عقدت المنظمة السورية للتنمية الديمقراطية ندوة حوارية في مقرها في مدينة قامشلو بتاريخ 20-4-2014 بين الاستاذ سلمان حسو عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا والأستاذ أحمد الأسود عضو هيئة التنسيق الوطنية بعنوان ” سبل التعايش المشترك بين مكونات الشعب السوري ” وقد ادار الحوار السيد ممدوح داود عضو المنظمة السورية للتنمية الديمقراطية.
وقد تركزت أسئلة السيد المحاور على العلاقات التاريخية بين الكرد والعرب قديماً وحديثاً وإمكانية التعايش السلمي بين هذين الشعبين في سوريا بشكل عام وفي منطقة الجزيرة السورية بشكلٍ خاص؟.
وفي رده على هذا السؤال أكد السيد أسود الأحمد على التعايش التاريخي وعلاقات الجيرة والمصاهرة بين الكرد والعرب ، وضرب هذه العلاقات في الصميم من قبل الأنظمة الشمولية التي توالت على سدة الحكم في سوريا، والتمييز بين مكونات المجتمع ، ولكن ورغم ذلك لا تزال تلك العلاقات قائمة وهي صمام أمان لأبناء المنطقة.
وحول إمكانية التصادم بين الشعورين الوطني والقومي وخاصة في ظل هذا الصراع الدموي في سوريا؟.
رد الاستاذ سلمان حسو بأن كلا الشعورين قيمة إنسانية ولا يمكن إلغاء أو نفي أياً من الشعور الوطني والقومي ، ورغم سياسات التفرقة والتمييز والإقصاء التي مورست بحق الكرد حافظ الكرد على شعورهم وانتماءهم الوطني ودافعوا عن وطنهم سوريا بكل بسالة في مختلف الأوقات، وأشار إلى مساهمة الحركة الوطنية الكردية في تنمية الشعور الوطني للحفاظ على التوازن بين كلا الشعورين الوطني والقومي .
وشدد على خاصة في هذه المرحلة إلى بناء نظام وطني دون إقصاء أي مكون من مكونات المجتمع.
وحول سبل ترسيخ ثقافة السلم الأهلي في سوريا رد الأستاذ أحمد الأسود أن هذه الثقافة موجودة ورغم محاولة ضربها وتقويضها خاصةً من قبل الأجهزة الأمنية لضرب مكونات المجتمع بعضها ببعض ، إلا أن الفرصة متوفرة وممكنة لنشر هذه الثقافة وما اجتماعنا اليوم إلا خطوة صحيحة في هذا المجال.
وفي رده على سؤال كيف تقرأ التعددية في سوريا؟. رد الأستاذ سلمان حسو هي غنى وثراء وعامل اجتماعي يمكن ابناء عليه إذا ما تمتعت كل مكونات المجتمع بحقوقها، أما إذا ما تم إقصاء وتهميش جميع المكونات لصالح طرف أو مكون محدد فإن لك سيؤدي إلى الصراع والتناحر، ويجب علينا أن نقر ونعترف بأن حدود هذه المنطقة رسمت حسب مصالح الدول الكبرى وفق اتفاقية سايكس بيكو دون مراعاة مصالح ابناء المنطقة وحقوقهم القومية ، لذلك التعددية عامل ثراء وغنى ويحمل في نفس الوقت أسس الصراع إذا ما عدنا إلى السياسيات الشوفينية والاقصائية السابقة.
وفي رده على كيفية الحفاظ على السلم الأهلي ؟. أكد السيد أحمد الأسود على ضرورة تجفيف منابع التطرف واعادة توزيع السلطة والثروة على أسس سليمة، دون تهميش أو إقصاء.
وحول نفس السؤال أجاب الأستاذ سلمان حسو بأن الحفاظ على السلم الأهلي ليس بالعمل السهل والهين ، ورغم صعوبة ذلك لا بد من التوجه الديمقراطي ، وأكد على أن ما يحمي المجتمع السوري من التطرف هو التوجه الديمقراطي والقبول التعددية وبالآخر ، لأنه ومن خلال التجارب المريرة التي مررنا بها منذ أكثر من ثلاثة سنوات يتأكد لنا أهمية تعزيز ثقافة الحوار والتعايش السلمي لتجنب العنف والدمار. واشار إلى ان إحدى النتائج الإيجابية للحركة السياسية الكردية خلال نصف قرن هي نبذ العنف والتطرف وقبول الآخر .
بعد ذلك فتح باب النقاش والحوار لمداخلات السيدات والسادة الحضور الذين قيموا بشكل إيجابي مثل هذه الندوات الحوارية.
الديمقراطي 21 – 4 – 2014