قال نجيرفان بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق إن «المملكة العربية السعودية تشكل عمقا استراتيجيا للعراق ومن الأفضل تمتين العلاقات بين بغداد والرياض بدلا من تعريض تلك العلاقات للتهديد»، مشيرا إلى أن «الفرصة متاحة أمام العراق لمد جسور التعاون والانفتاح وبناء علاقات الطيبة بين العراق وبقية دول المنطقة وخاصة العربية منها من أجل مصلحة شعبنا العراقي».
وأعرب بارزاني في تصريح خص به «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من أربيل أمس، عن استغرابه الاتهامات التي أطلقها أخيرا نوري المالكي، رئيس الحكومة العراقية ضد المملكة العربية السعودية باعتبارها راعية وداعمة للإرهاب. وتساءل قائلا: «ما سبب هذه الاتهامات وفي هذا الوقت بالذات»، مشيرا إلى أنه «لم نعرف من قبل رعاية السعودية لأعمال إرهابية في العراق، ولم نطلع على ملفات اتهام ضدها باعتبارها مسؤولة عن تجنيد أو تقديم عون لمنظمات أو جماعات إرهابية في العراق».
وأضاف رئيس حكومة إقليم كردستان العراق قائلا إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كان قد أصدر قوانين وقرارات مشددة ضد الإرهاب وإرهابيين وسمى منظمات وأحزابا بعينها باعتبارها إرهابية، وجرم أي مواطن سعودي يقاتل أو يقوم بأعمال إرهابية حتى خارج حدود المملكة وأصدر عقوبات مشددة ضد من تثبت عليه تهمة الإرهاب في الداخل والخارج. وتساءل بارزاني: «كيف يجري اتهام السعودية بأنها راعية للإرهاب مع كل هذه القوانين والقرارات». وقال: «أستغرب أن يأتي اتهام السيد المالكي للسعودية برعايتها للإرهاب في العراق بعد يوم واحد من إصدار (السعودية) هذه القوانين والقرارات التي تحارب الإرهاب والإرهابيين».
وقال بارزاني إن: «العراق اليوم بحاجة لبناء وتقوية علاقاته مع دول المحيط العربي والإقليمي بدلا من تعريض تلك العلاقات للخطر، فالعراق بحاجة لأشقائه العرب ولأصدقائه من غير العرب، خاصة وأن البلد يمر بأزمات أمنية وسياسية حقيقية تهدد المسار الديمقراطي الذي ناضلنا جميعا وعملنا من أجل تحقيقه، إذ قدم العراقيون بجميع أطيافهم القومية والدينية والسياسية الكثير من التضحيات الجسيمة من أجل تحقيق الديمقراطية».
وعبر بارزاني عن اعتقاده بأن مثل هذه التصريحات، التي أطلقها رئيس الحكومة الاتحادية، «قد تأتي لأغراض انتخابية محدودة»، متمنيا «الاستفادة من جميع الفرص التي تتاح أمامه لانفتاح العراق على الجميع ومد الجسور لإقامة علاقات أفضل مع دول العالم من أجل ازدهار البلد والاستفادة من تجربة إقليم كردستان في هذا المجال».