لقاء الاستاذ عبد الحميد درويش مع صحيفتي : المصري اليوم النهار المصرية

Share Button

الاستاذ حميد

اللقاء الاول مع صحيفة المصري اليوم بتاريخ 21- 5 – 2013

مع تسارع التحضيرات الدولية لعقد مؤتمر جنيف 2 ، يعيد موقعنا ” الديمقراطي ” نشر المقابلتين اللتين أجريتا مع الأستاذ عبد الحميد درويش – سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ، وذلك في صحيفتي المصري اليوم بتاريخ 21/ 5 /2013 و ” النهار ” المصرية بتاريخ 6/ 5/ 2013  :

 قال القيادي البارز بالمعارضة السورية، رئيس الحزب الديمقراطى التقدمي الكردي، فى سوريا، عبد الحميد درويش، إن الحرب فى سوريا ستستمر عشرات السنوات، وإن المعارضة السورية «مشتتة»، لا تعرف ماذا تريد، وترفض الجلوس مع بعضها.

 وأضاف «درويش»، في حواره لـ«المصري اليوم»، إن رفض المعارضة في بلاده الحوار مع النظام السورى زاده قوة، وأن الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية، تريد أن ترى سوريا «جثة هامدة» حتى تتدخل، معتبراً أن موت سوريا هو الخطوة الأولى فى خريطة الشرق الأوسط الجديد.. وإلى نص الحوار:

 – المصري اليوم:  في البداية.. ما آخر تطورات الوضع فى سوريا؟

 عبد الحميد درويش:  للأسف الأوضاع تتدهور بشدة فى سوريا، وتسير يوماً بعد يوم نحو الأسوأ، وهو ما ينذر بوضع أليم جداً، وأخشى أن تصبح سوريا بؤرة للقلاقل، والمشاكل فى المنطقة، وليس فى سوريا وحدها.

– المصري اليوم: ماذا عن التطورات الميدانية.. وهل المساحة التي يسيطر عليها النظام السوري تتقلص يوماً بعد يوم؟

  عبد الحميد درويش: لا أعتقد أن النظام السوري سيكون مصيره الانتصار على الشعب، ولو بنسبة 1%، ولا فرصة له فى النجاح، ومن جهة ثانية فإن نجاح القوى الأخرى أو ما يسمى «الجيش الحر» في الحسم العسكري، يعتبر مشكلة، وأنا أنظر إلى الحسم العسكري باعتباره تقريباً «تخريبا» لسوريا، لأن الجيش الحر ليس قيادة واحدة، وليس جهة واحدة، وإنما هو جهات عديدة، وهو سيصبح فى المستقبل مشكلة عويصة بالنسبة للشعب السوري، وسيتسبب تعقد الأمور في استمرار أنهار الدماء عدة سنوات.

 وبالنسبة للديمقراطية والحرية فى سوريا، فأنا طرحت منذ عام وأكثر على الأمريكان والقوى الأخرى مثل تركيا وبريطانيا وفرنسا، عندما كانوا يحضرون اجتماعات المعارضة السورية، طريقة واحدة يمكن أن تنقذ سوريا، وهى اتخاذ قرار من مجلس الأمن، وإرسال قوة حفظ سلام تشرف على الأوضاع فى سوريا، لكن للأسف لم يلق رأيى آذاناً صاغية، لسبب بسيط واحد، فى تقديرى طبعاً، هو أن الأمريكان والغرب يريدون أن تصبح سوريا جثة هامدة على الأرض وبعدها يتدخلون، وإلى الآن لم تصبح سوريا جثة هامدة، ولذلك أنا فى رأيى الموقف فى سوريا حرج للغاية، والحسم العسكرى ليس الحل الصحيح، وإنما الحل السياسي، هو الحل الجيد.

 – المصري اليوم:  هل هذا المصير هو الذى كنتم تتوقعونه فى سوريا مع بداية الثورة.. وهل توقعتم أن تنحرف الأمور بهذا الشكل؟

 – عبد الحميد درويش:   أبداً لم أكن أتوقع أن تصبح سوريا فى هذا الوضع من العمل الثوري، وثانياً أن تطول بهذا الشكل الذى لا يعرف أحد متى تتوقف؟ كنا نتوقع أن تنتهى الأمور بشكل أسرع وسلس أكثر من ذلك.

