أخبار عاجلة

فرهاد ميرو: الشّباب الكورد في مواجهة التحدّيات

Share Button

22/5/2013

يُعتبر الشّباب طاقة حيوية فعّالة منتجة للعمل ومحّفزة للإبداع والسّاعية إلى معرفة المجهول والباحثة  عن التميّز ، فهذه الإمكانات إن لم تُستثمر بشكل صحيح في خدمة الأهداف النبيلة للمجتمع وبالمحصلة  في خدمة الإنسانية ستهدر في مجالات أخرى، قد تكون وخيمة على المجتمع والدولة ، قوة أي مجتمع تقاس بقدرات شبابه وإمكاناتهم العلمية والثقافية.

مما لا ريّب فيه إنّ الشّباب الكورد في سوريا يتميّزون بمستوى وعي متقدم ويتصفون بالذهنية المتفتحة ويتسمون بالسلوكية الحضارية على الخلاف من أقرانهم العرب المتعايشين معهم  في نفس المناطق ، وقد يرجع ذلك إلى شعورهم بالإضطهاد والغبن المزمنين فآثروا لتعويض ذلك بالتوجّه إلى التّعلم والإرتواء من المعرفة الانسانية وقد أدرك الشوفينيون هذا الأمر مبكّرا ، وكما هو معلوم لدى الجميع إنّ محمد طلب هلال السيء الصيت في كتابه (دراسة عن محافظة الجزيرة من النواحي القومية ،الإجتماعية ،السياسية )  في بداية  الستينيات من القرن الماضي أوصى بإتباع سياسة التجّهيل إزاء الكورد لإبقائهم في حالة من التخّلف والجهل وعدم فسح المجال أمامهم للتزّود من العلم والمعرفة.

على الرغم  من ذلك كانت عزيمة شبابنا أقوى من كل التحدّيات والسياسات الشوفينية وها هو الواقع يتحدث عن ذلك ، العشرات ألاف من الأطباء والمهندسين والجامعيين والفنيين الكورد وسط أبناء شعبنا ،وهنا يستحضرني قول ذلك المثقف العربي في القامشلي في سياق ردّه على المجموعات المسلحة من عرب الطي الذين أرادوا تصفية الكورد فيها  إبان إنتفاضة آذار 2004 حيث قال لهم : “إذا تم تصفية الكورد من سيداويكم ويعالجكم فكل اطباء والصيادلة من الكورد ….” لم يكن تحدّي الشباب الكورد يقتصر في المجال المعرفي بل إنسحب التحدّي ليشمل العمل السياسي والميداني فرغم الحظر على النشاط السياسي على مدار خمسين عاما إلا إنّهم كانوا في خضم العمل السياسي والميداني لم يتوانوا قط عن النضال رغم  السجون وإتباع سياسة الترهيب والترغيب معهم   بل دافعوا عن قضاياهم بكل الوسائل وقدّموا الشهداء  ، فمن أجل إحتفال بعيد نوروز قاد الشباب الكورد مظاهرة كبيرة وسط دمشق  21.03.1986 توجّهت نحو القصر الجمهوري إلّا إنّ الحرس الجمهوري أطلق الرصاص الحي ضد المتظاهرين السلميين  وعلى أثرها  إستشهد الشاب الكوردي سليمان آدي .

وفي إنتفاضة 12آذار 2004 في القامشلي والتي إمتدت لتشمل كافة مناطق تواجد الكورد السوريين ، كان الشباب في مقدمة من وقفوا في وجه السلطة السورية وحكم البعث وادواتهم القمعية فقدموا العشرات من الشهداء في تلك الإنتفاضة ، واليوم الشباب الكورد لم يتوانوا في الدفاع عن الشعب السوري والوقوف في وجه النظام المستبد في سوريا من جهة ومجموعات المرتزقة والتكفيرية من الجهة الأخرى فقدّموا أرواحهم الطاهرة قربانا للحرية والكرامة ، ويعتبر وحدات الحماية الشعبية ومعهم شباب التقدمي وغيرهم -الذين سطّروا البطولات في سري كانيه – مثالا للتضحية والفداء ، وكان الشهيد علاء قاسم خير مثال للبطولة ونكران الذات ، واليوم يتوافد الألاف من الشباب للتطوّع من أجل الدفاع عن الشعب الكوردي ومنع الإعتداء عليه ولا سيما بعد تشكيل الكتائب السلفية المتطرفة والتي تكّن  للكورد حقدا دفينا في صدورها والتي تتربص الفرصة لإنقضاض عليه وهذه الحقيقة يدركها الشباب قبل غيرهم فالخطر يداهم الكورد أينما إتجهوا فهم لم يسلموا من الأنظمة المستبدة ولن يسلموا من المجموعات الإرهابية التي تتخذ من الدين ذريعة لهم والتي بموجبها يحلون قتل الكورد .

لا يقتصر دور الشباب في الدفاع عن الذات بل يمتد إلى إحداث تغيير في بنية المجتمع  وتنظيماته السياسية والإجتماعية  وفي إبراز الوعي المتجدد والخلاق وعدم الإرتهان للخارج وفضح التبعيات السياسية وتصويب الخط الوطني السوري بما يخدم الثورة السورية وتقديم البديل الحضاري الذي يتجسد  في إقامة  النظام الديمقراطي التعددي العلماني الإتحادي  ، هذا التحدي ينبغي أن يكون في مقدمة الأولويات لدى الشباب الكورد بالاضافة إلى تجنّب الوقوع في التطرف القومي والديني مهما كلّف الأمر . فهل شبابنا على المستوى المسؤولية التاريخية  ليتصدّوا هذه التحدّيات …..؟؟

 

 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مصطفى دهقان: مخطوط كردي سرياني في بغداد (( عرض مخطوط عن قواعد اللغة الكردية الگرشوني من بغداد )).

عرض مخطوط عن قواعد اللغة الكردية الگرشوني من بغداد مصطفى دهقان الترجمة عن الانجليزية: غياث حسين ...