قال وزير الخارجية الاميركية جون كيري اليوم ان الرئيس السوري بشار الاسد “له فضل” في “السرعة القياسية” التي بدأت بها عملية تدمير الترسانة الكيماوية السورية امس الاحد.
وقال الوزير الاميركي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف اثر لقائهما في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادئ (ابيك) في جزيرة بالي الاندونيسية ان “العملية (تدمير الاسلحة الكيماوية السورية) بدأت في زمن قياسي ونحن ممتنّون للتعاون الروسي وكذلك طبعا للامتثال السوري”.
واضاف “اعتقد انه امر بالغ الاهمية انه بالامس، الاحد، في غضون اسبوع من صدور قرار (مجلس الامن الدولي) تم تدمير بعض الاسلحة الكيماوية” في سورية. وتابع “اعتقد ان نظام الاسد له فضل في هذا، بصراحة. هذه بداية حيدة ونحن نرحب بالبداية الجيدة”.
واعلنت الامم المتحدة ان مفتشي السلاح الكيماوي الدوليين اشرفوا في سورية امس على تدمير رؤوس صواريخ وقنابل ومعدات تستخدم في مزج المواد الكيماوية، لتنطلق بذلك عملية تدمير الترسانة الكيماوية السورية.
وقالت الامم المتحدة في بيان مشترك مع منظمة حظر الاسلحة الكيماوية نشر في نيويورك ان الخبراء اشرفوا على الطواقم السورية التي “قامت باستخدام انابيب التقطيع والمناشير الكهربائية لتدمير مجموعة من المعدات او جعلها غير قابلة للاستخدام”.
وكان الفريق وصل الى دمشق الثلاثاء الماضي في مهمة تقضي بالتحقق من تفاصيل اللائحة التي قدمها نظام الرئيس بشار الاسد في 19 ايلول/ سبتمبر، وتشمل مواقع انتاج الاسلحة الكيماوية وتخزينها، وبتدمير هذه الاسلحة والمعدات المستخدمة في انتاجها، وذلك تنفيذا لقرار صادر عن مجلس الامن الدولي.
وأضاف البيان ان “عملية تدمير برنامج الاسلحة الكيماوية السوري بدأت اليوم (امس)”، مؤكدا بذلك معلومات كان مصدر في الفريق الدولي في دمشق اعلنها طالبا عدم ذكر اسمه.
واوضح البيان ان العمال السوريين قاموا بتدمير او ابطال مفعول “مجموعة من المواد” بينها “رؤوس حربية وقنابل جوية ومعدات تستخدم في مزج المواد الكيماوية وتعبئتها”. واضاف ان “العملية ستتواصل في الايام المقبلة”.
ولفت البيان الى ان فريق الخبراء يقوم ايضا بعملية “مراقبة وتحقق وابلاغ” بشأن ما اذا كانت المعلومات التي قدمها النظام السوري عن ترسانته الكيماوية دقيقة.
ويقوم الفريق بمهمته في اطار قرار لمجلس الامن الدولي صدر في 27 ايلول اثر اتفاق روسي اميركي لتدمير الترسانة الكيماوية، في عملية من المقرر الانتهاء منها منتصف العام 2014.
وبموجب الخطة الموضوعة لتدمير الترسانة الكيماوية السورية فان عملية تدمير المنشآت المخصصة لانتاج ومزج المواد الكيماوية يجب ان تنتهي بحلول الاول من تشرين الثاني/ نوفمبر.
وجاء الاتفاق بعد هجوم بالاسلحة الكيماوية في ريف دمشق في 21 آب/ اغسطس، اتهم الغرب والمعارضة السورية النظام السوري بالوقوف خلفه، وهو ما نفته دمشق. ولوحت واشنطن بشن ضربة عسكرية ردا على الهجوم.
ويرجح خبراء امتلاك سورية نحو ألف طن من الاسلحة الكيماوية، بينها غازات السارين والاعصاب والخردل، موزعة على نحو 45 موقعا.
على صعيد آخر، دعا وزير الخارجية الاميركية اليوم ايران الى تقديم اقتراحات جديدة في المفاوضات بشأن برنامجها النووي، وذلك قبل ايام قليلة من استئناف المحادثات بين طهران والقوى الكبرى في جنيف.
وقال كيري ان “مجموعة الست قدمت اقتراحا في الماتي (عاصمة كازاخستان) ولا اعتقد ان ايران ردت فعلا على هذا الاقتراح المحدد”. واضاف “ما يلزمنا بالتالي هي مجموعة اقتراحات من جانب ايران تكشف تماما كيف سيتمكنون من ان يظهروا للعالم ان برنامجهم سلمي”.
ا ف ب