غسان جانكير: لا تحكي بالسياسة

Share Button

116/3/2013

حدثنا العطال البطال قال : لمّا تيقّن النظام من إصرار الشعب على رحيله , وينشدُ نظاما ديمقراطيا بديله , جنح الى استخدام القذر من حيله , فزاد في حربه السعير , وأعلن في القوى الجوية حالة النفير , وشوّش هدير طائراته أسراب الطير , ترمي براميل الموت بسخاء, وصواريخ على شاكلته سِمتهما الغباء , تدكّ البيوت الآهلة خبط عشواء , و دونما خجل أو حياء , و تتغنى آلته الدعائية , بانتصاراته الوهمية , واصفةٌ مُطالبي الحرية ب ( الجماعات الإرهابية ) , وبذات الأوان , تتصنّع الطيب والحنان , و تدعوهم إلى طاولة الحوار , عازفة على ذات الأوتار , وما يتهددنا من الأخطار , مِن حبائل الغرب و الخليج , وفصم عُرى المُمانعة بيننا وقوات الباسيج, تُطالب بحوار غير مشروط , و تتوهّم حلاً الكل عنه راضٍ و مبسوط , كساحرٍ يدّعي فكّ المربوط , ولا ينبس إلا بقول المزبوط , وحوارٌ يُستشفّ منه إلزام المعارضة ببيت الطاعة , وإبداء الندم عن ( التآمر ) والصياعة , وتناسي موبقات النظام وتفرده بالشناعة .

ولمّا لم يجد في التخويف استجابة , ولم يسعفه معسول الكلام في فن الخطابة , تمادى في حصاره للمدن , وقطعَ الكهرباء فتعطّلت المهن , وصار الناس سواء في المحن , و أخذ ( بعثيكو قربانو ) بالتذمّر من قلة المعاش , ويهذي في الحديث كما الحشاش , وبات يجاري العطالين البطالين في حضور الندوات , ويُبدي ملاحظاته في المحاضرات , ويتعمّد الظهور في المظاهرات , ولا يتملّص من النقاشات الساخنة , ويشتم النظام بألفاظ ماجنة .

وبينا أسير في السوق , وإذ به يناديني كأنه بوق , ودسّ في يدي بطاقة , و قال ليّ بصفاقة : أيها الأناني المُتعجرف , وأنت لوقتك الثمين مُسرف ,  هلم بنا إلى محاضرة عن الحرية , نتعلم منها بعض المصطلحات الثورية , نُجامل بها الأحزاب , ونخطف الأبصار والألباب . فقلت له : الويل لك , لا أبا لك , ما لك و للسياسة , وكنتَ تتجنبها أيام الدراسة , وتجنبتها في الوظيفة فترقيّت بسلاسة ؟ .

فقال : الويل لمن لا يساير الواقع مِثلي , ولا يحفظ عن ظهر قلب هذا المَثَلِ ” اذا كان بدك تستريح , شو ما شفت قول مليح ” .

 

 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد 84 من جريدة التقدمي

صدر العدد (84) من جريدة التقدمي الشهرية الصادرة عن مكتب الثقافة و الاعلام في منظمة ...