تقع عامودا على ضفتي نهر الخنزير(çeme dare))كم كانت جميلة هذه المدينة، كان ناسها متآلفون وكأنهم أسرة واحدة يفرحون لبعضهم ويحزنون على بعضهم؟
وهاجر الكثير من سكان مدينتي ورفاق طفولتي فتحولت إلى مدينة ألأشباح بالنسبة لي؟آه ياأم العباد هل يتذكرك أولادك،
ورد ذكر مدينة عامود منذ سنة (1267) هـ وذكر أن فيها 70 بيتاً وفيها مسجد وكنيسة، وهذا يفيدانها كانت قرية عامرة قبل مائة وخمسين سنة. والمؤشرات الحضارية تدل على وجود بشر في منطقة عاموده، جغرافياً يوجود تلال أثرية في عاموده منها تل عاموده(الكمالية) وتل المال (موزا) وتل حطين (شاغر بازار ) وهذه التلال تم الكشف والتنقيب فيها عن الآثار فكانت تعود لحضارات قديمة عمرها يتجاوز ثلاثة آلاف سنة . وتتالت أقوام عديدة للسكن في هذه المنطقة اثر الفتوحات الإسلامية وأخذت تسميات عدة مثل ديار مضر وديار ربيعة. و في العهود المتأخرة أصبحت عاموده بلده تابعة لولاية ماردين في عهد الحكم العثماني . ثم استقلت عنها بعد تشكل الحدود .
وأصبحت تابعة لمحافظة ألحسكة وقسمت عاموده بين دولتين فتلها بقي في تركيا والبلدة في سورية هذا قدرك يامدينتي. وبعد دخول القوات الفرنسية إلى سورية وفرض حمايتهم عليها، أصبحت عاموده مركزاً لناحية إدارية عام \1926\ تابعة لقضاء قامشلي . وبقيت كذلك حتى الاستقلال عام \1946\ . تعرضت عامودة للقصف الجوي من قبل الفرنسيين ،عام \1936\ حيث أحرقت فرنسا الدور ثم أغارت خمس طائرات على المدينة وكان الهدف إخماد الروح الوطنية لدى أهالي عاموده وتهجيرهم إلى تركيا والقرى المجاورة . ويُعَرف هذا التاريخ بتاريخ (الطوشة) ” وقدمت هذه المدينة لثورة الجزائر وبتاريخ 13 تشرين الثاني 1960 قرابة (250) طفلاً شهيداً احترقوا في السينما التي كانت تعرض شريطاً سينمائياً خصص ريعه للثورة الجزائرية. ولم يعرف سبب تسمية عاموده بهذا الاسم ، إذ لا توجد مراجع موثوقة حول سبب التسمية ، ويتداول المسنون قصة أسطورية تفيد أن ابنة ملك ماردين ولدت سفاحاً وأمرت بإبعاد ابنها فعلقه المكلف لهذه المهمة على عامود نصب فوق تل عاموده وعندما اكتشفته قافلة مرت من ذلك المكان ، تناقل القوم قصة العامود والطفل وأصبحت المنطقة تعرف باسم العامود . ثم عندما بنيت البلدة أطلق عليها اسم عاموده ،
سكانها مقيمون فيها منذ تأسيسها و وفد إليها من القرى المجاورة ومن تركيا قبل الاحتلال الفرنسي . عدد كبير من الأسر فأصبحت بلدة عامرة بالمساجد والكنائس ، وبدأت تزداد نسبة السكان رغم وجود هجرة داخلية من عاموده ، وتشتهر عاموده بالكرم وحسن الضيافة والتعاون لذلك لم تظهر حاجة لبناء فندق للمنام.وتشتهر بالأخلاق الفاضلة والعلم حيث ترتفع نسبة العلماء والأدباء في مدينة عاموده مقارنة بالمدن الأخرى .
وندعو إلى الله أن يحمي عاموده من غل الحاقدين عليها،وتدعوا من الله أن يجعل شتاء مديني غزيرة بإمطارها ليمتلئ الينابيع وتفيض ،لتجري المياه في النهر لتعود الحياة إلى طبيعتها؟ ونرجو من الله أن لايكون الفيضانات قوية حتى لا تغمر مدينتي فتغرق ألأخضر واليابس.
الديمقراطي