نهضة القومية الكوردية تنبئ بتغيرات جذرية في الشرق الأوسط

Share Button

1155425118831نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن المؤرخ الأمريكي غابريل شينمان، أن خريطة الشرق الأوسط قد تكون على أعتاب تغيرات جذرية كبيرة، ونهضة القومية الكوردية تهدد بشكل كبير إعادة رسم حدود منطقة الهلال الخصيب.

ونقلت الكاتبة القطرية هدى الحسيني، أن المؤرخ الأمريكي أشار في دراسة أعدها مؤخراً، أن التطورات الجارية في كوردستان العراق، والهدنة بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني، وتخلي النظام السوري عن شمال شرقي سوريا الكوردي تؤكد على هذه التغييرات.

ويشير شينمان بحسب الصحيفة السعودية، أن اتفاقية سايكس – بيكو القائمة على حلف سري فرنسي – بريطاني – روسي أصبحت خريطة الدول اليوم، حيث أبقى الأوروبيون الكورد (25 مليونا) مفرقين بين أربع دول..بعد سقوط «اتفاقية سيفر» عام 1920 التي أنهت الحرب بين العثمانيين والحلفاء عندما قضت القوات التركية على القوات اليونانية والأرمنية، مشيراً إلى أن المفاوضات بين الدول المنتصرة أتت بـ «اتفاقية لوزان» التي أنهت أحلام كوردستان الكبرى، وأرمينيا الكبرى ورسمت حدود تركيا اليوم.

ويتفهم الكاتب تردد الغرب في إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، وذلك من أجل المحافظة على “الإستقرار العالمي”، رغم أن أوروبا هي نتيجة قرن من الإنقسامات، والإنشقاقات، وحروب من أجل حق تقرير المصير.

ويضيف شينمان: إن “مبدأ حق تقرير المصير جرى التفكير فيه بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، لكنه لم يتحقق بالكامل، فالنقاط الأربع عشرة التي وضعها الرئيس الأميركي وودرو ويلسون أشارت بالتحديد، بعد سقوط السلطنة العثمانية، إلى حكم ذاتي لكل الأقليات غير التركية، لكن ذلك لم يتحقق.

يقول شينمان: “الخريطة السياسية للمنطقة عام 1930 تبدو متطابقة تقريبا للخريطة ذاتها عام 2013، في نظر الغرب أن لهذه الحدود حرمتها وقدسيتها، إلى درجة أن الأميركيين والأوروبيين سفكوا الدماء كي لا تتغير”. التدخل الغربي في سوريا قد يكون لهذا الهدف، ومع الثورات الجارية التي تمزق النظام الجديد في الشرق الأوسط، فإن واشنطن، وباريس ولندن وموسكو تبقى متفقة وملتزمة بالدفاع عن الوضع الراهن”.

يقول الكاتب: “على أوروبا بالذات أن تنظر إلى تطورها الجيوسياسي للاسترشاد، إذ عُرف تاريخ أوروبا الحديثة بظهور تدريجي لدول من قومية واحدة برزت من رماد الإمبراطوريات المتعددة الأعراق، هذه العملية التي اعتمدت حق تقرير المصير أدت في النهاية إلى أطول فترة سلام في تاريخ أوروبا (…) واضعة هذا في الاعتبار بأن على الدول الأوروبية أن لا تقف في طريق (بلقنة الشرق الأوسط)”، خصوصا أن أحد المراقبين المخضرمين قال: “إن أسطورة الدولة العربية القوية والمتماسكة، انتهى عمرها”.

و يصل الكاتب إلى خلاصة بأن وضع نهاية لنظام سايكس – بيكو لا يعني إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بعيدا عن واشنطن.. إنه مثل بلقنة أوروبا؛ سيكون بطيئا إنما ثابت.. ربما يحتاج إلى عقود، لكن الخطوات الأولى نحو الإستقلال بدأت: عام 2011 انشق جنوب السودان على أسس عرقية ودينية، وسقوط نظام القذافي يهدد بنقل السلطة، كما في السابق، إلى دويلات المدن، وأيقظ الحركة البربرية المكبوتة منذ زمن.

ويضيف شينمان، أن الأحداث على الأرض ستدفع إلى إنهاء سايكس – بيكو، سواء كان سببها القومية الكوردية، أو تراجع العلويين إلى مناطقهم، أو الأخوة بين العرب السُنّة، لكن الشيعة العرب في بغداد، والسُنة العرب في دمشق، والموارنة في بيروت، والعلويين في اللاذقية، و الكورد في أربيل، واليهود في تل أبيب، والسُنة الأتراك في أنقرة، والشيعة الفرس في طهران، سيظلون في تنافس، لكن المخاطر التي تتقلص يمكن أن تؤدي في النهاية إلى منطقة أكثر استقرارا وسلاما.

PUKmedia

 

 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الرفيق محمد عيسى رفي في ذمة الخلود

ببالغ الحزن والأسى تنعي اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا الرفيق المناضل ...