ارحب بالسادة الحضور وانا في غاية السعادة لحضوري هذه المناسبة وتواجدي معكم ليتسنى لي الفرصة لإلقاء هذه الكلمة.
نقف نحن الان امام صرح ثقافي كبير ومعلم من معالم ثقافتنا المعاصرة ، فالثقافة هي التاريخ الذهني للشعوب ونتاجها الحضاري والإنساني ، فالشعوب لا تتحطم إلا اذا تحطمت ثقافتها ، هذا ما علمنا اياه منطق التاريخ وهذا ما عاناه الكورد بعد حرق الغزاة لمكاتبهم سابقاً ومنعهم من ممارسة ثقافتهم لاحقاً ، حتى لم يبق للكرد منها سوى الادب المحكي ( الدنغ بيج ) وما اكتشفه علماء الاركولوجيا من الافستا والزندا لزرادشت الميدي ، وهذا ما تنبه اليه مبدعينا لاحقاً لاستدراك الذات الكردية ومنع الآخر من ابتلاعها. امثال شاعرنا الكبير جكرخوين الذي نحن الآن بصدده .
ان سعي الكورد لاسترجاع ذاكرتهم الثقافية وتوجههم نحو ثقافة العصر الداعية الى الحرية والديمقراطية ونبذهم الفكر الشمولي والاستعباد الفكري كان في نظر مستبديهم خروج عن عصا الطاعة وزندقة يستوجب مواجهتها بثقافة الكراهية وبسيف الارتداد ، فتحركت قوى الظلام من اقبية المخابرات متوشحة بالإسلام لتضليل وتجنيد محبي الموت والدولار في مواجهة محبي الحياة والحرية ، وكان ما حصل في سنجار و كوباني من همجية ووحشية لتهجير الكرد بالأرهاب وسلبهم اراضيهم لشقهم عصا الطاعة، ولكننا نقول لهؤلاء ومن غر بهم نحن الكورد نحب الحياة ولكننا لا نخاف الموت ، سنكون قرابيناً لها في مواجهة شهداء الموت وسنواجه بسيف الحق سيف الارتداد عنهم وعن رجعيتهم سعياً لاستدراك ذاتنا ومن اجل حريتنا ، فلن نعود موالي كالسابق ولا مواطنين من الدرجة الثانية ، نريد تطوير مفهوم الدولة عصرياً من اجل تحقيق مفهوم المواطنة في اوطاننا ، فالأوطان التي لا تحقق مفهوم المواطنة لشعوبها لا تستمر ، وسنواجه بثقافة النور ثقافة الظلام ومن يقف ورائها ، فلن ينتصر الظلام على النور ولا الموت على الحياة وهذا ناموس كوني، وسيقف الى جانبنا الكثير من الخيرين في اوطاننا وكذلك اشقائنا والعالم على الارهاب ومن يسانده ويستخدمه سياسياً .
ان المعاناة التي يعيشها الشعب الكردي في الظروف الراهنة تعطيه حق الدفاع عن نفسه وعن ارضه وعن ثقافته ، فكردستان بالنسبة للكورد ليست دولة وانما مفهوم ( فكر ، شعب ، ارض ) وهذا لا يتنافى مع مواطنتهم لدولهم ، فالدول تتغير اما الستان ( مواطن الاصل ) فهو باقي ولهذا فهم يدافعون عنه من اجل بقائهم ، ويرفضوا اي تغيير ديمغرافي له داخل دولهم تذرعاً بالوطنية وهذا لا يعني عدم تمسكهم بوطنيتهم لهذه الدول ، ولكن ان احترمت السلطات فيها حق شراكتهم وحق مواطنيهم ، وسيبقى الكرد اوفياء ومخلصين لدولهم ولستانهم ايضاً وسيدافعون عن حقهم في الاثنين معاً .
ان حقنا في البقاء والحياة يعطينا حق المقاومة ، وكما يقول شاعرنا الكبير جكرخوين ( المقاومة حياة ) .
لقد ظلم الغرب كثيراً الاكراد باتفاقية ( سايكس بيكو ) وبسكوتهم ايضاً عن الظلم الذي لحق بهم في دولهم .
ان هناك نظرة عتب على السياسة الغربية لتصحيح اخطاء الماضي ، والكرد ينظرون باحترام ووفاء الى كل من يساعدهم فما زالوا يذكرون وباحترام مدام ميتران وامثالها من الساسة والمثقفين الذين ناصروا حقوقهم ، فمكانتهم وقدرهم عند الاكراد لا يقل عن مكانة وقدر مبدعيهم . وبهذه المناسبة اوجه ندائي ومن هذا المنبر الثقافي الى جميع المثقفين في الغرب ان يساندوا الحق الكردي بأن يوضحوا معاناة هذا الشعب للرأي العام ليكون ضاغطا على السياسة الغربية لتنصف الحقوق قبل المصالح .
وفي نهاية كلمتنا نشكر الدولة الالمانية على سماحها لنا بإحياء ذكرى شاعرنا الكبير جكرخوين .
والشكر للحضور على اهتمامهم واحترامهم لنخبتهم بمشاركتهم بإحياء ذكراها وتقديرها . كما نوجه شكرنا للجنة المشرفة وعلى الجهود التي بذلتها لإحياء هذه المناسبة القيمة كما اشكرها شخصيا على منحها لي شخصيا شرف التكريم بجائزة جكرخوين .
ونقول جميعا لشاعرنا الكبير لن ننساك فانت خالد في عقولنا ونردد عنه ( برخدان جيانا )
الديمقراطي 28 – 11 – 2014