منبج السورية.. مدينة التعايش الكوردي العربي

9/5/2013

أكد عدد من قادة المجلس الثوري في مدينة منبج أن العلاقة بين الكورد والعرب وبقية المكونات في مدينتهم تتميز بالتعايش السلمي بينهم، آملين أن تقتدي جميع المناطق المحررة من قوات النظام السوري بذلك النموذج حتى تكون مثالاً ناصعاً لوجه سوريا المستقبل.

ومدينة منبج السورية التي كانت تتبع إداريّاً لمحافظة حلب ( 80 كم شمال شرقي مدينة حلب)، ويبلغ تعداد سكانها حوالي 200 ألف نسمة حسب التعداد السكاني لعام 2004، يسكنها خليط من الكورد والعرب والتركمان والشركس، وهي مدينة قديمة وأثرية تحولت إلى مركز محافظة بعدما أشارت جريدة الوطن المؤيدة للنظام في عددها الصادر بتاريخ الثلاثاء 2.4.2013  إلى إستحداث ثلاث محافظات جديدة كانت منبج من بينها.

ويبلغ تعداد الكورد في المدينة ما بين 35- 40 ألف مواطن كوردي يعيشون فيها منذ عشرات السنين وهاجروا اليها من مناطق كوباني وريفها، وتتميز علاقاتهم مع بقية مواطني المدينة بالاحترام المتبادل حسب ما لمسه PUKmedia أثناء جولته في المدينة.

وقال علي الجاسم عضو المجلس الثوري لمدينة منبج وهو معتقل سياسي سابق لدى أجهزة النظام وأحد أبرز الوجوه المعارضة في المدينة لـ PUKmedia أن الكورد في المدينة ساهموا بفعالية مع الفصائل المعارضة أثناء تحرير المدينة حيث لعبوا دوراً هاماً في حماية المنشآت ومن بينها مستودعات الأغذية والحبوب من السرقات لأنها ملك للشعب ولأن هدف المعارضة هو إسقاط النظام وليس إسقاط الدولة ومؤسساتها.

وتنشط في المدينة الحركات السياسية الكوردية، إذ أن كل من حزب الإتحاد الديمقراطي PYD والحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا افتتحا مقرات حزبية في المدينة إضافة لوجود منظمات لأحزاب كوردية أخرى كحزب آزادي، وأكد عدد من الناشطين الكورد أن عدة مجموعات سياسية وعسكرية تابعة للمعارضة تنشط في المدينة ويهيمن عليها تيارات إسلامية معتدلة، إلا أن كثرة الكتائب المسلحة التي يبلغ تعدداها العشرات والانشقاقات المتوالية في صفوفها مما يؤدي إلى حدوث اشتباكات مسلحة فيما بينها، حينها يبادر الكورد إلى لعب دور التهدئة فيما بين تلك المجموعات لوجود احترام خاص للكورد.

ويتهم علي الجاسم في تصريحه لـ PUKmedia، القوى السياسية التي أسماها ” معارضة الخارج ” وبعض الأحزاب العربية باستغلال المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة لفرض هيمنتها على القوى الثورية في الداخل، داعياً تلك الأطراف بالترفع عن هذا الأساليب التي تشوه وجه الثورة، وتقدير حجم التضحيات التي قدمها الشعب السوري.

وقد أكد عدد من المعارضين السوريين في المدينة أنهم فوجئوا بموقف الكورد من القضايا الوطنية السورية كون النظام السوري مارس سياسة دعائية اتهم الكورد فيها بأنهم انفصاليون ويسعون إلى تقسيم سوريا وإلحاق جزء منها بدولة أجنبية، إلا أنهم وجدوا في الكورد  حرصاً كبيراً على سوريا وثورتها، حيث أشاروا أنهم تعرفوا عن قرب لمعاناة الكورد السوريين خلال حكم نظام البعث.

وأشاروا في تصريحات لـ PUKmedia، أن موقف الشارع السوري بات يتقدم على موقف المعارضة السورية في مقاربتها للقضية الكوردية، داعين الإئتلاف السوري لقوى المعارضة إلى إتخاذ موقف واضح وشفاف من القضية الكوردية والإقرار بحقوق الشعب الكوردي، وضمان حقوقهم في سوريا المستقبل، كونهم جزء أصيل من المجتمع السوري، ولهم الحق ككل السوريين في ضمان مستقبل آمن والاعتراف بهويتهم وإقرار حقوقهم دستورياً.

يذكر أن منبج خرجت عن سيطرة النظام السوري في بداية الشهر السابع من عام 2012 وهي منطقة أثرية أطلق اليونانيون عليها اسم “هيرابوليس Hierapolis” أي المدينة المقدسة لما لها من حرمة دينية لدى سكانها.

PUKmedia 

إبراهيم خليل / منبج السورية