي. على المدى الطويل، سوف تكون تلك الدولة بمثابة شريك إقليمي قيّم لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وستكون مثالاً قوياً للديمقراطية الناجحة. بعبارة أخرى، كردستان تستطيع أن تلعب الدور الذي اعتادت تركيا أن تلعبه. وقيل أن الاختلاف بين أن تكون أخيل وأن تكون تقريباً أخيل كالفرق بين الموت والحياة. حلف شمال الأطلسي يستطيع ودون كعب أخيل (عقب أخيل):

ترجمة: المركز الكردي للدراسات ملاحظة (للتوضيح من المترجم):

يعود أصل مصطلح كعب أخيل إلى الميثولوجيا الإغريقية، حيث أنه عندما كان أخيل طفلا، تنبئ له بأنه سوف يموت في معركة، ومن أجل منع موته قامت أمه ثيتس بتغطيسه في نهر ستيكس الذي يعرف عنه بأنه يمنح قوة عدم القهر. لكن بما أن ثيتس كانت تحمل أخيل من كعب قدمه أثناء غسله في النهر، فلم يصل الماء السحري إلى كعبه.

وهكذا كبر أخيل ليصبح أحد الرجال الأقوياء الذين صمدوا في الكثير من المعارك، إلا أنه في أحد الأيام أصاب سهم مسموم كعبه متسببا في مقتله بعد فترة قصيرة.

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجيد 636 من جريدة الديمقراطي

صدر العدد الجديد 636 من جريدة الديمقراطي وهو عدد خاص برحيل الرفيق عمر جعفر عضو ...