عامودا تصرخ من أجل ضحاياها :
في 13-11-1960 في ذللك اليوم المشؤوم خرجت براعم عامودا
الحالمة لمؤازرة الشعب الجزائري و نصرته حيث كانت لا تزال
ترزح تحت النيل الفرنسي ..
خرجت تلك العصافير لتغرد و ترفرف بأجنحتها و تحلق بإتجاه
السماء ، خرجوا حاملين براءتهم و طفولتهم الغضة و هم لا
يعلمون ما يخفي لهم القدر المشؤوم ،لايعلمون مدى الألم و
الحرقة التي ستلوع قلب عامودا و تحرق أفئدة كل الأمهات و
تحرق الدمعة في المقل و تغض الحناجر بالصراخ و العويل
ألماً و ماهي إلا دقائق بعد توجههم الى السينما حتى أحست
العصافير بحرارة النار تلدغ وجوههم و تشتد لحظة بعد لحظة
..
فرفرفوا بأجنحتهم و تدافعوا أسراباً أسراباً لكن أين المفر فالقدر المشؤوم و المحتوم لابد أن يأتي فإذا بالنار هائجةَ
لا تمس شيئاً إلا و تحوله الى رماد و إذا بالأجساد تتراكم و إذا بأصوات الإستغاسةو الاستنجاد تتعالى و تتعالى … لكن
حتى الآلهة لم تشفق عليهم و ترحمهم و إذا بكل شيئ يحترق حتى الجدران و السقف و الأرواح الطاهرة ترحل رويداً رويداً
الى الملكوت الأعلى حيث تحلق أرواح الشهداء الأبرار و رائحة الشواء تفوح من جميع أرجاء عامودا و ضواحيها برائحة لا مثيل له تصفع المشاعر و تدمر الأحاسيس ..
بقيت عامودا على هذه الحالة المروعة حتى اليوم التالي و الأهالي تهرع إلى وضع الجثث المتفحمة و بقايا الرماد فمن
عرف جثة أخذها من لم يعرف أخذ من تبقي منهم عظاماً محترقة ثم واراها و كتب على شاهدة القبر إسم طفله الشهيد .. فأين
كان الشعب الجزائري من كل هذا ..
فهل يتذكر الشعب الجزائري بأن عامودا ضحت بثلاثمائة طفل
دعماً و مساندةً لها لأجل حريتها ..
بالرغم من كل ذللك عامودا صامدة رغم كل الآلام و المصائب
فهي ضحت بأطفالها من أجل الجزائر و قدمت الكثير من
الشهداء و ما تزال تقدم… لأجل الحرية و الكرامة..
و الرحمة لأرواح تلك العصافير الحالمة في ذلك اليوم
المشؤوم …
وليد حسين \عامودا\