الشعب الكردي يكاد أن يكون الشعب الوحيد على الأرض الذي يناضل من أجل حقوقه التي سلبها الاستعمار وأبقاها طي النسيان، طالبت الكثير من المنظمات الحقوقية وبمعيتها أحرار العالم مرارا وتكرارا بإعطاء الأكراد حقوقهم كحال بقية الشعوب، التي نالت حرياتها وكرامتها، إلا أن الأمم المتحدة لا حياة فيها، ربما تنتظر قبلة الحياة من واشنطن ومعرفة رغباتها وأجندتها!
… وهل استقلال كردستان سيضر بالأمن القومي الأميركي، وهل أمن إسرائيل معرض للخطر، وغيرها من أوهام مريضة ما زالت تعشش في مخيلة العم سام!
الشعب الكردي لا يزال أسيرا بيد أنظمة حاكمة لا تمت إليه بأي صلة، وناله منها ما يناله العبد من السيد، حيث العبودية ومسح الهوية وانتهاك الحقوق الإنسانية، من يصدق أن شعبا كالشعب الكردي والبالغ تعداده الخمسين مليوناً لا وطن لديه رغم أصالته وقيمه وإرثه التاريخي، شعب شُتت شمله وضاع أمله بين الأماني والوعود الدولية الكاذبة التي لم يترجم منها شيء على مدى عقود مضت، ورغم قساوة الظروف، إلا أن قيام حكومة قوية في كردستان العراق أثبت للعالم أن هذا الشعب جدير بالاحترام، ويستحق الدعم الكامل لقيام دولته كردستان الكبرى الموحدة، ولك أن تنظر إلى الشمال العراقي حيث الاستقرار السياسي والازدهار يسودان تلك المنطقة، بينما العمليات الإرهابية والعنف يضرب أطنابه في الوسط والجنوب العراقي، وهذا بحد ذاته شهادة وافية وكافية لاستيفاء الأكراد شروط عضوية الأمم المتحدة.
ولهذا نرى أن قيام كردستان الكبرى يتطلب دعما دوليا وقبلها دعما خليجيا، لما لها من إيجابيات عديدة وكثيرة، ستعود بالنفع حتما على استقرار منطقة الخليج العربي خصوصا والشرق الأوسط عموما، فهل سيتحقق الحلم الكردي أم تتصدى له أميركا كما تصدت له بريطانيا أوائل القرن الماضي، حيث وأدت آمال وتطلعات الأكراد القومية المشروعة؟!
الراي الكويتية