في مقالٍ للسيد كيلو نُشر اليوم في جريدة العربي اللندنية، يدعو إلى أم المعارك كقائده صدام حسين المقبور؛ حيثُ لم يدعو السيء الذكر إلى أم المعارك ضد الطاغية بشار الأسد، بينما يدعو اليوم إلى معركة وحربٍ ضد الشعب الكُردي، مبرراً دعوته تلك لما يجري الآن في مدينة كوباني الكُردستانية، وذلك عندما يقول: “لأن انتصارهم (أي القوات الكُردية على داعش) يفتح باب الشراكة بينهم وبين التحالف الدولي، مع ما يمكن أن يترتب عليها من دعم غربي لكانتون خاص بهم في سورية، مفتوح على كيان كردي كبير يتجاوزه، يلغي قيامه سايكس بيكو، ويعيد الأمور إلى ما كان قد قرره مؤتمر سان ريمو…”
يتوضح من مقال كيلو وتحليله المليء بالحقد على الشعب الكُردي وطموحاته، أنه يتبنى التقسيم الجغرافي لاتفاقية سايكس بيكو، عندما يتعلق الأمر بالشعب الكُردي، أما بخصوص فلسطين و(الأمة العربية، الوطن العربي)، فإنه ضد اتفاقية سايكس بيكو وتبعاتها على الأمة العربية، كما أنه لا يختلف عن القومجيين العرب بكل انتماءاتهم وألوانهم، فهو يرى خطورة إقامة كيان كُردي على الأمة العربية، فيدعو إلى توحيدها ومواجهة الغرب المتعاطف مع الكُرد ليطرح التساؤل التالي على النظامين السوري والتركي ” هل سيفتح دفاع الكيانين، التركي والسوري، عن نفسيهما، أبواب تعاونٍ نوعي بينهما، ينتج شراكة تجمعهما على أسس واحدة، تفضي سورية إلى تأهيل الجيش الحر وتسليحه، واحتواء المخاطر المحتملة على تركيا وسورية …”!!!!!
وهنا مربط الفرس، عندما يوجه رسالته للنظامين حول خطورة حصول الشعب الكُردي على حقوقه في سوريا، منوهاً النظام التركي بأن أي تطور يفضي إلى بناء كيان كُردي سينعكس سلباً على الدولة التركية، التي قد تتعرض لتغييرات جغرافية تودي إلى تفتيت تركيا الحالية.
وينصح السيد ميشيل كيلو النظامين بضرورة التعاون مع الغرب ومحاربة “داعش” لكسب ود التحالف الدولي، والالتفاف على الدور الكُردي المتصاعد في المنطقة، لا بل يُجرد نفسه من كل القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والشعوب، عندما يدعو علناً إلى معركة حاسمة باسم “أم المعارك”، أي أن نكون أو لا نكون ضد المشروع التحالف الغربي، الذي أظهر حقده على العرب ولم يحرك ساكناً عندما تعرضت المدن العربية للقصف والمجازر، معتبراً تدخلهم في مدينة “كوباني”، ليست إلا حجةً ومدخلاً لتنفيذ المؤامرة الدولية على العرب والمسلمين.
ويتضح يوماً إثر آخر، حقيقة من يدعي العلمانية والتفكير الحر، فقبلها وصف كيلو في حديثه بمدينة سري كانيه (المعربة إلى رأس العين) بأنه النصرة ليست منظمة إرهابية، بل أنها جزء من الجيش السوري الحر واتجاه متفتح وعلماني الفكر والعقيدة، وذلك في اجتماعٍ جمع طرفي الصراع (جبهة النصرة وقوات YPG) بوساطة الائتلاف والهيئة الكُردية العليا.
وباعتقادي أن حدوث تطورات لصالح الكُرد مستقبلاً، لا يستبعد أن يدعو كيلو وأمثاله إلى وحدة الأمة العربية من المحيط إلى الخليج إلى حربٍ مصيرية ضد الكُرد.!!!!!!