ايتها السوريات أيها السوريون…
يا أبناء شعبنا العظيم يا ثورة العزة المنتصبة إكليلا على جبين الغار… نقف اليوم على صدع يفصل العالم كله… بين حاملي لواء الحرية المجبول دما … ونظام الكيماوي الذي يكتب نهايته ببراميل نار يلقيها فوق أجساد طرية بلون الطفولة. تلك الطفولة المتفتحة …بالتأكيد…زهرا ورياحين فوق مقابر الطغاة، ولو بعد حين. ننطلق اليوم في محطة جديدة في ثورتنا الأبية.
ترافق باقي المحطات ولا تنهيها او تطويها. فمعادلتنا اليوم ليست بين البندقية وغصن الزيتون ابدا… بل اننا سنترك أغصان الزيتون تعانق فوهات البنادق… حتى النصر المبين. ندخل الى محطة التفاوض في جنيف ٢ مرتاحين … مرتاحين الى سند من شعب يتعبد الله بصون ارضه وعرضه والكرامات. من نسوة لم يروعهن الموت المحمول بأنياب الطائرات… ورجال انتصروا على الدبابات بصدور عارية يسكنها الإيمان بالله… إيمان بتحرير عباد الله من عبودية الطاغية وبعض حماته من طواغيت الارض وشياطينها… وما أكثرهم في هذا الزمن الرديء.
نحن نستند الى شعب يواجه زمرا لم تبق من الفظائع في الارض واحدة خارج سجل ارتكاباتها، فمن نجا من نارهم، مات بسيف الجوع محاصرا على قارعة الرأي العام الدولي، الذي طالت قيلولته، ونخشى ان يداهمه المغيب. يا ثورة المائتي الف شهيد، قسما بدمائهم لن نرضى بغير ان ننجز ما قضوا دونه… حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. ونطمئنكم… لسنا قلة ولا ضعافا ومعنا أحرار العالم. فلن تقوى علينا مرتزقة الحقد الطائفي الأعمى. ولن يخدعنا مجددا نظام المخادعة، الذي باعنا عروبة بعدما باع العروبة في بازارات قم. وباعنا وطنية، ثم استقدم مرتزقته،
لتقاسم الوطن على وليمة من دم بنيه. نعم انه نظام الاسد الذي باعنا مقاومة ليقايض الجولان بكرسي… وثلاثين من الفضة. وأخيرا باع العالم وهم الاقليات والإرهاب … وها هو يذبح جميع الاقليات مع الأكثرية بسيف داعشه، وسيوف إرهابيي حزب الله ومرتزقة الحرس الثوري الإيراني… وآخرين. ان نظاما هذه سيرته وتلك أفعاله لا يمكن ان يلدغنا من جحره مجددا… حتى لو اخرج كبار ثعابينه واسكنها الطرف المقابل لنا من الطاولة. لان الطاولة بالنسبة لنا… ممر باتجاه واحد الى تنفيذ كامل مطالب الثوار بلا أدنى تعديل، وعلى رأسها تعرية السفاح من سلطاته كاملة، بعدما تعرى امام العالم كله… تمهيدا لسوقه الى عدالة الله والتاريخ… وقوانين البشر وشرائعهم. ونقول لكبيرهم الذي علمهم السحر.
لقد ارتد سحركم الى نحوركم، فان كُنْتُمْ تريدون جنيف ٢ مدخلا للتهرب باسم مواجهة الارهاب. فنحن والعالم نريده صراحة لمواجهة الارهاب الذي مارسه نظامكم… وذاك الذي استورده من كل حدب وصوب… والعالم جله، بل كله يعلم. لقد جاؤوا الى جنيف مكرهين بإرادة مشغليهم ورافديهم بالسلاح القاتل والقتلة المأجورين… يمشون طريقه كالسائر في جنازة نفسه… يدركون انهم يحملون نعش نظامهم المجرم بأيديهم. ومن يقرأ جنيف واحد والدعوة الى جنيف ٢ يؤتى اليقين بما نقول، بلا أدنى لبس او شبهة. اما نحن… فندخل جنيف بعد مشاورات طويلة انتهت بالرأي السوري الحر …الى الدخول على نية خلاص سوريا من الباغي… ان لم يكن بالسيف فبغيره وبالسيف معا. ومن يعتقد اننا سندخل جنيف لننسى مرحلة خلت هو ملتبس مشتبه…
نحن لم نقرر دخولها ولن ندخلها الا لنحفر في ذاكرتنا وذاكرة العالم تاريخ أبشع مجازر خيضت بدم رخيص بارد… خيضت ضد شعب، جريمته الكبرى انه طلب الحرية في مطلع القرن الواحد والعشرين. نعم ندخل لنسجل من طاولة الامم، كل الامم في جنيف… اسماء مئتي الف شهيد وملايين الجرحى والأسرى واللاجئين. ندخل مرفوعي الهامات ليسمع من لم يسمع بعد… او لا يريد ان يسمع ويرى مذبحة العصر، وأقذر مجازره. ونقول لبعض حماة القاتل المجرم، في هذا العالم والجوار، لقد صدعتم رؤوسنا بمحارق النازية المدانة والبشعة… ونسالكم الم ترو كل يوم وكل ساعة كم محرقة بالبراميل ترسم حقدها على أجساد الرضع وامهاتهم.
ندخل جنيف ويسبقنا ويلحقنا دماء شهدائنا وأنين الجرحى وعذابات الأسرى والمهجرين في الارض. فلن نرى أمامنا ومن حولنا الا هذه الأمانة الثقيلة الغالية… ودونها راس نظام الشر ومحاكمة مجرميه وملاحقتة دولية لآخر مرتزق شحنه الى ارضنا ليدنسها بحقده تكفيره الطائفي الذي حملته لنا رياح السموم الآتية من الشرق. أيها السوريون اجتزنا الى اليوم دربا صعبة حفلت بتضحياتكم من اجل حريتكم و قد بلغنا الان منعطفا سنجتازه كعا بتصميمكم على الخلاص من رحلة العذاب التي فرها النظام عليكم , و لا شك في انكم و قد وصلتم الى لحظة فاصلة ستواصلون دعم الائتلاف الوطني كي يسير بكم الى غاياتكم النبيلة فمعا و سويا الى الامام و حتى النصر
و عاشت سورية حرة ابية