أخبار عاجلة

فرهاد ميرو: كلمة الخطيب كردياً

Share Button

127/3/2013

كل يوم يمضي يشذ الخطيب عن المألوف في عالم السياسة ويثبت نفسه  مناضلاً فذاً وفياً لمصالح الشعب السوري بكافة أطيافه ليس على الساحة الوطنية السورية فحسب بل على الساحة الدولية والأقليمية أيضا.

هذا الشخص النبيل يؤكد على نزعته الإنسانية ويوليها الأولوية  على لعبة المصالح في كافة المحافل السياسية  ، يبدي حرصاً شديداً على  التخلّص من المآسي والويلات مهما كان الثمن لا على تحقيق المكاسب والمنافع  ، على الخلاف من رؤية السياسي للظواهر والوقائع.

قد يقول القائل إنّ مثل هؤلاء من البشر لا يصلحون للسياسة ، وقد أتفق معهم فيما يذهبون إليه ولكن أتسائل أيضا ماذا فعلوا أولئك الذين يدّعون بمعرفة علوم السياسة وخفاياها طوال العامين من عمر الثورة السورية  ؟!!!

لم  يخف الخطيب قلقه وهواجسه من التدخلات الخارجية ومحاولة كل طرف جر الحبل السوري إلى جهته وكأنه أمام لعبة جر الحبل  ، يعبّر عن رفضه للإرتهان ويتمسك بالإستقلالية وهذا هو جوهر المناضل الوطني الحقيقي ، لا ينس أفضال الاَخرين وفي نفس الوقت يؤكد على  تقصيرهم في دعم الشعب السوري الأعزل وضرورة تسريع الخطى للحد من الألم وسفك الدم  الذيّن يتعرض لهما يوميا الشعب السوري على يد النظام الظالم الهمجي الأرعن ، يفضح بشار الأسد بزعمه حماية الأقليات و يستذكر أمثلة من واقع الحال الذي عاشته الأقليات في زمن الإستبداد إذ إستشهد بالإضطهاد الذي تعرّض له الكورد في سوريا ، في وقت الذي مايزال مجرد ذكر كلمة الكردي جريمة يعاقب عليها القانون في سوريا ، ويأتي تخصيص الخطيب لشكر أقليم كردستان العراق أمراً في غاية الإيجابية ولعله سابقة في القمم العربية ، في الوقت الذي تجاهل الكثير من المؤتمرات التي بحثت في الوضع السوري الدور الإيجابي لإقليم كردستان في حماية المدنيين وإقامة مخيمات اللجوء على أراضيها وتقديم كافة أشكال الدعم لهم  .

حملت كلمة الخطيب أمثلة  حيّة من سجون النظام وأشكال التعذيب التي تمارسها زبانيته في الزنازين  دون المسائلة أو المحاسبة  وإمعانها في الممارسات البشعة ضد الضحايا من السوريين  لغياب الإرادة الدولية  ، تردعها وتكبح جماح وحشيتها   ، لذلك جاءت الكلمة متميّزة وخرجت عن المألوف في الخطابات الخشبية لقادة الدول العربية ولاسيما الإستبدادية منها وكانت أكثر الكلمات تأثيرا على الأنفس والأفئدة .  اضف إلى ذلك  إقدام الخطيب على تقديم إستقالته قبيل إنعقاد القمة العربية في الدوحة أضاف إلى رصيده الشعبي الكثير الكثير إذ إننا لم نعتاد على مثل هذه القرارات من القادة ومسؤولي الأحزاب في منطقة الشرق الأوسط بما فيها القادة الكرد وزعماء الأحزاب الكردية ، أنا شخصيا لا أستطيع أن أخفي إعجابي بمثل هكذا المناضلين الشرفاء ، كم نحن  بحاجة الى أناس أمثال الخطيب !، لأنه فضلا عن حاجة السوريين إلى إسقاط الديكتاتورية وإقامة البديل الديمقراطي تحتاج القضية الكردية في سوريا أيضا إلى وضع الأسس للتفاهم مع شركائنا في الوطن تتمحور حول إيجاد صيغة سياسية دستورية  تضمن حلا ديمقراطيا عادلا  لها وتزيل الإضطهاد وتؤسس لمرحلة جديدة بحيث تغدو سوريا لكل السوريين وتغدو الشراكة في الإدارة والحكم عنونا لها ، بعيد اً عن الإقصاء والإنكار.

أدعو ممثلي الشعب الكردي إلى فتح حوار مباشر مع الخطيب والعمل معاً لازالة جميع العوائق التي تحول دون إنضمام الهيئة الكردية العليا إلى الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية ، وأيضا أضم صوتي إلى الأصوات التي تنادي بتوسيع نطاق الإئتلاف ليشمل كافة القوى الديمقراطية والليبرالية  بما فيها ممثلي الشعب الكردي على شكل المؤتمر الوطني العام  ليعبّر عن حقيقة الشعب السوري بكافة اطيافه ومكوناته ، و ليخفف من هيمنة طرف بعينه على القرار السياسي للمعارضة الوطنية السورية .

 

 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مصطفى دهقان: مخطوط كردي سرياني في بغداد (( عرض مخطوط عن قواعد اللغة الكردية الگرشوني من بغداد )).

عرض مخطوط عن قواعد اللغة الكردية الگرشوني من بغداد مصطفى دهقان الترجمة عن الانجليزية: غياث حسين ...