عاد أمس الخميس 17-5-2018 الجدل حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية إلى واجهة الأحداث، بعد نحو شهر من هجوم «دوما الكيماوي»،
والذي تبعه ضربات نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على مواقع للنظام السوري. إذ اتهمت لندن أمس دمشق بمواصلة إنتاج الأسلحة الكيماوية «سراً»، فيما لوحت باريس بـ «ضربات جديد حال تم استخدام الكيماوي».
وقبل ساعات من عقد مجلس الأمن أمس، جلسة مغلقة شهرية لمناقشة ملف الأسلحة الكيماوية السورية، أشار نائب مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة جوناثان آلين، في تصريحات صحافية إلى أن السلطات السورية لم تقدم حتى الآن المعلومات الكاملة حول أنشطتها في هذا المجال «مبررة ذلك في كل مرة بذرائع لا تحصى». وأضاف: «إذا لم يستخدموا حقاً الأسلحة الكيماوية، وإذا كانت روسيا صادقة عندما تزعم أنهم لا يقومون بذلك، فلماذا لم يستكملوا حتى الآن صياغة استمارتهم الأساسية (الضرورية للانضمام إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية) ولم يجيبوا عن الأسئلة التي طرحت عليهم لاحقاً؟». وزاد: «إن عدم قيامهم بذلك يثير شبهات لدى الجميع، وهناك سبب وراء عدم رغبتهم في إكمال الاستمارة والرد على الأسئلة، وهو مواصلتهم تنفيذ برنامج سري لإنتاج الأسلحة الكيماوية».
وتوقفت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي صلاحيات آلية التحقيق المشتركة للمنظمة والأمم المتحدة، ولم يتمكن الدول الأعضاء في مجلس الأمن بعد من التوصل إلى اتفاق حول تشكيل آلية جديدة.
من جانبها لم تستبعد وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، توجيه بلادها ضربات جديدة إلى سورية في حال استخدمت أسلحة كيماوية، وشددت بارلي في تصريح لإذاعة «آر تي أل» على أنه «لا ينبغي استخدام الأسلحة الكيماوية ومن الضروري محاربة ذلك». وكررت دفاعها عن الضربات الغربية ضد مواقع في سورية، «الهدف منها منع دمشق من تكرار الهجمات الكيماوية». وقالت: «إذا حدث هذا مرة أخرى، يمكننا أن نقرر مجدداً توجيه ضربات جديدة».
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، أكد أن الهدف من الضربات «تحقق»، ملوحاً بتدخل جديد «إذا تم كسر الخط الأحمر».