كشف لؤي صافي الناطق باسم الائتلاف السوري في مقابلة خاصة مع ‘القدس العربي’ أن النظام مطالب بالتجاوب إيجابا مع مسار المفاوضات الدولية المرتقبة بعد أيام وفق بيان جنيف لتسليم السلطة، والموافقة على تشكيل هيئة انتقالية لتسيير البلاد. وأكد أنه في حال تنصل النظام من الالتزام بهذه التوافقات والبنود المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1108، سيجتمع مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع للتحرك وفق هذا الإطار، وهذا بعد تقديم الوسيط الأممي الأخضر الإبراهيمي تقريره النهائي لمجلس الأمن في ختام جولات جنيف.
وبخصوص مدى تخوف المعارضة من استنزاف قدراتها في دخولها في حرب معلنة مع الدولة الإسلامية في العراق والشام، يؤكد ممثل الائتلاف أنه ‘تم تجنب الدخول في مواجهة مع ‘داعش’، حقنا للدماء وصبرنا على كل ممارساتها، لكن تبين أنها حليفة للنظام ولذلك يضطر الجيش الحر لمحاربتها ومواجهتها لأنها الأسوأ في قمعها وإجرامها على السكان ومحاولتها السيطرة على الأراضي الخاضعة لإدارة المعارضة’. وعند سؤاله عن الدلائل والقرائن التي تؤكد ولاءها للنظام اكد قائلا ‘لدينا وثائق بالأسماء والألقاب لقادتها الذين كان أغلبهم من العاملين في القوات الخاصة التي تحمي بشار الأسد وجماعته، ومن فرق النخبة القريبة من دوائر النظام، إضافة إلى العناصر المنحدرة من البعث العراقي، وهي في الأخير تعمل من أجل هذه العصبة ولصالحها’.
جاء ذلك فيما حاول رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا امس الثلاثاء في موسكو اقناع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالضغط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد للقبول بتشكيل هيئة حكم انتقالي.
وجرى اللقاء بين الجربا ولافروف بعدما اخفق مؤتمر جنيف 2 حول السلام في سوريا في احراز اي تقدم ملموس.وانتهى اللقاء بين الجربا ولافروف من دون ان ترشح معلومات كثيرة عما دار خلاله.وخلال مؤتمر صحافي عقد في وقت لاحق، اعلن الجربا ان موسكو تولي ‘الكثير من العناية’ لموقف المعارضة.وأكد الجربا ان المعارضة السورية وضعت لائحة بأسماء مرشحين للانضمام الى هذه الحكومة الانتقالية.
وأضاف ‘لكننا مستعدون لابداء مرونة في ما يتعلق بالترشيحات ومستعدون للحوار. نحن نعي ان هذه اللائحة يجب ان يوافق عليها الطرفان’.
وبعد اعلان الجانب الروسي ان وفد النظام السوري سيحضر اجتماعات جنيف المقررة في 10 شباط / فبراير المقبل اعتبر كبير مفاوضي الوفد المفاوض للائتلاف الوطني السوري هادي البحرة إعلان الروس ‘استعداد نظام الأسد حضور الجولة الثانية من مفاوضات جنيف، دليلا على عدم استقلالية الأخير في اتخاذ قراره، وأنه مرغمٌ من قبل روسيا على حضور جنيف2 تنفيذا لقرار 2118′، واستغرب الناطق الرسمي للائتلاف الوطني لؤي الصافي تلميحات الإبراهيمي إلى ضرورة توسيع الوفد المفاوض للائتلاف وقال: ‘إن تدخل الإبراهيمي غير مقبول في تحديد ماهية الوفد المفاوض’. وتساءل الصافي ‘من أين يستمد الإبراهيمي معلوماته أو حتى كيف يمكن له أن يحدد ماهية الوفد إن كان ضيقا أو واسعا’. فيما قال ميشيل كيلو عضو الائتلاف تعليقا على اللقاء الجاري بين الائتلاف والروس: ‘أتينا إلى موسكو كي نطلب من الروس أن يمارسوا ضغوطاً على النظام ليقبل بوثيقة جنيف 1 أولاً بدون أية تحفظات، وأن يبدأ بها حسب قرار مجلس الأمن الدولي بدءاً بتشكيل هيئة حكومة انتقالية، لأن النظام يريد أن يبدأ بوقف إطلاق النار وإدخالنا في متاهة تفاصيل لها أول وليس لها آخر، في ظل انقسام وحرب وتطاحن’.