بعد أن تمكن الرئيس التركي من خطف المعارضة السورية ووضعها تحت إمرته ومن ثم تحريفها عن مسارها الطبيعي ليحول معظم فصائلها المسلحة إلى مجرد مرتزقة مأجورين بلا قضية وطنية أو حتى إنسانية أو أخلاقية حيث بات يرسلهم حتى إلى خارج سورية ليقاتلوا مقابل أجور محددة وباعترافاتهم على شاشات الفضائيات العالمية.
وباعتبار أن معظم عناصر تلك الفصائل جاؤوا أو بالأحرى أخرجوا من مناطقهم أذلاء مهزومين على متن الباصات الخضراء وتم نقلهم وتجميعهم في الشمال السوري نتيجة لصفقات أبرمها الرئيس التركي نفسه لتصبح المعارضة السياسية السورية المتمثلة بالائتلاف، مجردة من أية قوة عسكرية ذات مصداقية وشرعية وطنية أو شعبية على الأرض، وإنما أفضل تلك الفصائل الفاعلة على الأرض كان يصنف إرهابيا وهو ما كان يترجم عمليا على الأرض يوما بعد آخر، ومن ثم تمكن الرئيس التركي من تحويل وجهة تلك (المعارضة) السورية بالاسم والخادمة لأجنداته بالفعل، نحو المناطق الكردية ل ( تحريرها) من سكانها الأصليين وذلك بهدف تقطيع أوصال هذه المناطق واحتلالها بعد أن دعم تلك الفصائل بالطيران الحربي والمدفعية والصواريخ، كما حصل لعفرين ومن بعدها لكل من گري سبي وسري كانييه، طبعا وفقا لصفقات وتواطؤ من القوى الموجودة على الأرض سواء الروسية أو الأمريكية.
وتم إطلاق يد هذه الجماعات والفصائل المجردة من أية قيم إنسانية أو أخلاقية والتي لا تقف عند أي رادع قانوني أو مدني وإنما غالبيتهم كانوا مشبعين أصلا بالأفكار العنصرية والإرهابية التي لا يوجد في قواميسها الديمقراطية أو التنوع أو قبول الآخر المختلف لذلك اعتبروا هذه المناطق الكردية مناطق مستباحة ارتكبوا فيها ولا زالوا أبشع الجرائم والفظائع التي ربما لم يشهد التاريخ لها مثيلا، والتي كان من بين آخرها قتل المرأة المسنة بغرض السرقة وجر جثتها إلى خارج منزلها ومن ثم إلقاء القبض على جميع أبنائها لعدم افتضاح أمرهم، وكذلك طرد الناس عنوة من بيوتهم وتأجيرها أمام أعينهم لمرتزقة قدموا إلى المنطقة، وارتكاب الأعمال الإجرامية التي لا يمكن حصرها وعدها كالقيام بالتفجيرات وتخريب الأماكن الأثرية واكتساح أشجار الزيتون وحتى تغيير المعالم الطبيعية والديمغرافية لهذه المناطق، وخطف المواطنين وابتزاز ذويهم بدفع مبالغ خيالية مقابل إطلاقهم أو تعريضهم للتعذيب الوحشي وغالبا ما يقتلونهم وكذلك التعدي على حرمات البيوت وأعراض الناس لتصبح كل ممارساتهم وممارسات أسيادهم الأتراك ( فجورا في فجور ذائبا) كل ذلك يحصل أمام أنظار العالم أجمع دون أن يرف لسيدهم أردوغان جفن طالما أن الضحية هم الكرد، لا بل هو الذي أطلق أيديهم في هذا المجال.
لكن لكل ظالم نهاية فها هو الفساد والتناحر ينخر في جسد هذه الفصائل الإجرامية وبشهادة شاهد من أهلهم وهو العميد أحمد رحال الذي يكشف عن حال رفاقه المجرمين وما وصلوا إليه من تشتت وتفرق وفوضى وإمارات مختلفة شيدت في كل مجموعة قرى وهو ما يدل على أن ما يبنى على باطل لا يمكن أن يستقيم وأن نهاية الإرهاب والإرهابيين وخيمة لا محالة.
ولولا الدعم العسكري غير المحدود الذي قدمته تركيا لهذه العصابات لما كان بإمكانهم أن يدنسوا هذه الأرض المباركة من الأساس ولكن مع كل الأسف ليس من المفهوم إطلاقا حتى الآن كيف ولماذا تساهلت كل من روسيا والولايات المتحدة حيال توسيع مناطق نفوذ جماعات وفصائل إرهابية حتى العظم وإن كان بطلب من الدولة التركية التي لا يخفى رعايتها ودعمها العلني لكل هذه المجاميع الإرهابية العفنة..!!!