إنّ مقاربة الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية للحركة الكردية لا تختلف عن مقاربة النظام السوري للمعارضة السورية على مدار عامين من عمر الثورة السورية ، فالنظام كان يأبى أن يعترف بما يسميه معارضة الخارج وكان يعتمد على ما يسميه معارضة الداخل المتمثلة بهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي برئاسة حسن عبد العظيم والجبهة الشعبية للتغيير والتحرير بقيادة كل من قدري جميل وعلي حيدر والمبادرة الوطنية لأكراد سوريا بقيادة عمر اوسي وغيرهم ، وظل يراوغ ويخادع ذاته ومناصريه ويدّعي بإنّ هؤلاء يمثلون المعارضة الوطنية الشريفة والآخرون ليسوا سوى أدوات رخيصة بأيدي الدول العدوة كأسرائيل والدول الغربية ، إلا أنه أضطر أخيراً بفعل صمود الشعب السوري الثائر القبول بالجلوس مع معارضة الخارج لأنه أدرك ولو بعد حين أن أدواته في الداخل لا تخدم أهدافه أو إنها لاتستيطع تحريك ساكناً.
هكذا هم الأئتلاف السوري المعارض مصرون على أختيار أحزاب كردية على مقاسهم يقبلون بما يملون عليهم ويمتثلون لخيارتهم لا إلى خيارات الشعب الكردي ، وهذا نفس الخطأ الذي وقع فيه النظام ، وإذا أفترضنا إنّ الأئتلاف قد توصل مع بعض الأحزاب إلى اتفاقيات ، هل بإمكان تلك الاحزاب أن يطبقوا هذه الاتفاقيات على أرض الواقع ؟! ولنعمل مقاربة أوضح من ذلك فإذا طلب من تلك الأحزاب فرض السيطرة الأمنية والعسكرية على المناطق الكردية ليتمكن الجيش الحر بسط سيطرته على كافة المناطق ، فهل باستطاعة أخواننا في الأحزاب الشقيقة فعل ذلك ؟ ألا يفتح ذلك شروخا جديدة في جسد الحركة الكردية المشروخة أصلا ؟ ألن يكون ذلك بداية خرق ذلك الخط الاحمر الذي رسمه الكرد لأنفسهم والذي يتجسد في الأقتتال الكردي – الكردي ؟
أعتقد إنّه ليس مشاركة أحزاب الأتحاد السياسي الكردي لوحدهم هو الخطأ الفادح لا بل ان تفّرد إنضمام المجلس الوطني الكردي إلى الإئتلاف السوري المعارض لن يخدم القضية الكردية وسوف يفتح كثير من الأبواب المغلقة في كردستان الغربية أواللهم يكون الإنضمام أسمياً لا غير ، لذا حتى تلّبي مشاركة الشعب الكردي أهداف الثورة السورية بالفعل لا بالأسم ينبغي أن يكون تمثيل الكرد في أُطر المعارضة من خلال هيئة جامعة لهم على غرار الهيئة الكردية العليا ، هذا فيما إذا كان المطلوب هو تفعيل وتعزيز دور الإئتلاف السوري المعارض في مواجهة النظام الإستبدادي وتحقيق أهداف الشعب السوري في إسقاط النظام الديكتاتوري وإقامة النظام الديمقراطي التعددي العلماني في سوريا ، إما إذا كان الغرض منه هو المكياج وإظهار صورة جميلة للإئتلاف في المحافل الدولية فهذا موضوع آخر . ولطالما أستخدم حكام الدول المستعمرة مثل هذه الأنواع من المكياجات والأساليب الملتوية بمشاركة الاقزام في مؤسساتهم (حاشا الأحزاب الوطنية الكردية المتمثلة في الاتحاد السياسي ) ، كما فعل أتاتورك و آل الاسد وصدام حسين وخميني في كل من تركيا وسوريا والعراق وايران .
نحن اليوم أمام مرحلة مفصلية يجب أن لا نقبل بإستخدامنا كأدوات للتجميل أو كساقية إضافية في مصب طواحين الآخرين.