رأت مجلة “الايكونوميست” البريطانية في تقرير لها امس أنه ليس من المحتمل أن تتغير الصعوبات التي يواجهها الصحافيون الأجانب في سورية وخاصة في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في القريب العاجل , واعتبرت المجلة أن صعوبة التغطية الإعلامية حول ما يحدث في المناطق التي تتواجد بها المعارضة السورية مكنت نظام الاسد في بداية الثورة السورية من سرد رواياته حول ما يحدث في تلك المناطق .
ولفتت المجلة إلى أن نظام الاسد ادعى بعد ستة أشهر على الانتفاضة السورية في عام 2011 أن قناة الجزيرة القطرية وضعت نماذج لمدن وساحات سورية بهدف تنظيم احتجاجات وهمية في سورية، كما أصر النظام الحاكم على أن الوضع في سورية كان هادئا للغاية، إلا أن الصحافيين البواسل الذين استطاعوا أن يتسللوا إلى داخل البلاد بمساعدة شباب المعارضة السورية، وهم مسلحون بكاميراتهم بالإضافة إلى معدات تحميل الصور عبر الأقمار الصناعية أثبتت في وقت لاحق أن ادعاءات النظام الحاكم كانت هراء، حيث أظهروا قمع قوات الرئيس السوري بشار الأسد للثورة الشعبية.
وأضافت المجلة أنه بعد مضي عامين كاملين، وعلى الرغم من قتل جيش النظام في بادئ الأمر للصحافية الأميركية ماري كولفين في حمص العام الماضي، وإلقائه القبض على العديد من المراسلين الأجانب الذين وقفوا بجوار المعارضة السورية، إلا أن نظام الاسد اكتسب خبرات وأصبح أكثر دهاء في التعامل مع وسائل الإعلام عما اكتسبتها المعارضة السورية.
وأشارت المجلة إلى أن الوضع في سورية الآن يغاير ما حدث سابقا، حيث يتخوف الصحافيون من التعرض للخطف على أيدي قوات المعارضة والتي من المفترض أن تؤمن لهم الحماية، لافتة إلى مطالبة إحدى المواقع الإلكترونية التابعة لأحد الجهاديين للمقاتلين في سورية بخطف جميع الصحافيين، الذين يتهمونهم في بعض الأحيان بالتجسس لصالح النظام ، وأضافت المجلة أن عمال الإغاثة الأجانب أيضا يتم استهدافهم في سورية , وأشارت المجلة إلى أن النظام استفاد من أفعال المعارضة السورية، حيث أصبح أكثر سخاء مع الصحافيين