أخبار السوريين: قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الأوروبيين ومسؤولي المخابرات الإسرائيلية يتوقعون أن وقف القتال في سوريا قد يؤدي إلى تعزيز سلطة بشار الأسد، على الأقل في السنوات القليلة القادمة، كما أن نجاح الهدنة يعني تقسيماً غير رسمي للبلاد، على الرغم من أن الهدف المعلن هو الاحتفاظ بكل البلاد.
وتشير الصحيفة إلى أنه رغم كون الاتفاق على وقف إطلاق النار يعد حدثاً مهماً يثبت أن الدبلوماسية نجحت في تراجع نسبة القتل والبؤس الذي أودى بحياة 250 ألف سوري وشرد الملايين، إلا أن هذه الهدنة مثل كل شيء آخر في حرب أهلية دامية استمرت خمس سنوات، قد جاءت بثمن باهظ لكن ليس على حساب بشار الأسد.
في الوقت نفسه اعترف جون كيري، في شهادته لمجلس الشيوخ، بأن البيت الأبيض كان بالفعل قد أعد “الخطة ب في حال لم تنجح الجهود المخطط لها”، وتشمل الخطة “ب” مزيجاً من الخيارات العسكرية التي يقول مسؤولون في الإدارة إن أوباما حتى الآن ما يزال يرفضها.
وترى الصحيفة أن القضية أصبحت أكثر تعقيداً مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي يثير الريبة حول مستقبل الرئيس بشار الأسد، وكيف سيؤثر على قدرته على الاحتفاظ بالرئاسة، حيث كانت قوات بشار الأسد في الصيف الماضي تترنح، والعديد من وكالات الاستخبارات تكهنت بأنه قد يضطر إلى التنحي عن منصبه بحلول نهاية عام 2015، ثم جاءت التدخلات الروسية والإيرانية لتتغير حظوظه بشكل كبير.
كما يؤكد المسؤولون الأوروبيون والإسرائيليون أن هذا اتفاق مبدئي يخلو أساساً ممّا كان شرطاً مسبقاً من إدارة أوباما وجماعات المعارضة من أن بشار الأسد يجب أن يرحل كجزء من أي اتفاق سياسي، وبدا قرار وقف إطلاق النار مساهماً في إعطاء بعض الغطاء السياسي لتحقيق مكاسب عسكرية للروس جنباً إلى جنب مع القوات الإيرانية وجيش الأسد الذي يهيمن عليه العلويون، بما في ذلك تطويق مدينة حلب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوروبيين وإسرائيليين قولهم إن وقف إطلاق النار قد يعطي الأسد السيطرة الدائمة على سلسلة من المدن الكبرى؛ من دمشق إلى حمص إلى حلب التي أصبحت الآن بشكل متزايد في سيطرته؛ وذلك بفضل الدعم الروسي والإيراني، وقد وتبدأ سيطرته على أراضٍ أخرى لجماعات المعارضة السنية المدعومة من واشنطن والدول العربية بحسب الصحيفة.