 – المصري اليوم:  في رأيك ما الذى ساعد على أن تأخذ الثورة السورية هذا المنحنى؟

 – عبد الحميد درويش:   بتقديري عدة أمور، أولها حمل السلاح، الذى أرى أن الأجهزة الأمنية، هي التي دفعت الناس إلى أن يحملوا السلاح، عندما تبنت الحل المسلح لحل الأزمة، ومواجهة الثورة، وهى صنعت ذلك لكى يكون لها ذريعة وحجة قوية لتستغل الأمور لصالحها، وثانيها تشتت المعارضة فنحن حتى الآن غير موحدين، وثالثها أننا حتى الآن نرفض الجلوس معاً، وأنا برأيي أن رفع شعار عدم الحوار مع السلطة كان أحد الأسباب، التي زادت من قوة السلطة.

–  المصري اليوم:  ماذا عن مواقف دول الجوار والقوى الدولية؟

 – عبد الحميد درويش:  هؤلاء جميعاً يحاولون أن يروا سوريا «ميتة»، لا أكثر ولا أقل، وهم لا يريدون أن يساعدوا الشعب السوري للخلاص من النظام الديكتاتوري، وإنما يريدون موت سوريا.

 – المصري اليوم: موت سوريا هل يأتي في إطار رسم خريطة جديدة للمنطقة؟

 – عبد الحميد درويش:   نعم بالطبع، وهذا فd استراتيجيات الدول الكبرى، والعالم الآن سواء أمريكا أو روسيا أو إنجلترا أو الصين تسير في هذا الاتجاه.

 –المصري اليوم: في تقديرك ما ملامح هذه الخريطة الجديدة؟

 عبد الحميد درويش:  لصالح إسرائيل بالدرجة الأولى، ولا يمكنني أن أوضح ملامح هذه الخريطة، هذا يمكن أن يتحدد فيما بعد، ولكن المؤكد أن هناك مخططات لخريطة جديدة للشرق الأوسط، ومؤخراً قال وزير الدفاع الأمريكي إن الحرب فى سوريا قد تستمر لعشرات السنين، وعلى ذلك فإن الشرق الأوسط كله، وللأسف الشديد يتصارع مذهبياً وقومياً بين سنى وشيعى، ومسيحى ومسلم وعربى وكردى، إلى ما لانهاية.

– المصري اليوم: ما موقع سوريا فى هذه الخريطة الجديدة؟

 – عبد الحميد درويش:   سوريا هى البداية، ولن تبقى دولة فى المنطقة بعيدة عن تلك المخططات.

 – المصري اليوم: ما الأسباب التى أدت إلى أن يطول أمد حسم الأمور فى سوريا سواء سياسياً أو عسكرياً؟

 – عبد الحميد درويش:   هى ترجع لنا للأسف الشديد، فالمعارضة ليست على مستوى المسؤولية الوطنية فى التغيير، والحكم والنظام خرقا كل شىء اسمه مسؤوليات وطنية، ولهذا لا نستطيع أن نحدد الوضع فى سوريا إلى أين يذهب.

—————-

نص اللقاء الثاني مع صحيفة النهار المصرية بتاريخ 5-6-2013 

درويش للنهار المصرية:

 الازمة السورية تمر بمنعطف خطير.. و الحل قوات حفظ سلام دولية على الأرض

حذر عبد الحميد درويش القيادي بالمجلس الوطني الكردي السوري المعارض و سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا من سيناريو خطير اصبحت ظلاله تهيمن على الساحة السورية التي تشهد حرباً شرسة وصلت إلى استخدام النظام للأسلحة الكيميائية لإبادة الشعب، مما سيكون له تداعياته على سوريا و المنطقة برمتها.

و نبه في حواره لـ “النهار” إلى أن الأطراف الاقليمية و الدولية فشلت في التوصل غلى حل سياسي للأزمة نظراً لأطماعها و اجنداتها الرامية الى تقسيم سوريا و تدمير بنيتها التحتية، و بالتالي تهديد أمن و استقرار المنطقة، كاشفا ان الحل الوحيد للأزمة السورية يكمن في ضرورة بسط سيطرة قوات حفظ سلام دولية على سوريا و بما يؤدي الى الانتقال الى مرحلة تحقق تطلعات الشعب السوري في بناء سوريا الغد.. و الى سياق الحوار:

– النهار: الازمة السورية وصلت الى مرحلة بالغة التعقيد.. فكيف ترى آفاق تلك الأزمة؟

– عبد الحميد درويش: للأسف الأوضاع في سوريا تتجه نحو مزيد من التعقيد و ذلك لأن الجهات الداخلية و الخارجية التي تدخلت بالموضوع السوري أصبحت لا تعد و لا تحصى خاصة الدولية منها، و أصبح لها دور خطير حيال الأزمة السورية و الخطورة تكمن في أن هذه الدول لا تريد حلاً معيناً، بل تريد لسوريا أن تظل بهذا الوضع لفترة أطول، و ما زلنا لا ندري طبيعة أهدافها .. و في تقديري أن قسماً كبيراً من هذه الدول يريد تدمير البنية التحتية لسوريا، بالاضافة إلى إطالة أمد الحرب الأهلية حتى تصبح البلاد جسداً بلا روح.

