غسان جانكير: بين التنظير والرغبة

Share Button

22حدثنا العطال البطال قال : قعدت القرفصاء مع أبو مخطة, نُريد تمضية الوقت كي لا نصاب بالجلطة, بجانب حائط مهجور, حيناً نكشّ الذباب والدبور, وحيناً نطقّ أصابعنا بفتور, نلوك في ناموس الناس و الأقاويل, و نلعب بال داما فلا يمضي من الوقت سوى القليل, وحديث يجرّ أحاديث, إلى أن أتينا على ذكر النظام الخبيث, و لمّا ألححتُ على أبو مُخطة بالسؤال, عمّا ستنتهي إليه الأحوال, فقال :

لمّا أمِن النظام المافيوي جانب الأمم المتحدة , على شناعة أفعاله المؤكدة , ولم يلقى منها سوى البيانات المنددة , التي تعجز عن ردع الأنظمة الفاسدة , ف (الضرطة و الضرطتان عند الضرّاط سواء ), فأستخدم جلَّ الوسائل الغير مشروعة من أجل البقاء , وكلما فاحت رائحة نتانته , وبانت للعالم قبحه وقذارته , حمته المافيا الروسية بالفيتو , ليرجع مندوب كل دولة – خائباً – إلى بيتو , مُعللاً الرأي العام العالمي , بإرسال وسيط أممي , علّ وعسى يحل الموضع بشكل سلمي , فيفهم النظام الرسالة على وجهتها الصحيحة , ويقول في نفسه : أنها فرصة مليحة , لرفع معنويات الشبيحة , و كسر عين المعارضة , وزعزعة الثقة بالقنوات ( المُحرّضة ) .

وبعد كلِّ جلسة لمجلس الأمن, والناس بانتظار زبدة الكلام والسمن, وإذ بقُربته تُفتح ويخرج منها الصديد, فيُمعن في استخدام النار والحديد, ولا يُبارح سياسة التهديد والوعيد, كطاغٍ استلب من السماء الأقدار, وبمزاجية أرعنٍ غريب الأطوار, يتحكم في مصائر الناس, ويقهقه على بلواهم كالنسناس.

ولمّا كان السلاح الكيماوي من الخطوط الحُمر, وما دونها مُباحٌ في العلن و السر, فلا حرج عليه أن يقتل مئة إنسان في اليوم, فيربت على كتفه مافيات روسيا وايران, ويعاتبه الغرب والأمريكان, وبين القتل والتشريد, والمجازر وذبح الناس من الوريد إلى الوريد, وفرض الحصار على المدن, وحواجز بتصرفاتها تهزّ البدن, الرشوة مفاتيح عبورها, وغاية المُنى النجاة من شرورها .

وبينا نحن في هذا  النقاش, وأمر العباد مع المعاش, وإذ ب بعثيكو قربانو يُلقي علينا التحية, عبر نافذة سيارته السياحية, كأنه يُسابق الريح, أو هاربٌ من عصابة تشليح, فردّ عليه أبو مُخطة بالتفلات و المسبات, ونعته بأقبح الصفات, فقلت له : الويل لك , لا أبا لك, ما هكذا يُردّ السلام, بل باحترام وابتسام . قال أبو مخطة : أنه خائن العِشرة, يؤثر نفسه باللب ويعطي صديقه القشرة, ولأنه نتن وأناني, وليس بمنصف أو حقاني, فلم يُعلمني بصفقة قطع الغيار,التي اشتراها بأرخص الأسعار, من عصابات استولت على مخازن القطاع العام المنهار.

 

 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 88 من جريدة التقدمي

  صدر العدد (88) من جريدة التقدمي الشهرية الصادرة عن مكتب الثقافة و الاعلام في ...