مقدمة البرامج التلفزيونيّة كُلستان برور:
نسعى إلى جانب مجتمعنا لبلوغ الحريّة
لم يكن يدور في خلد كُلستان برور بأن أربيل ستحضنها وتحضن حلمها في العيش الهادئ بعد 35 عاماً من النضال والبحث عن نصر في شوارع أوروبا الحديثة ومتاهاتها الفكرية والاجتماعية والحياتية، بل امتعاض تلك الشوارع من هموم لا تشبه قط هموم ناسها، ففي حين الناس هناك يبحثون عن الحياة المرفهة بعد حصولهم على كامل حقوقهم الفردية يبحث أناسنا في شوارعهم عن حقوق الجماعة ولكن في بلد ساهم بنفسه في رسم قدر الناس ” تقول كُلستان برور المغنية السياسية الكُردية ومقدمة البرامج في قناة”روداو” الكرديّة التي تبث برامجها في هولير(أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق).
كُلستان برور حيث يغلب عليها الحزن العميق تروي قصة انخراطها في عالم الابداع سواء كان كمغنية او عملها كمقدمة برامج للتلفزيون.
كلستان زوجها شفان برور(المغني السياسي الكُردي الأكثر شهرة) يحبكان غناء ليس من أجل الاستمتاع فحسب، بل من أجل إلهاب الضمير الكردي الرازح تحت وطأة الاضطهاد: “عانينا كل شيء..حتى لغتنا حُرمنا منها.. إذ كيف يمكن ان تستنهض اللغة وهي لغة محصورة المجال فهي متبلورة على نطاق ضيق جداً فيما بين جدارن منازلنا فقط..لغتنا ونحن نعلم حروفها لأطفالنا بالسرّ على ان يكون لغة الخطاب السياسي” .
ولذلك وهي تبرر اتخاذها سبيل النضال عبر” الغناء الملتزم” تقول كُلستان برور” لجأنا لآلة البزق والشعر والغناء الذي كان يرسم لنا الجغرافية والتاريخ وحاضر مستقبلنا..وشعر جكرخوين الذي هرب من بطش نظام البعث السوري وتوفي في استكهولم في 1994″ .
تأمل كُلستان برور من كُردستان العراق ان يكون أنموذجا راقياً لتناول مواضيع المجتمع المنفتح والراقي، وترغب ان يكون منبراً لكل الكُرد مع مراعاة وضع الاقليم الكردي وشراكته العراقيين.
(“احلم بأشياء كثيرة هنا في هولير تقول كُلستان)، وتتابع” شيئا فشيئا سأحاول أن أحقق هذا الحلم عبر برنامجي الذي أقدمه في “روداو”..”. وتقوم كُلستان برور بإجراء اللقاءات مع الشخصيات العامة أو المؤثرة في كُردستان العراق.
كُلستان وعبر برنامجها كشفت كم انا الأكراد يحتاجون الى الكثير،” فتصوّر رئيس احد الاحزاب الاشتراكية هنا في الاقليم متزوج من 4 نساء”. وتابعت. “وكلما التقي بشخص مؤثر أراه متزوجاً من اكثر من امرأة” وتتساءل
“ما هذا؟ ” أليس هناك همّ غير همّ الزواج”.
وكُلستان برور تتحدث بألم عن ثورة سوريا وكيف ان الناس يتشردون ارتالا ارتالاً لكنها ترى” ان “زوال الظلم بات قريباً، وسنزور مدن الكُرد ومدن سوريا حلب ودمشق. وتتابع “لم أر محنة اكثر من محنة السوريين وما جرى على السوريين فاق كل التصورات”.
وكُلستان برور صحفية تعلمت في هذه المهنة في قناة “ميدا تف” و”مي تف” و”روج تف” لتستقر فيما بعد بقناة يسميها غالبية موظفيها ب”bbc” الكُرديّة وتقدم برنامجاً تظن انه يساهم في تحديد مسار المجتمع وتفتح ذهنه نحو تساؤلات حول اشياء عديدة في حياة الاجتماع الكردي العام، ترى هذه “انّ سبيل خلاص الكُرد من كل الاضطهادات هو تبني للفكر المنفتح على الجميع وعلى الآخر مهما يكن هذا الاخر قاسياً ومملاً”.
فاروق البرازي
جريدة المستقبل – الأحد 20 تشرين الأول 2013 – العدد 4839