– النهار: الا ترى أن ذلك من شأنه إتاحة المزيد من الفرصة لإطالة امد النظام السوري ؟ و ماذا عن استخدام الاسلحة الكيميائية المحرمة دولياً ضد الشعب المطالب بالديمقراطية؟

-عبد الحميد درويش: لاشك ان النظام السوري هو جزء اساسي من العملية الشائكة الراهنة، فالنظام لم يطرح حلاً طيلة الفترة الماضية كما أنه لم يستجب للحلول العملية التي كان من المأمول ان تخرج سوريا من هذه المأساة، أما عن الأسلحة الكيميائية فليس لدينا معلومات دقيقة في هذا الصدد، و لكن يبدو أن امريكا و بريطانيا و فرنسا اصبحت تملك ادلة بأن هناك أسلحة من هذا النوع قد استخدمت ، و هذا أمر بالغ الخطورة و سيقود إلى سيناريو أسوء.

– النهار: منذ البداية عارضت التسليح فكيف ترى حرص اطراف اقليمية و دولية على دعم المعارضة السورية بالسلاح؟

–  عبد الحميد درويش: منذ البداية حذرت من التسليح الذي سيقوي النظام بالأساس فالحرب في سوريا ستكون في صالح نظام الأسد، و التجربة أثبتت أن اللجوء إلى السلاح دعم بقاء النظام بالأساس و أدى إلى عسكرة الثورة و إلى حرب أهلية و ليس حرباً ضد النظام.

 – النهار: و كيف ترى استقالة معاذ الخطيب عن رئاسة الائتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة السورية؟

عبد الحميد درويش: معاذ الخطيب رجل وطني صادق، و كان الأمل معقود عليه بأن يلعب دوراً وطنياً في إنهاء الصراع و العنف القائم في سوريا، لكنه اصطدم بواقع مؤلم و مر.. لم يتمكن حياله من لعب دور من شأنه انقاذ البلاد من هذا الخراب، و لهذا استقال، و برأيي أنه كان على صواب حينما حاول انقاذ سوريا بطرح مبادرته للحوار مع الحكومة، فكانت مبادرته جيدة و آرائه على صواب، لكنه فشل بسبب أن القوى الدولية التي تريد الحرب و الدمار اكبر من مبادرة الخطيب و مؤيديه.

-النهار: و كيف تقيم حكومة غسان هيتو و هل هي قادرة على العبور بالأزمة؟

-عبد الحميد درويش: أعتقد أن هذه الحكومة لن تستطيع أن تفعل شيئاً و هي الأخرى ستستقيل قريباً او الانزواء في مكان آخر و لن تتمكن من تقديم شيء للشعب السوري بديلاً عن هذا التدمير الذي يطال كل شيء، و كلما تعقدت الأمور فان المستفيد الاساسي هو النظام، كما ان انقسام المعارضة شكل سبباً آخر لهذا التعقيد الذي نعيشه بالإضافة إلى تشتتها و عدم القبول من بعضها الحوار مع النظام.

– النهار: و كيف ترى ما تردد عن اعتزام الأخضر الابراهيمي الاستقالة من مهمته في سوريا، و هل كانت قرارات قمة الدوحة السبب الرئيسي وراء ذلك؟

عبد الحميد درويش: برأيي أن الابراهيمي لم يغضب من قرارات قمة الدوحة بمنح مقعد سوريا للمعارضة السورية و انما استنفذ من المهمة الموكلة اليه و التي أصبحت غير قابلة للتحقيق، فرأى أنه غير قادر على تحقيق شيء رغم صولاته و جولاته، و لم يجد املاً في الأفق للنجاح ، و لهذا انفعل في كثير من المواقف و كانت تصريحاته انفعالية الاساس.

و اتصور ان قرارات قمة الدوحة لم تكن سوى جزء من غضبه و نيته في التخلي عن مهمته لكنها لم تكن الاساس وراء استقالته.

– النهار: تقصد ان ضغوطاً مورست عليه و قللت من شأن مهمته؟

عبد الحميد درويش: لا شك أن منح مقعد سوريا للمعارضة أو عدم منحه هو المعضلة و هو أمر لم يوقف الاقتتال الداخلي و سيل الدماء، فالاولوية يجب أن تكون نحو وقف العنف و حمامات الدماء في سوريا.

