نشرت مجلة (الأتحاد الاوربي) في عددها الأخير موضوعاً للكاتب المعروف (ستروان ستيفنسن) تحدث فيه عن بدء مرحلة جديدة من الحياة الهانئة لمواطني أقليم كوردستان وقال فيه:
إقليم هادىء ومتطور
في الوقت الذي تشهد غالبية مناطق العراق أعمال عنف يومية وتفجيرات أرهابية تودي بحياة العشرات من المواطنين، فأن إقليم كوردستان يستقبل زواراً أجانب عن طريق مطار أربيل الدولي، وهو أحد المطارات اللافتة للأنظار وتم تشييده بمبلغ (380) مليون دولار هذا في حين أن الأقليم يعيش ويحظى بأمان وإستقرار مشهود و يعتبر العديد من الخبراء والمتخصصين مدينة أربيل العاصمة ويصفونها بأنها (دبي الجديدة) ثم أن أقليم كوردستان يشبه سكتلندا في كثير من الاوجه فهو منطقة بديعة وجبلية ومواطنوه أناس يعملون بكل جدية وتعرضوا على مدى التأريخ الى العديد من الإضطهاد والقهر وهو الآن له حكومته وسلطته الذاتية ويتولى رئاسته البيشمركة الصامد – مسعود بارزاني.
ولإقليم كوردستان أهميته الكبرى في مجال النفط والغاز وينص الدستور العراقي على تخصيص نسبة 17% من الموازنة العاصمة لهذا الأقليم وتضيف: هنا ينتهي التماثل بين أقليم كوردستان وسكتلندا، لآن للإقليم قوته العسكرية المستقلة وهي (قوات البيشمركة) حيث سيطر زهاء (130) ألفاً من البيشمركة – بعد تحرير العراق في عام 2003 على المناطق الحدودية بين الأقليم وباقي مناطق العراق ولا يسمحون بتسلل الأرهابيين و (الأنتحاريين ) اليه وتقديراً لمساعي وسهر حكومة إقليم كوردستان وسياستها الناجحة فأن وزارة الخارجية البريطانية قد دعت البريطانيين لعدم زيارة العراق إلا أن بامكانهم زيارة الأقليم من دون خوف أو قلق ولا ننسى أنه لم يقتل أي مواطن أجنبي في إقليم كوردستان منذ عام 2003 وأنه قد تم إفتتاح العديد من الفنادق الراقية والمراكز التسويقية (المولات) في أربيل عاصمة الإقليم وتتوفر فيها جميع متطلبات المواطنين والسياح ثم أن المجتمع الكوردي هو مجتمع منفتح وكثيراً ما يجتمع الأجانب والسياح في الكازينوهات والمطاعم.
قطاع النفط والعلاقة مع تركيا
بامكان قطاع النفط أن يكون مصدر مزيد من الأنتعاش والتطور للاقليم ويقول المسؤولون فيه أن إقليمهم سيتمكن من أنتاج مليوني برميل من النفط يومياً قبل عام 2019 ما يعني أن إقليم كوردستان سيكون منتجاً رئيساً للنفط ويتقدم على العديد من البلدان في هذا الجانب مثل ليبيا وقد تسبب النفط في توتر العلاقات بين أربيل وبغداد..
وهو ذات السبب الذي دفع القيادة السياسية الكوردستانية للتفكير أكثر من أي وقت مضى ، في الإستقلال وكان الطموح الأكبر للكورد إنشاء (كوردستان كبرى) تضم أجزاء كوردستان في ايران والعراق وتركيا وسوريا حيث يبلغ تعداد الكورد الآن أكثر من (40) مليون نسمة ويكون الكورد بذلك أحد أكبر المكونات الأثنية في العالم والتي ليس لها دولتها المستقلة حتى الآن.
صحيح أن تركيا وايران تعارضان تأسيس دولة كوردية مستقلة: إلا أن تركيا قد فتحت حدودها مع الأقليم وتساعد على إنعاش أكبر وتقدم أوفر لإقليم كوردستان وهناك عدد كبير من الشركات التركية تعمل في مجال الإستثمار في أربيل وسائر مدن الأقليم، ما امن إنتعاشاً حقيقياً للبنى الإقتصادية لأقليم كوردستان ومن المقرر أن يتم إنشاء أنبوب ناقل للنفط بين الإقليم وتركيا قبل حلول عام 2014 وأن العلاقات قد بلغت حداً دعا معها الزعيم المعتقل لحزب العمال في شهر آذار الماضي لأعلان وقف اطلاق النار من قبل مقاتليه والأنسحاب من داخل الأراضي التركية وأعلن خطة على (3) مراحل لحل القضية الكوردية في تركيا وهو المقترح الذي رحب به رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وكان ذلك بمثابة تحول كبير لآن الكورد قد تعرضوا في السابق الى أقسى حملات القهر والأبادة من قبل نظام صدام ونفذ فيهم عمليات الأنفال العنصرية في عام 1988 واستمرت لغاية عام 1989 وتمثلت في تدمير أراضيهم ومدنهم ومجمل الحياة في مناطقهم باستخدام السلاح الكيمياوي ومختلف الأسلحة المحرمة دولياً ضدهم وكان أن قتل زهاء (180) ألف كوردي في عمليات الأنفال مع تدمير تام لأكثر من (4500) قرية وهدم المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس ما تسبب في (غضب ) المجتمع الدولي ونتج عنه أنهاء ذلك النظام العنصري إلا أن الحياة قد عادت الى أرض الإقليم من جديد إيذاناً ببدء مرحلة جديدة فقد تم أفتتاح أعداد كبيرة من المدارس والجامعات في أقليم كوردستان أي أن مستقبلاً أفضل ينتظر الجيل الجديد ثم أن المواطنين من المناطق الآخرى للعراق ومن سوريا أيضاً يتوجهون الى أقليم كوردستان طلباً للأمان والإستقرار والأمر هكذا فأن على الغرب أن يوجه شكره لرئيس أقليم كوردستان مسعود بارزاني ورئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني على المساعدات التي يقدمانها للأجئين.
ويختتم ستينفسن مقاله بالقول: أن إقليم كوردستان هو إنموذج ناصع ويبلغنا كيف يكون الأمان والإستقرار سبباً في إنعاش القطاع الإقتصادي وتهيئة فرص العمل والإستثمار والتقدم في هذا الإقليم.
* ستروان ستيفنسن هو عضو في برلمان الإتحاد الاوربي ومسؤول وفد الإتحاد لتطوير العلاقات العراقية الاوربية.