قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الحل السلمي في سورية «يتطلب تعزيز قوة المعارضة» عسكرياً، محذراً من ان الصراع في سورية بات «طائفياً».
وأوضح فابيوس في نهاية الاجتماع الوزاري حول سورية: «منذ اسابيع كانت هناك مبادرة جيدة لاطلاق مؤتمر «جنيف -٢» للحل السلمي في سورية. وبدلاً من اغتنام هذه الفرصة، ادخل (الرئيس) بشار الاسد مزيداً من قوات ايرانية وقوات من «حزب الله». على صعيد آخر لقد أعلنا عن براهين حول استخدامه السلاح في سورية. وفي هذا الاطار اجتماعنا (في الدوحة) قرر تعزيز دعمنا للمعارضة وهو (سيكون) باشكال مختلفة».
وتابع فابيوس: «عززنا دعمنا الانساني، اذ ارسلنا اول من امس اكثر من ١٥ طناً من الادوية وسنستمر في تقديم الدعم للمعدات والدعم التقني للمعارضة. ونستمر في جهودنا كي يتبلور اجتماع «جنيف -2» وينعقد لأن الحل الوحيد في سورية الحل السلمي، وهذا يتطلب تعزيز قوة المعارضة».
وعن اعلان «الجيش الحر» عن حصوله على بعض الاسلحة، قال فابيوس: «هذا مهم جداً ان يكون للمعارضة الوسائل للدفاع عن نفسها في وجه مقاتلي ايران و «حزب الله» الذين يلقون اطناناً من السلاح على الشعب السوري الذي ينبغي ان يدافع عن نفسه. بعض الاطراف قرر تزويد السلاح للمعارضة، لكن فرنسا تحترم التزاماتها مع شركائها».
وتابع وزير الخارجية الفرنسي: «هذا وضع كارثي اصبح الآن دولياً ليس فقط بالنسبة الى اللاجئين، لكن ايضاً بالنسبة الى الدول المجاورة. في لبنان مثلاً طلب الرئيس ميشال سليمان الا يكون هناك تدخل لبناني في الصراع السوري، لكن هذا صعب ان يحصل. وايضاً الوضع في تركيا والعراق لذا ندعو الى حل سلمي لان بشار الاسد وقوات ايران و «حزب الله» قاموا بـ «تدويل» الصراع، لذا نأمل بالوصول الى «جنيف – ٢». وأكد وجوب وضع حد للصراع في سورية الذي اصبح «طائفياً».
وسألت «الحياة» فابيوس اذا كان تدخل «حزب الله» في سورية يمثل مشكلة للتعامل الفرنسي في لبنان، فأجاب: «نريد فصل لبنان عن الصراع في سورية ولا نريد اعمالاً ارهابية من «حزب الله» لهذا السبب فرنسا قررت مع دول اوروبية اخرى وضع ذراعه العسكرية على لائحة الارهاب الاوروبية».
الى ذلك، (ا ف ب)، وصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى الدوحة امس في زيارة تستمر 24 ساعة هدفها تعزيز العلاقات وبحث الملف السوري. وقالت اوساط محيطة بقصر الاليزيه لـ «فرانس برس» ان هولاند حمل «رسالة قوية فحواها انه لن يكون هناك حل سياسي من دون ممارسة ضغوط عسكرية» على النظام في سورية. وأضافت المصادر ان الاسد «لن يفاوض اذا كان يشعر بالقوة. كما ان المعارضة لن تتوجه الى المفاوضات اذا كانت تشعر بأن الاسد قوي جداً مقارنة بها».
على الصعيد الثنائي، يرغب الرئيس الفرنسي في تعزيز العلاقات مع قطر. لكن «بشفافية ووضوح». فالاستثمارات القطرية الضخمة التي بلغ حجمها 12 بليون يورو في فرنسا خلال الاعوام الخمسة المنصرمة في العقارات الفخمة وكبرى الشركات والرياضة أصبحت موضوعاً مثيراً للجدل. ومن المتوقع الانتهاء من تأسيس صندوق مشترك فرنسي – قطري برأسمال 300 مليون يورو لتمويل الشركات الفرنسية المتوسطة والصغيرة الحجم.
يشار الى ان هذا الصندوق يحل بديلاً عن استثمارات قطرية بقيمة خمسين مليون يورو في ضواحي باريس، بعدما اثار هذا المشروع العديد من الاعتراضات.
وقالت مصادر الاليزيه ان فرنسا «تأمل في الدفع ببعض الملفات الكبيرة مثل مترو الدوحة وغيره.
وسيثير الطرفان مسألة مقاتلة «رافاييل» التي توليها باريس «اهمية استراتيجية كبرى» في حين تزود فرنسا نسبة 75 في المئة من معدات الجيش القطري.
واستهل هولاند الزيارة بتدشين مدرسة «فولتير» حيث القى كلمة امام الجالية الفرنسية التي يبلغ عديدها حوالى 3500 شخص. ويتضمن البرنامج الرسمي للزيارة ان يلبي هولاند برفقة شريكته فاليري تريفيلير دعوة امير قطر وزوجته الشيخة موزة ونجلهما ولي العهد الشيخ تميم الى عشاء خاص.
ويتوجه الرئيس الفرنسي بعد ظهر اليوم الى الاردن حيث سيلتقي الملك عبدالله الثاني لإجراء محادثات حول الازمة السورية.
وكالات