و حتى الآن نحن لا نرى افقاً للحل للأزمة السورية، و أود هنا أن أؤكد انه لا يوجد سوى حل واحد لتلك الأزمة و هو بسط السيطرة الدولية من خلال نشر قوات حفظ سلام دولية في سوريا، و لا يوجد حل فاعل سوى ذلك الأمر لإيقاف العنف و الصراع الخطير الدائر في سوريا على أن تشمل هذه القوات عناصر من الولايات المتحدة الامريكية و روسيا و الدول الكبرى لتحل محل النظام و المعارضة، و هذا الأمر يحتاج غلى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي و عدم اعتراضه بالفيتو.

– النهار: و كيف ترى دور الجامعة العربية حيال الأزمة السورية؟

-عبد الحميد درويش: بصراحة الجامعة العربية ليس بيدها مفتاح الحل و انما اصبح دورها قاصر على ابداء الآراء السياسية، كما ان هناك دولاً استعلت الأزمة لتجد من سوريا حلبة لتصفية الحسابات اقليمياً و دولياً، و احذر هنا من المخططات الرامية لتقسيم سوريا، و أؤكد أنه لا أحد سوري لديه حس وطني صحيح يريد تقسيم سوريا، فهذا أمر خطير يخدم مصالح و اجندات اخرى، و الشعب السوري يجب أن يحافظ على وحدته، و أود الإشارة هنا إلى أن ما يتردد عن رغبة الأكراد في تقسيم سوريا أمر غير حقيقي فهذا ضد مصلحتنا، و نحن نرغب في وحدة سوريا مع منح حقوق الشعب الكردي القومية في سوريا و أن يعيش كريماً آمناً كباقي الشعب.

– النهار: وسط هذا التعقيد .. هل ترى أن الثورة السورية فشلت؟

عبد الحميد درويش: لا لم تفشل لكنها اتجهت الى منعطفات خطيرة و خاطئة، و لا أعتقد ن هناك فرصة لنجاح النظام بنسبة 10 بالمائة، و في ذات الوقت فان حظ النجاح و فرصة الثورة السورية بات قليلاً للغاية، و عليه فان هناك أحد امرين أما حل سياسي – يكون النظام جزءاً اساسياً منه – أو فرض سيطرة قوات حفظ السلام الدولية عن طريق مجلس الأمن لتشرف على سوريا و تضع حلولاً لمشاكلها بما يؤدي إلى اجراء انتخابات حرة وتفضي إلى رئيس منتخب و مرحلة مستقبلية تخدم تطلعات الشعب السوري، و اعتقد أن روسيا و ايران و الصين و غيرهم عليهم أن يقبلوا بهذا الحل للخروج من الأزمة الطاحنة التي تمر بها سوريا.

– النهار: كمؤتمر وطني سوري كردي.. ما هي جهودكم و انشطتكم المبذولة من اجل التوصل إلى حل؟

عبد الحميد درويش: نحن جزء من المعارضة السورية و كباقي الأطراف نريد حلاً سياسياً سلمياً لهذا الوضع المأساوي المؤلم في سوريا، فالاكراد السوريون أيضاً يعانون التشرد و الجوع و الحرمان و النزوح، فالعشرات هاجروا إلى تركيا و العراق و الأردن، و بالتالي الحل السياسي أصبح ملحاً للجميع الآن ، و نعمل على أن نكون جزءاً من الحل و نأمل أن تنجح الجهات الوطنية في ايجاد حل على أساس أحد امرين: أما ان يكون سياسياً و يخرج الاخضر الابراهيمي بنتائج ايجابية نهائية، و إما أن تكون قوات حفظ سلام دولية تسيطر على الأوضاع في سوريا، فقد واجه الإبراهيمي انسداداً في مواقفه و لم تساعده الدول العربية في مهمته قدر ما تعمل هي في الاتجاه الخاطئ، و لذلك يريد أن يكون بعيداً عن التأثير العربي.

 – النهار: و هل ترى أن دور مصر غائبة عن ممارسة دور فاعل تجاه الأزمة السورية؟

– عبد الحميد درويش: مصر لا تزال بعيدة عن الدور الذي كنا نامله منها تجاه سوريان و مرتبكة و منشغلة بمشاغلها الداخلية التي ابعدتها عن سوريا، و أرى أن أمد الازمة السورية قد يطول مما قد يؤدي إلى فقدان المزيد من الشعب السوري.

– النهار: و كيف ترى تحالف جبهة النصرة و القاعدة؟

عبد الحميد درويش: كان هذا الأمر أحد مخاطر الازمة السورية و التي تقوي نظام الحكم  في مواقفه، مما سيكون له تداعياته على سوريا و المنطقة برمتها.

 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 639 من الديمقراطي

صدور العدد الجديد (639) من جريدة الديمقراطي باللغتين العربية و الكردية. الافتتاحية : من المعلوم ...